أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-03-2015
3286
التاريخ: 16-10-2014
5130
التاريخ: 6-03-2015
1740
التاريخ: 6-03-2015
1722
|
للتفسير الإشاري مثل أي منهج تفسيري آخر مبانٍ خاصة ، نذكر منها :
1- إمكان حصول العلم اللدني للبشر
في ضوء تعريف التفسير الإشاري ،نعرف ان من ينكر العلم اللدني للبشر لا يمكن ان يعرف بالتفسير الإشاري ؛ لأن قوام هذا النوع من التفسير يكون بإمكان حصول العلم الشهودي أو اللدني الحاصل بواسطة الرياضات والأعمال الصالحة .
يقول صدر المتألهين الشيرازي : وأما التعليم الرباني من غير واسطة فقد يحصل من وراء هذه العلوم ، وهي علوم أخروية ، علم بمقتضاها وظفر بها علماء الآخرة المعرضون عن الدنيا والزاهدون فيها ، وحرمها الل ه على علماء الدنيا الراغبون فيها ، وهي علوم كشفية لا يكاد النظر يصل إليها إلا بذوق ووجدان ، كالعلم بكيفية حلاوة السكر ، لا يحصل بالوصف ، فمن ذاقه عرفه ، وذلك على وجهين :
الوجه الأول : إلقاء الوحي ...
الوجه الثاني : وهو الإلهام ، وهو استفاضة النفس – بحسب صفائها واستعدادها – عما في اللوح ، والإلهام أثر الوحي ، والفرق بينهما : أن الوحي اصرح واقوى من الإلهام ، والاول يسمى علماً نبوياً والثاني لدنياً (1).
ويقول ايضا : اعلم أن الأنسان الكامل لكونه خليفة الله ، مخلوقاً على صورته وهو على بينة من ربه ، يوجد فيه هذه الأقسام الثلاثة من الكلام ؛ وذلك لكمال نشأته الجامعة لما في الأمر والخلق التحريك ، ففيه الإبداع والإنشاء والتكوين ، فأعلى ضروب الكلام له هو مكالمته مع الله تعالى ومخاطبة الروحانية عن تلقي المعارف الإلهية ، واستفادته العلم والحكمة من لدن عليم حكيم ، فتكليم الله إياه هو : إفاضته الحقائق وإلقاء المعارف عليه ، ومقارعته بها سمعه القلبي ، وتكلمه مع الله هو : استدعاؤه الذاتي بلسان الاستفاضة إياها عنه ، واستماعه مقارعة الكلام العقلي بسمعه القلبي (2).
2- توسعة المعاني و المصاديق الى المفاهيم العرفانية
عند تفسير قوله تعالى : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } يقول القشيري : الرزق ما تمكن الإنسان من الإنتفاع به ، وعلى لسان التفسير ، أنهم ينفقون أموالهم إما نفلاً وإما فرضاً على موجب تفضيل العلم .
وبيان الإشارة : أنهم لا يدخرون عن الله سبحانه وتعالى شيئاً من ميسورهم ، فينفقون نفوسهم في آداب العبودية ، وينفقون قلوبهم على دوام مشاهدة الربوبية ، فإنفاق أصحاب الشريعة من حيث الأموال ، وإنفاق أرباب الحقيقة من حيث الأحوال ، فهؤلاء يكتفي منهم عشرين بنصف ومن المأتين بخمس ، وعلى هذا السنن جميع الأموال يعتبر فيه النصاب ، وأما أهل الحقائق ، فلو جعلوا من جميع أحوالهم – لأنفسهم لحظوظهم – لحظة ، قامت عليهم القيامة (3).
فنرى في هذا النوع من التفسير ، ذكر التفسير الظاهري ،وهو إنفاق الأموال ، كما نرى توسعة المعنى الظاهري الى المصاديق والمفاهيم العرفانية الأخرى ، وهذه التوسعة والتعميم لا أشكال فيه إذا انسجم مع الظاهر ، او وجد عليه شاهد .
3- العناية بالمعنى الإشاري أكثر من المعنى الظاهري .
في التفاسير الإشارية نجد الآيات محمولة على المعاني الإشارية دون ذكر للمعنى الظاهري حسب العرف المتعارف .
فنجد السلمي كغيره عند تفسير قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} [الحج: 63] يقول : قال بعضهم : انزل مياه الرحمة من سحائب القربة ، وفتح الى قلوب عباده عيوناً من ماء الرحمة ، فأنبتت ، فاخضرت بزينة المعرفة ، وأثمرت الإيمان ، وأينعت التوحيد ، واضاءت بالمحبة ، فهامت الى سيدها واشتاقت الى ربها ، فطارت بهمتها وأناخت بين يديها ، وعكفت فأقبلت عليه وانقطعت عن الأكوان أجمع ، ذاك آواها الحق إليه وفتح لها خزائن أنواره (4).
وعند تفسير قوله تعالى : { أن اقتلوا أنفسكم أو خرجوا من دياركم } يقول : قال محمد بن الفضل : اقتلوا أنفسكم بمخالفة هواها ، أو أخرجوا من دياركم ،أي ؛ اخرجوا حب الدنيا من قلوبكم (5).
فلا نرى في تفسير الآيات المذكورة ذكراً للتفسير الظاهري ، وهذا النوع من التفسير إذا كان على صرف الظاهر الى المعنى الإشاري مع الشاهد والبرهان ، لا مانع منه ، وله نظير في الأحاديث المروية عن اهل بيت الرسول صلى الله عليه واله وسلم .
يقول ابراهيم بن عباس الصوفي الكاتب : كنا يوماً بين يدي علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال : " ليس في الدنيا نعيم حقيقي " فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره : فيقول الله عز وجل : { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } ، اما هذا النعيم في الدنيا ، وهو الماء البارد ؟ فقال له الرضا عليه السلام وعلا صوته : " كذا فسرتموه أنتم ، وجعلتموه على ضروب ، فقالت طائفة : هو الماء البارد ، وقال غيرهم : هو الطعام الطيب ، وقال آخرون : هو طيب النوم ، ولقد حدثني أبي عن ابيه عبد الله ، عليه السلام ان أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل { لتسألن يومئذ عن النعيم } ، فغضب وقال : إن الله لا يسال عباده عما تفضل عليهم به ، ولا يمن بذلك عليهم ، والامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين ، فكيف يضاف الى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوقين به ؟ ! ولكن النعيم حبنا اهل البيت وموالاتنا ، يسال الله عنه بعد التوحيد والنبوة ؛ لأن العبد إذا وفى بذلك ، اداه الى نعيم الجنة الذي كان لا يزول " (6).
4- عدم كفاية التفسير الظاهري
التفسير الإشاري مبني على أسرار الآيات وبيان البطن منها ، وأن التفسير الظاهري لا يكفي لفهم المراد ، ففي ذيل الآية : {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة : 5] ، يقول صدر المتألهين الشيرازي : كل من اكتفى بظاهر العربية وبادر الى تفسير القرآن بمجرد نقل الكتب وحمل الأسفار ، من دون الارتقاء الى عالم الأنوار وفقه الأسرار ، ونقاء السريرة عن أغراض هذه الدار ، وخلاص القلب عن غشاوة هذه الآثار ، فهو حري بهذا التمثيل ، فإن الاطلاع على ظاهر العربية ، وحفظ النقل عن ائمة التفسير في ترجمة الألفاظ ، لا يكفي في فهم حقائق المعاني ، ومن أراد أن ينكشف له ان هذه المرتبة ليست من مرتبة إدراك المعاني القرآنية ، و الإطلاع على حقائق ، فليتأمل في مسألة واحدة منها وعجز المفسرين عن دركها ، ليقيس على غيرها ، وهي : ان الله تعالى قال : {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال : 17] ، وظاهر تفسيره واضح جلي ، وحقيقة معناه في غاية الغموض ، فإنه إثبات للرمي ونفي له ، وهما متضادان في الظاهر ، مالم يفهم أنه رمى من وجه ولم يرم من وجه ، ومن الوجه الذي له يرم رماه الله تعالى : ثم يفهم أنه ما جهة الوحدة والهوهوية ، وما جهة الغيرية والكثرة ، وكذلك قال تعالى : {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} [التوبة : 14] فإذا كانوا هم القاتلين كيف يكون الله هو المعذب ، وإن كان الله هو المعذب بتحريكهم ، فما أمرهم بالقتال ؟
فالتحقيق في مثل هذا المقام يحتاج الى العلوم المتعالية عن علوم المعاملات ، ولا يغني عنه علوم العربية وتفسير الألفاظ ، ولعل العمر لو أنفق في استكشاف اسرار هذا المعنى ، وما يرتبط بمقدماته ولواحقه ، لا نقطع العمر قبل الوصول الى الإحاطة بجميع لواحقه ، والقرآن مشحون بأمثاله ، بل ما من كلمة من القرآن إلا وتحقيقها محوج الى مثل ذلك ، وإنما ينكشف للعلماء الراسخين في العلم من اسراره وأنواره ، بقدر عزارة علومهم صفاء قلوبهم (7).
5- تطابق كتاب التدوين وكتاب التكوين في بطونهما
يقول الإمام الخميني : إعلم أنه كما أن للكتاب التدويني الإلهي بطوناً سبعة باعتبار ، وسبعين بطناً بوجه ، لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ، ولا يمسه إلا المطهرون من الأحداث المعنوية والأخلاق الرذيلة السيئة ، والمتحلون بالفضائل العلمية ، وكل من كان تنزهه وتقديسه أكثر ، كان تجلي القرآن له أكثر وحظه من حقائقه أوفر ، كذلك الكتب التكوينية الإلهية الأنفسية والآفاقية حذواً بالحذو ونعلاً بالنعل ؛ فإن لها بطوناً سبعة أو سبعين لا يعلم تأويلها وتفسيرها إلا المنزهون عن أرجاس عالم الطبع وأحداثها ، ولا يمسها إلا المطهرون ؛ فإنها ايضا نازلة من الرب الرحيم ، فجاهد أيها المسكين في سبيل ربك ، وطهر قلبك ، واخرج من حيطة الشيطان ، وارق وأقرأ كتاب ربك ، رتله ترتيلاً ، ولا تقف عند قشره (8).
________________
1- مفاتيح الغيب : 145 .
2- المصدر السابق : 19.
3- لطائف الإشارات ، للقشيري 1 : 57 ، ذيل الآية 3 من سورة البقرة .
4- حقائق التفسير ، للسلمي 2 : 212 ، ذيل الآية 63 من سورة الحج .
5- المصدر السابق : 49 ، ذيل تفسير الآية 66 من سورة النساء .
6- تفسير نور الثقلين 5 : 664 ، ذيل الآية 8 من سورة التكاثر .
7- تفسير القرآن الكريم 7 : 192 و 193 ، ذيل الآية 5 من سورة الجمعة .
8- شرح دعاء السحر : 59.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
بالصور: معهد نور الإمام الحسين (ع) للمكفوفين وضعاف البصر التابع للعتبة الحسينية.. جهود كبيرة وخدمات متعددة
|
|
|