المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

دورة الفسفور phosphorous cycle
22-5-2016
الخلية أثناء التشطر
8-2-2016
قاعدة « من ملك شيئاً ملك الإقرار به »
20-9-2016
Harmonic Conjugate Function
24-5-2018
إبراهيم بن أبي محمود الخراسانيّ
28-8-2016
tripartite (adj.)
2023-11-30


الدماميني  
  
2922   11:16 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص836-839
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو محمّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمّد.... الإسكندريّ المعروف بابن الدمامينيّ، ولد في الإسكندرية (مصر) ، سنة 763 ه‍ (1362 م) . و درس الدمامينيّ في الإسكندرية على البهاء الدماميني ثمّ انتقل الى القاهرة و سمع فيها على السرّاج بن الملقّن و غيره.

و تولّى الدمامينيّ في الإسكندرية التدريس في عدّة مدارس، كما تولّى القضاء فيها و الخطابة في جامعها. ثمّ انه انتقل الى القاهرة فتصدّر في الجامع الأزهر لإقراء النحو، كما تولّى القضاء فيها أيضا. و قد تكسّب بالتجارة و الحياكة زمنا فلم يوفّق.

و تقلّب الدمامينيّ في البلاد: أكثر التردّد بين القاهرة و الإسكندرية، و سكن دمشق (800 ه‍) ثمّ حجّ (801 ه‍) و عاد الى الإسكندرية. و حجّ. أيضا سنة 819 ه‍ ثمّ ذهب الى اليمن (820 ه‍) و أقام يدرّس في جامع زبيد فلم يلق نجاحا، فانتقل إلى الهند فنال فيها حظوة كبيرة، و لكنّه توفّي فجأة في بلدة كلبرجة، في شعبان 827 ه‍ (تمّوز- يوليو 1424 م) ، قيل مسموما.

الدمامينيّ من علماء اللغة و النحو، و هو يجيد عددا من فنون الأدب كما يجيد الخطّ أيضا. و له شعر و نثر. و في شعره شيء من البراعة و شيء من الرقّة و الطلاوة. و أكثر شعره في الأدب و الغزل و الألغاز. و للدمامينيّ تصانيف منها: كتاب القوافي-جواهر البحور (في العروض) - تحفة الغائب في شرح مغني اللبيب (لابن هشام الانصاريّ) -نزول الغيث (حاشية فيها نقد على الصفدي في شرحه المسمّى: الغيث الذي انسجم في شرح لاميّة العجم للطغرائي) - شمس المغرب في المرقص و المطرب - شرح صحيح البخاري. و له ديوان شعر اسمه الفواكه البدرية. .

مختارات من آثاره:

- قال الدمامينيّ في ذمّ الزمان:

رماني زماني بما ساءني... فجاءت نحوس و غابت سعود

و أصبحت بين الورى بالمشيب... عليلا؛ فليت الشباب يعود

- و قال يصف مغنّيا جميلا يعزف و هو يغنّي:

يا عذولي في مغنّ مطربٍ... حرّك الأوتار لمّا سفرا

كم يهزّ العطف منه طربا... عند ما يسمع منه وترا (1)

- و قال في امرأة جبّانة (تصنع الجبن. و الجبّانة أيضا: المقبرة) :

مذ تعانت صناعة الجبن خودٌ... قتلتنا عيونها الفتّانة

لا تقل لي كم مات فيها قتيلاً... كم قتيل بهذه الجبّانة

- من مقدمة «كتاب العيون الفاخرة الغامزة على خبايا الرامزة» :

. . . . أمّا بعد، فلا يخفى أنّ العروض صناعة تقيم لبضاعة الشعر في سوق المحاسن وزنا، و تجعل تعاطيه بالقسطاس المستقيم سهلا بعد أن كان حزنا (2) و قد كنت في زمن الصبا مشغوفا بالنظر الى محاسن هذا الفنّ مولعا بالتنقير عن مباحثه التي طنّ على أذني منها ما طنّ؛ أطيل الوقوف بمعاهده، و أتردّد إلى بيوت شواهده، و أسبح فيه سبحا طويلا، و أجد التعلّق بسببه خفيفا، و إن كان الجاهل يراه ثقيلا. إلى ان ظفرت في أثناء تصفّحي لكتب هذا العلم بالقصيدة المقصورة المسمّاة بالرامزة-نظم الشيخ الإمام البارع ضياء الدين أبي محمّد عبد اللّه بن محمّد الخزرجيّ، نور اللّه تعالى ضريحه و أمدّ بمدد الرحمة روحه - فوجدتها بديعة المثال بعيدة المنال. و رمت أن أذوق حلاوة فهمها فإذا الناس صيام، و حاولت أن افترع أبكار معانيها فإذا هي من المقصورات في الخيام. و طمعت منها في لين الانقياد فأبدت إبائة و عزّا، و سامتها الأفهام أن تفصح عن المراد فأبت أن تكلّم الناس إلاّ رمزا. فطفقت أطلّق النوم لمراجعتها و أنازل السهر لمطالعتها، مع أنّني لا أجد شيخا أتطفّل بقدري الحقير على فضله الجليل، و لا أرى خليلا أشاركه في هذا الفنّ؛ و هيهات عدم في هذا الفنّ الخليل. و لم أزل على ذلك إلى أن حصلت على حلّ معقودها و تحرير نقودها و سدّدت سهام البحث إليها و عطّرت المحافل بنفحات الثناء عليها. فقتلتها خبرا و أحييت لها بين الطلبة ذكرا. و علّقت عليها شرحا مختصرا يضرب في هذا الفنّ بسهم مصيب و يقسم للطالب من المطلوب أوفى [قدر]و أوفر نصيب. ثمّ قدم علينا بعض طلبة الأندلس بشرح على هذه المقصورة للإمام العلاّمة قاضي الجماعة بغرناطة السيد الشريف أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد الحسيني السبتيّ، رحمة اللّه عليه و رضوانه، فإذا هو شرح بديع لم يسبق إليه و مؤلّف نفيس ملأه (الشارح) من بدائع الحلى ما يستحليه ذوق الواقف عليه. و وجدته قد سبقني الى ابتكار ما ظننت أنّي أبو عذرته و تقدمني إلى الاحتكام في كثير ممّا خلت أنّي مالك إمرته. فحمدت اللّه إذ وفّقني لموافقة عالم متقدّم، و شكرته على ما أنعم به من ذلك و لم أكن على ما فات من السبق بمتندّم. لكنّي أعرضت عمّا كنت كنيته (كتبته!) و طرحته في زوايا الإهمال و اجتنبته، إلى أن حرّكت الأقدار عزمي في هذا الوقت إلى كتابة شرح وسيط فوق الوجيز و دون البسيط جمعت فيه بين ما سبق إليه من المعنى الشريف و ما سنح بعده للفكر من تالد و طريف و بعض ما وقفت عليه لأئمّة هذا الشان متحرّيا لما زان متحرّفا عمّا شان معترفا بعجز الفكر و قصوره و كلال الذهن و فتوره. و لمّا حوى هذا الشرح عيونا من النكت تطيل على خفايا المقصورة غمزها و تكشف للأفهام حجبها المستورة و تظهر رمزها، سمّيته «بالعيون الغامزة على خبايا الرامزة» . . . . . قال الناظم (3):

(و للشعر ميزان تسمّى عروضه... بها النقص و الرجحان يدريهما الفتى)

أقول: أورد (الناظم) كلامه في هذا البيت على وجه يشعر بتعريف العروض، فكأنّه يشير الى ما عرّفه (به) بعض الفضلاء حيث قال: «العروض آلة قانونية يتعرّف منها صحيح أوزان الشعر العربي و فاسدها. . . . . . .»

_________________

1) العطف: الجانب الأعلى من الجسد. -هو يطرب من حسن عزفه.

2) الحزن (بفتح الحاء) : الارض القاسية الوعرة (الأمر الصعب) .

3) ضياء الدين الخزرجي.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.