2 - أهمية التفكير الابتكارى الإبداعي في تطوير جودة الخدمة العامة.

تؤكد كافة الأطراف (الفرد - المنظمة – الدولة) حرصها على تنمية مهارات الابتكار والقدرة على الإبداع واهتمامها بالمبدعين والمبتكرين، وتعلن جميع هذه الأطراف دائماً قناعتها بأهمية تلك المهارات والقدرات الابتكارية والإبداعية كأحد متطلبات النجاح والنمو وتحقيق الميزة التنافسية، إلا أنه بالنظر إلى واقع غالبية الأفراد والكثير من المؤسسات بصفة عامة والمنظمات الحكومية بصفة خاصة يتأكد وجود فجوة واضحة عميقة بين التمنيات والتوقعات من جهة، وما يبذل من جهد مخطط منظم هادف من جهة، وما يتحقق من إنجازات فعلية في هذا الشأن من جهة ثالثة.

ومع وضوح ظاهرة ندرة الموارد والإمكانيات وتزايد درجة التعقيد والتغير والتنافس في بيئة المنظمات، تصبح عملية الابتكار والإبداع أكثر أهمية وتتطلب مزيداً من الجهد المنظم لتشجيع المبدعين والمبتكرين من جهة ، وترسيخ قاعدة أن مهارات التفكير الابتكاري والقدرة على الإبداع أحد أهم متطلبات شغل الوظائف والترقية إلى الوظائف القيادية من جهة أخرى.

ومن المتعارف عليه أن الخدمات العامة لها دور هام جوهري في كل المجتمعات وفى كل مراحل تطويرها، وبصرف النظر عن النظام السياسي أو الاقتصادي لتلك المجتمعات، ومع تزايد تطور المجتمع ونموه، تزداد أهمية الخدمات العامة ويتعاظم تأثيرها على الناتج والدخل القومي ومستوى المعيشة لأفراد المجتمع.

وبناءً عليه، تظهر أهمية تناول طبيعة العلاقة بين معوقات التفكير الابتكاري الإبداعي وقدرة المنظمات الحكومية فى تطوير جودة ما تقدمه من خدمات كأحد

أهم أهداف جهود الإصلاح الإداري في هذه المنظمات.

3 ـ أهداف تناول التفكير الابتكاري في مجالات جودة الخدمة العامة.

 هناك عديد من الأسباب التي تبرر تناول التفكير الابتكاري في مجالات جودة الخدمة العامة، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي :

1/3 وضوح حاجة المنظمات والمؤسسات واقتناع القادة والمدراء بضرورة وجود أساس منهجي يكون مرشداً في تهيئة بيئة عمل لتنمية مهارات الابتكار والإبداع وتحفيز المبدعين والمبتكرين بما ينعكس إيجابياً على جودة الخدمة.

2/3 - وجهت معظم الكتابات فى هذا المجال إلى التركيز على الترجمة لعدد من الكتابات الأجنبية في هذا الشأن، دون مراعاة التباين الواضح في خصائص العناصر البيئية التي كتبت من أجلها تلك المراجع، مما يؤكد الحاجة القوية إلى ربط الكتابة في مجال الابتكار والإبداع بخصائص ومتطلبات بيئتنا المحلية والقومية.

3/3- وجهت غالبية الكتابات في هذا المجال إلى التوسع في الجوانب المعرفية النظرية على حساب تحديد الأدوات الفنية وتحليل الممارسات العملية الناجحة فى هذا المجال وضعف تأصيل سبل الاستفادة منها على مستوى الفرد أو المؤسسات أو الدولة.

4/3 مع تزايد مستوى تعقد بيئة المجتمع المعاصر وتضاعف احتياجاته ومشكلاته وأزماته، ارتفعت الحاجة لمستوى مرتفع من روح الابتكار والرغبة العميقة في الإبداع، وتعاظم الدور الاستثمار الاقتصادي للأفكار الجيدة وللمبتكرين والمبدعين مما يتطلب مزيد من البحوث والدراسات وتحليل الممارسات الناجحة في هذا المجال والاستفادة منها فى تجنب حدوث المشكلات والأزمات والتعامل الناجح معها عند حدوثها.

5/3 وضوح حاجة المكتبات العربية إلى توجيه مزيد من الجهود للبحث وللكتابة فى هذا المجال ليستفيد منها الباحثون والممارسون وكذلك المسئولون في تنمية مهارات التفكير الابتكاري والقدرة على الإبداع واكتشاف المبتكرين والمبدعين وتحفيزهم والانتفاع بهم.

وانطلاقاً من ذلك فإن تناول التفكير الابتكاري في مجالات جودة الخدمة العامة يهدف إلى ما يلي:

(1) التعرف على موقف مهارات الإبتكار والإبداع لدى العاملين في المنظمات الحكومية، ومستوى إدراكهم لها ومدى ملاءمتها وكفايتها لتقديم الخدمات العامة بالجودة المتوقعة من المستفيدين منها.

(2) تحليل الجهود التي تبذلها المنظمات الحكومية لتنمية المهارات الإبتكارية والقدرات الإبداعية لدى موظفيها، ومن ثم التعرف على نوع ومستوى تأثير هذه الجهود على عملية الإصلاح الإداري وتحسين جودة الخدمة التي تقدمها المنظمات الحكومية.

(3) توصيف إدراكات العاملين في المنظمات الحكومية للجهود التي تبذل لتنمية مهارات الإبتكار الإبداع من جانب، والجهود التي تبذل في عملية الإصلاح من جانب آخر، ومدى الربط بينهما لتحسين جودة الخدمات العامة.