الزئبق mercury

يعتبر الزئبق من أخطر ملوثات الهواء وخاصة بعد معرفة ان الزئبق العضوي يتحول الى صورة عضوية سامة هي ميثيل الزئبق methyl mercury عن طريق بعض الكائنات الدقيقة ويتركز في العظام. ويعتبر الزئبق ملوثا هوائيا خطرا لأنه يوجد في صورة بخار الزئبق ويسبب بخار الزئبق اثارا تدميرية للجهاز العصبي المركزي. واهم مصادر الزئبق الجوي الاصباغ ومصانع محطات الطاقة التي تعمل بالفحم ومحطات تصنيع الزئبق. والشكل التالي يبين دورة الزئبق خلال البيئة

الزئبق والمخلفات الطبية^(*) mercury and medical waste

ان التخلص من بقايا الزئبق عن طريق رميها بأكياس القمامة والتي ينتهي بها المطاف بالحرق في المركبات العامة ينتج عنها أبخرة سامة تنطلق للهواء، او قد تصل بعض تلك الملوثات للمياه الجوفية في حالة اللجوء لعملية ردم القمامة.

تصل الأبخرة السامة الناتجة من حرق القمامة في نهاية الأمر للأرض ولمصادر المياه من أنهار وبحيرات وبفعل الميكروبات يتحول الزئبق إلى أحد مشتقاته العالية السمية (methyl mercury) فيتراكم هذا المركب بالأحياء البحرية كالأسماك ولا يمكن لعملية الطبخ أن تزيل هذا المركب مقارنة ببعض الملوثات الأخرى، وهذه الخطورة تصيب أكثر الأشخاص الذين يستهلكون في كميات كبيرة جدا من الأسماك تلك البحيرات الملوثة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) د/ الطاهرة إبراهيم الثابت، النادي الليبي للمخلفات الطبية

أشارت وكالة حماية البيئة الأمريكية إلى أن الزئبق الناتج عن تحطم مقاييس الحرارة يعتبر من المصادر الرئيسية لتلوث النفايات الصلبة بالولايات الأمريكية (حوالي 17 طن/ السنة)، ويمكن التقليل من هذه الملوثات باستخدام مقاييس حرارة الإلكترونية بدل عن الزئبقية وقد أثبتت تلك المقاييس فاعليتها، التحفظ الوحيد عن هذه المقاييس استعمالها لبطاريات تحتوي على زئبق ولكن الكمية الموجودة قليلة جدا (3,5 -11 مليجرام) بالمقارنة مع الترمومتر العادي.

تلوث الهواء بالزئبق يؤثر في الأسماك  ينتهي المطاف بالزئبق في الأسماك حين تطلق محطات الكهرباء العاملة بالفحم المعادن في الجو حيث تختلط بالأمطار وتسقط على الأرض ملوثة الممرات المائية. وتحول البكتيريا في المياه الزئبق إلى زئبق الميثيل. وتقوم الأسماك الصغرى في أعماق البحار بأكل هذه البكتيريا السامة، في حين تأكل الأسماك الكبيرة هذه الأسماك الأصغر حجما. وهذا هو ما يفسر وجود أعلى مستويات الزئبق في الأسماك الكبيرة.