أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014
2323
التاريخ: 10-1-2016
8426
التاريخ: 10-12-2015
14843
التاريخ: 11-12-2015
3188
|
مصبا- مللته ومللت منه مللا من باب تعب , وملالة : سئمت وضجرت , والفاعل ملول , ويتعدّى بالهمزة فيقال أمللته الشيء. والملّة بالفتح : قيل الحفرة الّتى تحفر للخبز , وقيل التراب الحارّ والرماد , ومللت الخبز واللحم في النار ملّا من باب قتل , فهو مليل ومملول. وأطعمته خبز ملّة بالإضافة , وخبزة مليلا على الوصف مع الهاء. والملّة بالكسر : الدين , والجمع ملل. وأمللت الكتاب على الكاتب إملالا : ألقيته عليه , وأمليته عليه إملاء , والاولى لغة الحجاز وبنى أسد. والثانية لغة بنى تميم وقيس. وجاء الكتاب العزيز بهما- وليملل الّذى عليه الحقّ , فهي تملى عليه بكرة وأصيلا. وأمليت له في الأمر : أخّرت , وفي التنزيل- إنّما نملي لهم ليزدادوا إثما. وأمليت للبعير في القيد : أرخيت له ووسّعت. واهجرني مليّا : قيل مدّة , وقيل زمانا واسعا.
مقا- ملّ : أصلان صحيحان يدلّ أحدهما على تقليب شيء , والآخر على غرض من الشيء. فالأوّل- مللت الخبزة في النار , وذلك تقليبك إيّاها فيها. والملمول : الميل , لأنّه يقلّب في العين عند الكحل. ومن الباب طريق مملّ : سلك حتّى صار معلما. والمليلة : حمّى في العظام كأنّها تقلّب. وبات يتململ على فراشه أي يقلق ويتضوّر عليه حتّى كأنّه على ملّة , والأصل يتملّل.
ومن الباب : امتلّ يعدو , وذلك إذا أسرع بعض الإسراع. والباب الآخر- مللته أملّه مللا وملالة : سئمته , وأمللته : شققت عليه حتّى ملّ , وكذا أمللت عليهم.
فرهنگ تطبيقي- عبرى- مالل إملاء كردن.
فرهنگ تطبيقي- سرياني- مالل إملاء كردن.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : تضيّق في القلب يوجب تألّما وانضجارا , وسبق في السأم الفرق بين هذه الموادّ.
وقلنا في الملأ : إنّ الملّ هو الضجر. والملأ هو الشحن. والملي هو التأخير. وقد اختلطت مفاهيم هذه الموادّ.
وأمّا الإملاء بمعنى إلقاء ما في الكتاب أو في الحافظة للمستمع :
فمأخوذ من العبريّة والسريانيّة بقلب الّلام للتضعيف همزة أو ياء , فيقال : أمليت إملاء , وهو في مقابل الإنشاء وهو إيجاد ابتدائي.
ويدلّ على هذا الأخذ والنقل ما ذكر من أنّ أمللت إملالا لغة الحجاز و
بنى أسد. وأمليت لغة بنى تميم.
{وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ ... أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ} [البقرة : 282] الإملال كما قلنا مأخوذ من العبريّة , وقد استعمله أهل الحجاز وجاء في هذه الآية الكريمة أيضا ثلث مرّات , وهو إلقاء ما في الذهن أو في الكتاب للمخاطب حتّى يضبطه.
وأمّا إملال من عليه الحقّ : ليكون إقرارا من دون زيادة ونقيصة , ولا يكون الإملال تعدّيا في ما عليه , فيكون هذا الضبط سندا قاطعا من دون إفراط أو تفريط.
وأمّا قلب اللام ياء فكما في- {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان : 5] أي تملل , والقلب للتخفيف كما في لغة بنى تميم وقيس.
وأمّا التعبير هنا بهذه اللغة دون الإملال : فانّ في الإملأي تخفيفا في اللفظ وهو يدلّ على خفّة ووهن في المعنى. وهذا المورد يناسب ذلك المعنى , فانّ الإملال عليه افتراء ووهن لا حقيقة له. بخلاف الإملال ممّن عليه الحقّ :
فيلزم تشديده وإحكامه.
ولا يخفى ما فيما بين هذا المعنى والأصل المذكور من التناسب : فانّ في الإملال تضييقا للكاتب حيث انّه يتعهّد ويلتزم بضبط تمام خصوصيّات ما يمل عليه من دون إضافة حرف أو كسره , وهذا أمر فيه تضيّق للقلب , في مقابل انطلاق في الإنشاء.
وأمّا الملّة بمعنى الدين : فالكلمة على فعلة وتدلّ على نوع من التضيّق والمحدودية والعيش تحت مقرّرات مضبوطة , كما أنّ الدين هو الخضوع والانقياد تحت برنامج معيّن. ولمّا كان مفهوم الملّة تضيّقا مطلقا في القلب : فيطلق على تضيّق في حقّ أو باطل.
ففي الحقّ : كما في-. {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } [يوسف: 37- 38]. {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [آل عمران : 95] وفي الباطل : كما في-. {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ... إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ } [الأعراف : 88، 89] فالنظر الى عيش تحت حدود وتضيّق مخصوصة , وأكثر استعمالها في تضيّق غير ملائم ظاهرا أو معنى , أو في قبال تضيّق باطل , كما في الآية الاولى , حيث استعملت ملّة ابراهيم , في قبال ملّة قوم لا يؤمنون , على سبيل الإفحام والمجادلة , أو في مقابل أفراد لا يتوجّهون الى الحقيقة , كما في-. {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} [الأنعام : 161] فظهر الفرق بين الدين والملّة : فانّ الدين حيث إنّه يدلّ على الخضوع والانقياد , يستعمل في موارد الحقّ. والملّة بلحاظ دلالتها على التضيّق والمحدوديّة , تستعمل في موارد الباطل أو في قباله.
___________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|