المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
احكام المصدود
2024-06-26
احكام المحصور
2024-06-26
احكام المحصر والمصدود
2024-06-26
احكام الاضحية
2024-06-26
حكم المحارب
2024-06-26
تعريف الجهاد وشروطه
2024-06-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


كُشاجم  
  
8803   08:37 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص505-509
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو الفتح محمود بن الحسين بن شاهك المعروف بكشاجم، كان جدّه من السند، كما سكن أبوه سجستان فكان يعلّم الصبيان في قرية من قراها تدعى شامستيان. و يبدو أن كشاجما تقلّب في بلاد كثيرة: قيل ولد في قرية من قرى بلخ، ثمّ سكن الشام فقضي مدّة طويلة في الرملة (فلسطين) فعرف من أجل ذلك بالرمليّ، و كذلك سكن حلب فكان طبّاخا و منجّما لسيف الدولة. و ذهب إلى مصر مرّتين و طال مكثه فيها و قال في وصفها شعرا كثيرا. و كذلك عرف العراق و أقام في الموصل مع جماعة كان منهما الخالديّان (راجع، تحت، الخالديان) . و عرف كشاجم بلقب السندي نسبة إلى جدّه، كما أن لقبه كشاجم مقطوع من ألفاظ تدلّ على صفاته و على الفنون التي برع فيها: الكاف من كتابة، و الشين من شعر، و الألف من انشاء، و الجيم من جدل، و الميم من منطق. أمّا وفاته فكانت سنة 360 ه‍(970- 971 م) في الأغلب.

خصائصه الفنّيّة:

كان كشاجم من أهل الفصاحة و البلاغة كاتبا أديبا و شاعرا مشهورا مدح أمير الزاب جعفر بن عليّ بن حمدان بقصيدة فأجازه جعفر عليها بألف دينار. و كذلك كان كشاجم مصنّفا، له: كتاب أدب النديم، أدب الندماء و لطائف الظرفاء، كتاب البيزرة، المصايد و المطارد. و له ديوان شعر.

المختار من آثاره:

- من مقدّمة كتاب «أدب النديم» لكشاجم:

. . . . فانّي وجدت من تقدّم من العلماء و عني بتأليف الكتب من الأدباء قد جرّدوا بذكر الشراب (1) كتبا ضمّنوها من نعوت أصنافه، و أوصاف محلّله و محرّمه و تبيين خصاله و لطائفه و حدود منافعه و مضارّه و ضروب (2) ملاذّه و مسارّه ما استغرقوا فيه المعنى و استوفوا به المدى. و أغفلوا ذكر النديم بما يجب ذكره و التنبيه على منزلته و موقعه و إفراده من القول بما يبيّن عن فضله و يدلّ على محلّه، إلاّ في جمل أدرجوها و لم يبسطوها و لمع في أطراف الكتب فرّقوها و لم يؤلّفوها.

فأحببت أن أجرّد (3) في ذلك كتابا أفصّله و أبوّبه و أ في كلّ معنى فيه حقّه و أضمّ إلى كلّ شكل شكله، و أجمع إلى ما تستطيبه القريحة أحسن ما وجدته في هذا المعنى متفرّقا في أمثال الحكماء و منظوم الشعراء و منثور البلغاء و أخبار الظرفاء، و أودعه من أدب النديم ما لا يستغني عنه شريف و لا يجوز أن يخلّ به ظريف ليكون منهاجا واضحا لمن نظر فيه و إماما يقتدي به من وقع اليه. . . . .

- باب أخلاق النديم (من كتاب أدب النديم) :

و ليس أحد من أصحاب الملوك و خلطائهم هو أولى باستجماع محاسن الأخلاق و أفاضل الآداب و طرائف الملح و غرائب النتف من النديم. حتّى إنه ليحتاج (إلى) أن يكون فيه أشياء متضادّة فيكون فيه مع شرف الملوك تواضع العبيد، و مع عفاف النسّاك مجون الفتّاك (4)، و مع وقار الشيوخ مزاح الأحداث. و كلّ واحدة من هذه الخلال هو مضطرّ إليها في حال لا يحسن أن يخلّ فيها، و وقت لا يسعه العدول (5) عنها، و إلى أن يجتمع إليه من قوّة الخاطر ما يفهم به ضمير الرئيس الذي ينادمه على حسب ما يبلوه (6) من أخلاقه و يعلم من معاني لحظه و إشارته ما يغنيه عن تكلّف عبارته و الإفصاح به فيسبقه إلى شهوته و يبدره (7) إلى إرادته، كما قال بعض الكتّاب:

و نديم حلو الحديث يجاري‍ـ...ـك بما تشتهيه في ميدانك

ألمعيّ (8)كأنّ قلبك في أض‍ـ...ـلاعه أو كلامه بلسانك

- و قال كشاجم يتغزّل:

و رأيته في الطرس يكتب مرّة غلطا... و يوصل محوه برضابه (9)

فوددت أنّي في يديه صحيفة... و وددته لا يهتدي لصوابه

- و قال يتغزّل أيضا:

لاعبت بالخاتم إنسانة... كالبدر في داجي الدجى الفاحم

ثمّ إذ تابعت أخذي له... من البنان المترف الناعم (10)

خبّته في فيها فقلت: انظروا... قد خبّت الخاتم في الخاتم (11)

- و قال يفتخر:

بكرت تلوم على السماح... و تعدّ ذلك من صلاحي (12)

هيهات ليس يصون لي... عرضي سوى المال المباح

و أبي اللّواحي، إنّني... لهج بعصيان اللواحي (13)

معطي البطالة ما تحبّ... من البطالة و المراح (14)

متفرّق: في الجدّ أحـ...ـيانا، وحينا في المزاح

بينا أجرّ من الغلا... ئل رحت في شكّ السلاح (15)

و مريضة الأجفان تع‍ـ...ـمل في ضنى المهج الصحاح (16)

رود القوام خريدة... أعطافها طوع الرّياح (17)

ريّا الروادف طفلة ظمأى...الحشا غرثى الوشاح (18)

في حجرها مترنّمٌ... يشدو بأوتار فصاح (19)

تغضي على حور و تض‍ـ...ـحك-حين تضحك-عن أقاح (20)

قومي بنو سامان لي‍ـ...ـس حماهم بالمستباح (21)

العاقدي التيجان تضـ‍...ـحك عن وجوههم الصباح (22)

و إذا تشاجرت الرّما...ح فانّ أقلامي رماحي (23)

يا ويل دهري لو تبيّنني... لأحجم عن كفاحي (24)

و لقد عجبت من الليا...لي كيف هاضت من جناحي (25)

لكنّها حرب الحييّ و سلم ذي الوجه الوقاح (26)

و عليّ أن أسعى، و لي‍ س عليّ إدراك النجاح

_________________

1) الشراب: الخمر.

2) ضروب: أنواع.

3) أجرد في ذلك كتابا: أجمع أخباره (مجردة من غيرها) في كتاب.

4) الفتك: اتيان ما تميل اليه النفس من المعاصي.

5) العدول: الحيد، الانصراف، الرجوع.

6) يبلوه: يختبره، يعرفه.

7) يبدره: يسبقه، يعجل قبله (إلى تنفيذ ارادته) .

8) الألمعي: الذكي المتوقد الذكاء.

9) الطرس: الورق. الرضاب: الريق ما دام في الفم.

10) البنان: جمع بنانة: عقدة الاصبع (المقصود: الاصبع) .

11) الخاتم الثانية: الفم (كناية عن صغره) .

12) السماح: (الكرم) . تعد ذلك: تحسب لومها أياي على الكرم. من صلاحي: حبابي.

13) اللواحي جمع لاحية: لائمة. و أبي اللواحي: أقسم بأبي اللواحي. لهج بالشيء: أغرم به، تعلقت به نفسه.

14) البطالة (بفتح الباء) : الهزل و اللهو. المراح (بكسر الميم) : النشاط و الاختيال و التبختر.

15) في بعض الأحيان ألبس غلالة (بكسر الغين) : ثوب رقيق يلبس تحت الدثار (كناية عن البقاء في البيت و العيش في هدوء و نعمة) ؛ و في بعض الأحيان تراني في شك (بكسر الشين) جمع شكة (بكسر الشين) : المجموعة الكاملة من السلاح (كناية عن الذهاب إلى الحرب) .

16) مريضة الاجفان: ناعسة العيون. تعمل (تسبب) ضنى (مرض) المهج (القلوب) .

17) رود: لينة. القوام: القامة، بناء الجسم. الخريدة: المرأة البكر الحيية (الجميلة) . أعطافها طوع الرياح: تتمايل كثيرا (للين جسمها و دلالها) كأنما تتلاعب بها الرياح.

18) طفلة (بفتح الطاء) : لينة. ظمأى الحشا: جائعة البطن (كناية عن دقة خصرها) غرثى (شبعى، ملأى) الوشاح: الرداء تلقيه المرأة على كتفيها (كناية عن اتساع صدرها و عرض كتفيها) .

19) في حجرها (حضنها) مترنم (مغن، أي عود) . فصاح، فصيحة: ظاهرة المعاني و المرامي.

20) تغضي: تطبق أجفانها. الحور: شدة سواد سواد العين و شدة بياض بياضها. و إذا ضحكت ظهرت أسنانها مثل بتلات زهرة الاقحوان (كناية عن بياضها و جمالها و صحتها) .

21) بنو سامان: قوم من الترك من أهل بلخ أصبحوا ملوكا. الحمى: المسكن و ما يحامى عنه. المستباح: الذي يقتحمه العدو أو يستولي عليه.

22) عقد التاج: لبسه. الوجه الصبيح: الأبيض المشرق الجميل.

23) تشاجرت الرماح: اشتبك بعضها ببعض (وقعت الحرب) . فان اقلامي رماحي: أنا أجاهد بأقلامي (كما أجاهد برماحي أو كما يجاهد غيري برماحه) .

24) لو تبينني: لو عرف مقداري و منزلتي. لأحجم: لتراجع وهاب. كفاحي: صراعي و قتالي.

25) هاض جناحه أو من جناحه: جعله ضعيفا ذليلا.

26) لكنها: لكن الدنيا. حرب الحيي و سلم الوقاح: تحارب الحيي ذا المروءة و تقاومه ثم تسالم الوقح و تنيله مطالبه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.