مقا- كدى : أصل صحيح يدلّ على صلابة في شي‌ء ثمّ يقاس عليه.

فالكدية : صلابة تكون في الأرض ، يقال : حفر فأكدى : إذا وصل الى الكدية ، ثمّ يقال للرجل إذا أعطى يسيرا ثمّ قطع : أكدى. والكداية : الكدية. ويقال أرض كادية ، أي بطيئة ، وهو من هذا. وربّما همّز هذا فيكون من الباب الذي يهمز وليس أصله الهمز. قال الخليل : أصابت زروعهم كادئة ، وهو البرد. ويقال أكديته اكديه إكداء : إذا رددته عن الشي‌ء.

مصبا- الكدية : الأرض الصلبة ، والجمع كدى ، وبالجمع سمّى موضع بأسفل مكّة ، ويكتب بالياء ، ويجوز بالألف ، لأنّ المقصور إن كانت لامه ياء جازت الياء على الأصل ، وجاز الألف على القلب.

التهذيب 10/ 323- الفرّاء والزجّاج : أكدى : أمسك من العطيّة وقطع ، وأصله من الحفر في البئر. ويقال أكدى أي ألحّ في المسألة. وأكدى : منع. وأكدى النبت : إذا قصر من البرد. وأكدى العالم : إذا أجدب. وأكدى : إذا بلغ الكدا وهو الصحراء. وأكدى : إذا حفر فبلغ الكدى ، وهي الصخور.

ابن الأعرابي : أكدى : افتقر بعد غنى.

والتحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الصلابة ماديّا أو معنويّا ، والصلابة ما يقابل اللين. وهذا المعنى يختلف باختلاف الموضوعات : كالصلابة في البذل والإعطاء ، وفي احفر البئر ، وفي نموّ النباتات ونشوئها ، وفي رخاء الزراعة والأثمار في العام ، وفي جريان الحياة بفقر أو غيره ، والخروج من اللينة في مقام السؤال ، وظهور الصلابة في ساحة الأرض كما في الصحراء.

والكدية : فعلة بمعنى ما يكدى به كاللقمة. وأكدى بمعنى صار ذا كدى‌ وصلابة في عمله أو في جريان أمره.

والمادّة تستعمل يائية وواويّة ، وبالهمزة ، وتتعدّى ولا تتعدّى.

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى } [النجم : 33، 34] أي أعطى قليلا واستلان في مقام الإعطاء ثمّ صار ذا صلابة وتصلّب في عمله.

ولا يخفى أنّ اللينة في اللّٰه تعالى وفي دينه وطاعته : مرجعها الى الخضوع والانقياد ، كما أنّ الكدى مرجعه الى التخلّف والعصيان.

والمؤمن ليّن الخلق والعمل في قبال ربّه وفي قبال عباده المطيعين له ، كما قال تعالى : {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح : 29].

__________________________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.

- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .