أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
4185
التاريخ: 16-10-2014
7911
التاريخ: 15-11-2014
9107
التاريخ: 16-10-2014
4747
|
بما أن هناك عبارات مختلفة في معنى التفسير الإشاري ، فقبل أن نجمع بين الآراء ونذكر الرأي المختار ، سنأتي بكلمات بعض العلماء في تعريف التفسير الإشاري :
الدكتور الذهبي : لم يعرف التفسير الإشاري بشكل اقسام هذا النوع من التفسير ، بل لم يعرف التفسير الإشاري بشكل اقسام هذا النوع من التفسير ، بل إنه في بداية الأمر يقسم التفسير الصوفي الى القسمين النظري والعملي ، ويعرف الاول . على أنه البحوث النظرية والفلسفية حسب المذهب الصوفي ، أي : محاولة علمية لتطبيق الآيات على نظريات الصوفية وآرائهم .
وأما في تعريف التفسير الصوفي العملي ، فيقول الذهبي : التفسير الفيضي أو الإشاري ، هو : تأويل آيات القرآن الكريم على خلاف ما يظهر منها ، بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة (الى أن قال : ) وعلى هذا فالفرق بين التفسير الصوفي الفيضي الإشاري وبين التفسير الصوفي النظري من وجهين وهما :
أولا : أن التفسير الصوفي النظري يبتني على مقدمات علمية تنقدح في ذهن الصوفي أولاً ، ثم ينزل القرآن عليها بعد ذلك .
أما التفسير الإشاري ، فلا يرتكز على مقدمات علمية ، بل يرتكز على رياضة روحية يأخذ بها الصوفي نفسه ، حتى يصل الى درجة تنكشف له فيها من سجف العبارات هذه الإشارات القدسية ، وتنهال على قلبه من سحب الغيب ما تحمله الآيات من المعارف السبحانية .
ثانياً : أن التفسير الصوفي النظري ، يرى صاحبه : ان ما وصل اليه هو كل ما تحتمله الآية من المعاني ، وليس وراءه معنى آخر يمكن أن تحمل الآية عليه ، وهذا بحسب طاقته طبعاً .
أما التفسير الإشاري ، فلا يرى الصوفي أن تفسيره هو كل ما يراد من الآية ، بل يرى : ان هناك معنى آخر تحتمله الآية ويراد منها أولاً وقبل كل شيء وذلك هو : المعنى الظاهر الذي ينساق اليه الذهن قبل غيره (1).
فبناء على ما ذكره الذهبي : التفسير الإشاري يبتني على ما يشرق في قلب الصوفي من معاني الآيات بحسب مقامه وحاله ، فلأجل ذلك لا يدعي أن ما اشرق على قبله هو تمام التفسير .
الشيخ خالد العك : بعد نقل تعريف الذهبي للتفسير الإشاري يقول : والإشارة قسمان : إشارة حسية وإشارة ذهنية ، أما الإشارة الحسية : فهي ما تكون في معاني اسماء الإشارة ... وأما الإشارة الذهنية فهي ما يتضمنها الكلام في معانيه الكثيرة ، بحيث لو عبر عنها لاحتاجت لألفاظ كثيرة ، والتفسير الإشاري من هذا القبيل ، كما تقدم تعريفه وإيضاحه ، وهو ينقسم الى فرعين :
الأول : الاشارات الخفية التي يدركها أهل التقوى والصلاح والعلم عند تلاوة القرآن الكريم ، فتكون مواجيد لها معان ٍ .
الثاني : الإشارات الجلية التي تتضمنها الآيات الكونية في القرآن الكريم ، والتي تشير إشارات واضحة الى كثير من العلوم الحديثة الاكتشاف ، وفي هذا اعجاز للقرآن الكريم في هذا العصر ، عصر العلم (2).
ففي رأي خالد العك ، تنقسم الإشارات المتعلقة بالآيات قسمين :
1- الإشارات التي يفهمها أهل التقوى والعرفان .
2- الإشارات التي يفهمها أهل الدقة في العلوم الدنيوية .
فالتفسير الإشاري الجامع بين هاتين الإشارتين ، هو : تأويل الآيات بالإشارات الخفية التي لا تستفاد من ظواهر الآيات .
الأستاذ محمد هادي معرفة : قال : هناك لأهل العرفان الباطني تفاسير وضعت على أساس تأويل الظواهر ، الأخذ ببواطن التعابير دون دلالاتها الظاهرة ، اعتماداً على دلالة الرمز والإشارة فيما اصطلحوا عليه ، مستفادة من عرض الكلام وجانبه ، وليس من صريح اللفظ وصلبه ، فقد وضعوا لظواهر التعبير بواطن حملوها حملاً على القرآن الكريم ؛ استناداً الى مجرد الذوق العرفاني الخاص وراء الفهم المتعارف العام ، وهي نزعة صوفية قديمة دخيلة على الإسلام ، بعد أن ترجمت الفلسفة اليونانية في القرنين الثاني والثالث ، وتفشت في أوساط عامية كانت بعيدة عن تعاليم أهل البيت عليهم السلام (3).
يمكن تعريف التفسير الإشاري بأنه : " تفسير للقرآن الكريم يقصد به فهم باطن الآيات واسرارها ، اما عن طريق طهارة القلب وشهود الحق ، حسب الادعاء ، او الرياضات الفكرية المتناسبة مع المذهب الصوفي " . فهذا التعريف :
أولا : يشمل نوعي التفسير الإشاري : المذموم والممدوح ، الموافق للظاهر والمخالف .
وثانياً : يخرج عن التعريف ، التفسير الإشاري العلمي ، وإن أدرجه بعض في التفسير الإشاري ، ولكن عبائر القوم تأبى الاندراج .
وثالثا : يحدد التفسير الإشاري في دائرة العرفان والشهود الحاصلين بسبب طهارة القلوب ، ولو على حسب الادعاء .
ورابعاً : يشمل التفاسير العرفانية الموجودة ، سواء اعترف قائلوها بالظاهر ،ام لم يعترفوا به أصلاً ، وسواء كان مؤلفوها في الواقع من العارفين بالله أم لم يكونوا كذلك .
وخامساً : يشمل التفسير الفيضي والنظري .
ويشير الى صحة هذا التعريف ما نقل عن ابن عربي في مقدمة التفسير المنسوب اليه ، إذ يصف تفسير العرفاء بأنه : ورد ذلك كله نفوسهم ، مع تقريرهم إياه في العموم وفيما نزل فيه ، كما يعمله أهل اللسان الذين نزل الكتاب بلسانهم ، فعم به سبحانه عندهم الوجهين ، فيسمون ما يرونه في نفوسهم إشارة (4).
كما أشار حاجي خليفة الى هذا التعريف في كشف الظنون ؛ فإنه ينقل عن ابن عطاء في (لطائف المنن) ما نصه : إعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه واله وسلم بالمعاني الغربية ، ليس إحالة للظاهر عن ظاهرة ، ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ودلت عليه في عرف اللسان ، وثم أفهام باطنه ، تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قبله ، وقد جاء في الحديث : " لكل آية ظهر وبطن " فلا يصدنك عن تلقي هذه المعاني منهم ، أن يقول لك ذو جدل : هذا إحالة لكلام الله تعالى وكلام رسوله (5).
فما ذكره الأستاذ معرفة ، لا يعد صحيحاً من التفسير الإشاري ، بينما ما ذكره حاجي خليفة ، يعد قسماً صحيحاً من التفسير الإشاري .
_______________________
1- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 2 : 352.
2- اصول التفسير وقواعده ، للشيخ خالد العك : 206.
3- التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 2 : 527 و 528.
4- رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن : لابن عربي 1 : 15 .
5- كشف الظنون 1 : 432 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|