يجوز الجمع حالة المرض والخوف وشبه ذلك‌ ـ وبه قال عطاء ، ومالك ، وإسحاق ، وأحمد (1) ـ لأن الجمع عندنا مطلقا جائز ، ولأن ابن عباس قال : جمع  رسول الله صلى الله عليه وآله بين الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء من غير خوف ولا مطر (2) ، وفي رواية : من غير خوف ولا سفر (3) ، ولأن النبي صلى الله عليه وآله أمر سهلة بنت سهيل ، وحمنة بنت جحش لمّا كانتا مستحاضتين بتأخير الظهر وتعجيل العصر (4).

وقال الشافعي ، وأصحاب الرأي : لا يجوز لأن أخبار التوقيت ثابتة فلا تترك بأمر محتمل (5) ، وقد بيّنا نحن اشتراك الوقت.

__________________

(1) المنتقى للباجي 1 : 252 و 254 ، المغني 2 : 120 ، الشرح الكبير 2 : 117.

(2) صحيح مسلم 1 : 491 ـ 54 ، سنن أبي داود 2 : 6 ـ 1211 ، سنن النسائي 1 : 290.

(3) صحيح مسلم 1 : 489 ـ 705 ، الموطأ 1 : 144 ـ 4 ، سنن أبي داود 2 : 6 ـ 1210 ، سنن النسائي 1 : 290.

(7) سنن الترمذي 1 : 225 ذيل الحديث 128 ، سنن أبي داود 1 : 76 ـ 287.

(8) المجموع 4 : 383 ، فتح العزيز 4 : 481 ، المبسوط للسرخسي 1 : 149 ، المغني 2 : 120 ، الشرح الكبير 2 : 117.