المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاستخفاف بالذنب
2024-07-02
اعطاء الزكاة اثناء الصلاة
2024-07-02
الاصرة الهيدروجينية The Hydrogen Bond
2024-07-02
اعجاز القران
2024-07-02
اصناف المحرومين من الايمان
2024-07-02
توتومرية المركبات الحاوية على مجاميع (C=N)
2024-07-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ثابت قُطنة  
  
3840   12:54 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص640-642
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 1799
التاريخ: 13-08-2015 1791
التاريخ: 13-08-2015 2831
التاريخ: 7-10-2015 2998

هو ابو العلاء ثابت بن كعب (أو ابن عبد الرحمن بن كعب) من بني أسد بن الحارث بن العتيك من الأزد، و قيل بل كان مولى لهم.

كان ثابت بن كعب فارسا شجاعا قضى معظم حياته، فيما يبدو من أخباره، و منذ عام 73 ه‍ـ(692 م) ، في خراسان محاربا أو قائدا أو واليا (1)؛ و قد كان يزيد بن المهلّب قد استعمله على بعض كور خراسان (2) لشجاعته و لحسن كتابته.

و كان ثابت يجالس في خراسان قوما من الشّراة (الخوارج) و قوما من المرجئة فمال إلى رأي المرجئة و أصبح شاعرا لهم يتكلّم باسمهم.

و الإرجاء مذهب كلامي سياسي يقوم على أن الايمان وحده يكفي لعدّ الرجل مؤمنا، و لو لم يعمل عملا صالحا (و هذا خلاف رأي الخوارج) . أما الذنوب عند المرجئة فلا تضر مهما كانت. و أصحاب الذنوب يرجأ أمرهم إلى اللّه فهو الذي يحاسبهم على ما فعلوا و يحكم عليهم بما يستحقون. و هم لا يجيزون قتال الفاسق (و هذا أيضا خلاف رأي الخوارج) .

في سنة 102 ه‍(720 م) تولّى مسلمة بن عبد الملك الكوفة و البصرة؛ ثم أضيفت اليه خراسان، فعين مسلمة على خراسان سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص نائبا عنه. و خاض ثابت في ذلك الحين معارك في خراسان ذهبت في أحدها عينه فكان يضع عليها قطنة، فسمّي من أجل ذلك ثابت قطنة. و في سنة 109 ه‍(727 م) غزا ثابت مع أشرس ابن عبد اللّه بلاد سمرقند. و في العام التالي وجّهه أشرس في خيل إلى آمل (في طبرستان) لقتال التّرك فقاتلهم و ظفر بهم ثم ظفروا هم به فقتلوه (110 ه‍-729 م) .

ثابت قطنة خطيب قدير و شاعر مجيد موجز يبلغ المعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة (3). و يبدو أيضا أنه كان كاتبا مترسّلا. أما في الشعر فكان ثابت قطنة مدّاحا هجّاء، ثم له رثاء حسن و شيء من الشعر الفلسفي في قصيدته الدالية المختارة في هذه الترجمة.

المختار من شعره:

- قال ثابت قطنة يوجز عقيدة الإرجاء، و هذه القصيدة من شعره القديم:

يا هند، فاستمعي لي إنّ سيرتنا... أن نعبد اللّه لم نشرك به أحدا

نرجي الأمور إذا كانت مشبّهة... و نصدق القول في من حار أو عندا (4)

المسلمون على الإسلام كلّهم... و المشركون استووا في دينهم قددا (5)

و لا أرى أن ذنبا بالغا أحدا... مِ الناس (6) شركا إذا ما وحّد الصمدا

لا نسفك الدّم، إلاّ أن يراد بنا... سفك الدماء طريقا واحدا جددا (7)

من يتّق اللّه في الدّنيا فإنّ له... أجر التقيّ إذا وفّي الحساب غدا

و ما قضى اللّه من أمر فليس له... ردّ، و ما يقض من شيء يكن رشدا

كلّ الخوارج مُخطٍ (8) في مقالته... و لو تعبّد في ما قال و اجتهدا

أما عليّ و عثمان فإنّهما... عبدان لم يشركا باللّه مذ عبدا (9)

و كان بينهما شغب، و قد شهدا ...شقّ العصا، و بعين اللّه ما شهدا (10)

يجزى عليّ و عثمان بسعيهما... و لست أدري بحقّ أيّة وردا (11)

اللّه يعلم ما ذا يحضران به... و كلّ عبد سيلقى اللّه منفردا

______________________

1) هنالك قائد آخر اسمه ثابت قطنة (راجع الطبري، ليدن 2:1424) .

2) تولى يزيد بن المهلب على خراسان مرتين من 82-85 ه‍، و من 97-99 ه‍.

3) راجع البيان و التبيين 1:149.

4) نرجي الأمور: نرجئ (نؤخر) البت فيها (إلى اللّه يوم القيامة) . مشبهة: متشابهة (لا يتضح فيها الحق من الباطل) . حار: ضل جهلا منه. عند: ضل عن علم و أصر على ضلاله.

5) جميع المسلمين سواء في الايمان، و جميع المشركين سواء في الكفر (مهما عمل المسلمون من الذنوب و مهما عمل المشركون من الاعمال الصالحة) ، لأن مدار الايمان عند المرجئة على الاعتقاد لا على العمل.

6) مِ الناس-من الناس.

7) لا نقاتل إلا من يريد قتالنا قصدا. الجدد: الواضح.

8) مخط - مخطئ.

9) علي بن أبي طالب[عليه السلام] و عثمان بن عفان.

10) شغب: تهييج الشر (هنالك قوم أثاروا بينهما القتال) . شق العصا: اختلاف (المسلمين) . بعين اللّه ما شهدا: اللّه يعلم حقيقة ما كان بينهما، و هو الحكم في أعمالهما.

11) لست على علم بالمكان الذي صاروا اليه (من جنة أو نار؛ أو من سبيل مستقيم أو ضلال) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.