المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اعتلال شبكية العين Retinopathy
1-12-2019
الشيخ درويش
30-9-2019
قائد حرب الروم، شاب في الثامنة عشرة
16-5-2022
مسؤولية الموظف الجزائية والانضباطية
2023-02-07
Ferenc Radó
20-1-2018
أخذوها من عين صافية
25-9-2017


تقديم التعليمات اللازمة للأبناء  
  
1953   09:47 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص206
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

أنت أم، ومن جهة اخرى معلمة ومرشدة لأولادك، ولا شك بأن قسماً من التعليم يقع على عاتق المدرسة والمعلم، ولا دور لك فيه إلا المراقبة والإشراف، ولكن وظيفتك تزداد ثقلاً وصعوبة عندما يتعلق الامر بدروس الحياة الإنسانية.

فعليك تعليم الاولاد، الذكور منهم، فنون الابوة واصولها، وإفهامهم بأن واحدهم سيصبح أباً يوماً ما، ولذلك يمكنه التدرب والتمرن على هذه الوظيفة في البيت منذ الآن، وكذلك ينبغي عليك تعليم البنات مهارات الامومة وتفهيمهن بأنهن سيصبحن امهات في المستقبل وانه من الواجب عليهن كسب المهارات والفنون اللازمة في هذا الطريق.

اعهدي لأولادك ببعض المسؤوليات بما يتناسب مع قدرتهم ودرجة تحملهم، ليكتسبوا القدرة على التلاؤم والتكيف مع الحياة، واتخذي من ابنتك مساعدة لك في البيت لتتعرف على الوظائف والمسؤوليات وتطلع عليها، وأوكلي للطفل بعض الاعمال التي كان الاب يقوم بها، كشراء بعض الحاجيات الضرورية، وطبعاً في ظل إشرافك ومراقبتك.

ينبغي على هؤلاء أن يصبحوا اعضاء في الاسرة وشركاء في الحياة، ومع انهم حالياً ما زالوا اطفالاً ويافعين، ولكن عليك ان لا تنسي في هذا المجال ان التساهل سوف يؤدي وبالنسبة نفسها الى تأثر الابناء وتضررهم، فإياك أيتها الام ان تتحملي مسؤولية حصول مثل هذه الكارثة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.