أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2015
908
التاريخ: 23-09-2014
1216
التاريخ: 17-12-2015
2739
التاريخ: 17-12-2015
1115
|
قال تعالى : {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } [السجدة : 11]
وفي هذه الآية (والآيات المشابهة لها) نلاحظُ تعبيراً آخرَ في هذا المجال، قال تعالى : {قُلْ يَتَوفَّاكُمْ مَّلَكُ المَوْتِ الَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ الَى رَبِكُمْ تُرْجَعُونَ}.
والتعبير الجديد واللطيف في هذه الآية «يتوفاكم» من مادة «التوفّي» على وزن (الترقّي).
قال الراغب في المفردات «وافي» في الأصل بمعنى وصول الشيء إلى الكمال، بناءً على هذا فإنّ «التوفّي» يكون بمعنى أخذ الشي بصورة كاملة وهذا التعبير يدل بوضوح على هذه الحقيقة وهي أنّ الموت لا يعني الفناء أبداً، بل نوع تام من أنواع القبض، والأخذ أخذ روح الإنسان بصورة تامّة، دليلٌ واضح وملموس على أنّ روح الإنسان لا تفنى بعد «التوفّي» (أي الأخذ الكامل) لها.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الآية وردت في الجواب عن تساؤل منكري المعاد، وقد نُقل عنهم في الآية السابقة قولهم : {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [السجدة : 10].
فأجابهم تعالى في هذه الآية : «أنّكم لستم أجساداً فحسب كي تضلوا بعد الموت، بل إنّ الروح هي الأصل في وجودكم والتي تتوفاها الملائكة، وسوف تُعادُون وتحشرون يوم القيامة (بالجسم والروح معاً) وكما قلنا آنفاً : إنّ هذا التعبير قد تكرر ذكره في آيات متعددة في القرآن وقد اكّد عليه كثيراً».
إنّ خطاب الآيات القرآنية فيه ارشاد للأثبات بعدم النظر إلى الموت من منظارٍ مادّي أبداً، فالمادّيّون يعتقدون بأنّ الموت نهاية الطريق بالنسبة للإنسان وينادون دائماً بهذا الشِعار : {انْ هِيَ الّا حَيَاتُنَا الدُّنيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} بينما لا يكون الموت إلّا عبارة عن الانتقال من «الحياة الدنيئة» إلى «الحياة الراقية» ويتم ذلك الانتقال بواسطة ملائكة اللَّه.
وفي بعض الموارد نسب اللَّه التوفّي إلى نفسه : قال تعالى : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْانْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}. (الزمر/ 42)
وقال من موضعٍ آخر : {وَلكِنْ اعْبُدُ اللَّهَ الَّذِى يَتَوفَّاكُمْ}. (يونس/ 104)
ومن البديهي أن لا يوجد هناك تناقض بين تعبيرات القرآن الثلاثة المذكورة (التوفي من قبل اللَّه والتوفي بواسطة ملك الموت والتوفّي بواسطة الملائكة)، لأنّ هؤلاء جميعهم يطيعون أمر اللَّه، واللَّه عزّ وجلّ هو الفاعل الحقيقي، كما أنّ الملائكة التي تتوفّى الأرواح لهم رئيس أيضاً الذي يسمى بملك الموت وسائر الملائكة الموكلين بقبض الأرواح يعتبرون مسيّرين من قبل هذا المَلك.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|