المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05
استيلاء البريدي على البصرة.
2024-11-05
ولاية ابن رائق على البصرة
2024-11-05
الفتن في البصرة وهجوم القرامطة أيضًا.
2024-11-05
الإنتاج الزراعي في الوطن العربي
2024-11-05

بلائه في غزوة بني المصطلق
10-02-2015
قوة الهلام Gel Strength
31-5-2018
المصطلحات القرانية في آية 59 من سورة البقرة
2023-05-24
عقوبة الإعدام في فرنسا
14-3-2018
بيعتا العقبة الاولى والثانية
22-11-2015
الطبيعة القانونية الخاصة لعقد القرض العام
20-5-2022


بعض مباني التفسير الإشاري  
  
1951   07:28 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد علي أسدي نسب
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة
الجزء والصفحة : ص 389-394.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير العرفاني /

للتفسير الإشاري مثل أي منهج تفسيري آخر مبانٍ خاصة ، نذكر منها :

1- إمكان حصول العلم اللدني للبشر

في ضوء تعريف التفسير الإشاري ،نعرف ان من ينكر العلم اللدني للبشر لا يمكن ان يعرف بالتفسير الإشاري ؛ لأن قوام هذا النوع من التفسير يكون بإمكان حصول العلم الشهودي أو اللدني الحاصل بواسطة الرياضات والأعمال الصالحة .

يقول صدر المتألهين الشيرازي : وأما التعليم الرباني من غير واسطة فقد يحصل من وراء هذه العلوم ، وهي علوم أخروية ، علم بمقتضاها وظفر بها علماء الآخرة المعرضون عن الدنيا والزاهدون فيها ، وحرمها الل         ه على علماء الدنيا الراغبون فيها ، وهي علوم كشفية لا يكاد النظر يصل إليها إلا بذوق ووجدان ، كالعلم بكيفية حلاوة السكر ، لا يحصل بالوصف ، فمن ذاقه عرفه ، وذلك على وجهين :

الوجه الأول  : إلقاء الوحي ...

الوجه الثاني : وهو الإلهام ، وهو استفاضة النفس – بحسب صفائها واستعدادها – عما في اللوح ، والإلهام أثر الوحي ، والفرق بينهما : أن الوحي اصرح واقوى من  الإلهام ، والاول يسمى علماً نبوياً والثاني لدنياً (1).

ويقول ايضا : اعلم أن الأنسان الكامل لكونه خليفة الله ، مخلوقاً على صورته وهو على بينة من ربه ، يوجد فيه هذه الأقسام الثلاثة من الكلام ؛ وذلك لكمال نشأته الجامعة لما في الأمر والخلق التحريك ، ففيه الإبداع والإنشاء والتكوين ، فأعلى ضروب الكلام له هو مكالمته مع الله تعالى ومخاطبة الروحانية عن تلقي المعارف الإلهية ، واستفادته العلم والحكمة من لدن عليم حكيم ، فتكليم الله إياه هو : إفاضته الحقائق وإلقاء المعارف عليه ، ومقارعته بها سمعه القلبي ، وتكلمه مع الله هو : استدعاؤه الذاتي بلسان الاستفاضة إياها عنه ، واستماعه مقارعة الكلام العقلي بسمعه القلبي (2).

2- توسعة المعاني و المصاديق الى المفاهيم العرفانية

عند تفسير قوله تعالى : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } يقول القشيري : الرزق ما تمكن الإنسان من الإنتفاع به ، وعلى لسان التفسير ، أنهم ينفقون أموالهم إما نفلاً وإما فرضاً على موجب تفضيل العلم .

وبيان الإشارة : أنهم لا يدخرون عن الله سبحانه وتعالى شيئاً من ميسورهم ، فينفقون نفوسهم في آداب العبودية ، وينفقون قلوبهم على دوام مشاهدة الربوبية ، فإنفاق أصحاب الشريعة من حيث الأموال ، وإنفاق أرباب الحقيقة من حيث الأحوال ، فهؤلاء يكتفي منهم عشرين بنصف ومن المأتين بخمس ، وعلى هذا السنن جميع الأموال يعتبر فيه النصاب ، وأما أهل الحقائق ، فلو جعلوا من جميع أحوالهم – لأنفسهم لحظوظهم – لحظة ، قامت عليهم القيامة (3).

فنرى في هذا النوع من التفسير ، ذكر التفسير الظاهري ،وهو إنفاق الأموال ، كما نرى توسعة المعنى الظاهري الى المصاديق والمفاهيم العرفانية الأخرى ، وهذه التوسعة والتعميم لا أشكال فيه إذا انسجم مع الظاهر ، او وجد عليه شاهد .

3- العناية بالمعنى الإشاري أكثر من المعنى الظاهري .

في التفاسير الإشارية نجد الآيات محمولة على  المعاني الإشارية دون ذكر للمعنى الظاهري حسب العرف المتعارف .

فنجد السلمي كغيره عند تفسير قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً} [الحج: 63] يقول : قال بعضهم : انزل مياه الرحمة من سحائب القربة ، وفتح الى قلوب عباده عيوناً من ماء الرحمة ، فأنبتت ، فاخضرت بزينة المعرفة ، وأثمرت الإيمان ، وأينعت التوحيد ، واضاءت بالمحبة ، فهامت الى سيدها واشتاقت الى ربها ، فطارت بهمتها وأناخت بين يديها ، وعكفت فأقبلت عليه وانقطعت عن الأكوان أجمع ، ذاك آواها الحق إليه وفتح لها خزائن أنواره (4).

وعند تفسير قوله تعالى : { أن اقتلوا أنفسكم أو خرجوا من دياركم } يقول : قال محمد بن الفضل : اقتلوا أنفسكم بمخالفة هواها ، أو أخرجوا من دياركم ،أي ؛ اخرجوا حب الدنيا من قلوبكم (5).

فلا نرى في تفسير الآيات المذكورة ذكراً للتفسير الظاهري ، وهذا النوع من التفسير إذا  كان على صرف الظاهر الى المعنى الإشاري مع الشاهد والبرهان ، لا مانع منه ، وله نظير في الأحاديث المروية عن اهل بيت الرسول صلى الله عليه واله وسلم .

يقول ابراهيم بن عباس الصوفي الكاتب : كنا يوماً بين يدي علي بن موسى الرضا عليه السلام فقال : " ليس في الدنيا نعيم حقيقي " فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره : فيقول الله عز وجل : { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } ، اما هذا النعيم في الدنيا ، وهو الماء البارد ؟ فقال له الرضا عليه السلام وعلا صوته : " كذا فسرتموه أنتم ، وجعلتموه على ضروب ، فقالت طائفة : هو الماء البارد ، وقال غيرهم : هو الطعام الطيب ، وقال آخرون : هو طيب النوم ، ولقد حدثني أبي عن ابيه عبد الله ، عليه السلام ان أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل { لتسألن يومئذ عن النعيم } ، فغضب وقال : إن الله لا يسال عباده عما تفضل عليهم به ، ولا يمن بذلك عليهم ، والامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين ، فكيف يضاف الى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوقين به ؟ ! ولكن النعيم حبنا اهل البيت وموالاتنا ، يسال الله عنه بعد التوحيد والنبوة ؛ لأن العبد إذا وفى بذلك ، اداه الى نعيم الجنة الذي كان لا يزول " (6).

4- عدم كفاية التفسير الظاهري

التفسير الإشاري مبني على أسرار الآيات وبيان البطن منها ، وأن التفسير الظاهري لا يكفي لفهم المراد ، ففي ذيل الآية : {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة : 5] ، يقول صدر المتألهين الشيرازي : كل من اكتفى بظاهر العربية وبادر الى تفسير القرآن بمجرد نقل الكتب وحمل الأسفار ، من دون الارتقاء الى عالم الأنوار وفقه الأسرار ، ونقاء السريرة عن أغراض هذه الدار ، وخلاص القلب عن غشاوة هذه الآثار ، فهو حري بهذا التمثيل ، فإن الاطلاع على ظاهر العربية ، وحفظ النقل عن ائمة التفسير في ترجمة الألفاظ ، لا يكفي في فهم حقائق المعاني ، ومن أراد أن ينكشف له ان هذه المرتبة ليست من مرتبة إدراك المعاني القرآنية ، و الإطلاع على حقائق ، فليتأمل في مسألة واحدة منها وعجز المفسرين عن دركها ، ليقيس على غيرها ، وهي : ان الله تعالى قال : {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال : 17] ، وظاهر تفسيره واضح جلي ، وحقيقة معناه في غاية الغموض ، فإنه إثبات للرمي ونفي له ، وهما متضادان في الظاهر ، مالم يفهم أنه رمى من وجه ولم يرم من وجه ، ومن الوجه الذي له يرم رماه الله تعالى : ثم يفهم أنه ما جهة الوحدة والهوهوية ، وما جهة الغيرية والكثرة ، وكذلك قال تعالى : {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} [التوبة : 14] فإذا كانوا هم القاتلين كيف يكون الله هو المعذب ، وإن كان الله هو المعذب بتحريكهم ، فما أمرهم بالقتال ؟

فالتحقيق في مثل هذا المقام يحتاج الى العلوم المتعالية عن علوم المعاملات ، ولا يغني عنه علوم العربية وتفسير الألفاظ ، ولعل العمر لو أنفق في استكشاف اسرار هذا المعنى ، وما يرتبط بمقدماته ولواحقه ، لا نقطع العمر قبل الوصول الى الإحاطة بجميع لواحقه ، والقرآن مشحون بأمثاله ، بل ما من كلمة من القرآن إلا وتحقيقها محوج الى مثل ذلك ، وإنما ينكشف للعلماء الراسخين في العلم من اسراره وأنواره ، بقدر عزارة علومهم صفاء قلوبهم (7).
5- تطابق كتاب التدوين وكتاب التكوين في بطونهما

يقول الإمام الخميني : إعلم أنه كما أن للكتاب التدويني الإلهي بطوناً سبعة باعتبار ، وسبعين بطناً بوجه ، لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم ، ولا يمسه إلا المطهرون من الأحداث المعنوية والأخلاق الرذيلة السيئة ، والمتحلون بالفضائل العلمية ، وكل من كان تنزهه وتقديسه أكثر ، كان تجلي القرآن له أكثر وحظه من حقائقه أوفر ، كذلك الكتب التكوينية الإلهية الأنفسية والآفاقية حذواً بالحذو ونعلاً بالنعل ؛ فإن لها بطوناً سبعة أو سبعين لا يعلم تأويلها وتفسيرها إلا المنزهون عن أرجاس عالم الطبع وأحداثها ، ولا يمسها إلا المطهرون ؛ فإنها ايضا نازلة من الرب الرحيم ، فجاهد أيها المسكين في سبيل ربك ، وطهر قلبك ، واخرج من حيطة الشيطان ، وارق وأقرأ كتاب ربك ، رتله ترتيلاً ، ولا تقف عند قشره (8).
________________

1- مفاتيح الغيب : 145 .
2- المصدر السابق : 19.
3- لطائف الإشارات ، للقشيري 1 : 57 ، ذيل الآية 3 من سورة البقرة .
4- حقائق التفسير ، للسلمي 2 : 212 ، ذيل الآية 63 من سورة الحج .
5- المصدر السابق : 49 ، ذيل تفسير الآية 66 من سورة النساء .
6- تفسير نور الثقلين 5 : 664 ، ذيل الآية 8 من سورة التكاثر .
7- تفسير القرآن الكريم 7 : 192 و 193 ، ذيل الآية 5 من سورة الجمعة .
8- شرح دعاء السحر : 59.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .