المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المرسلات الثانوية Second messengers
2023-11-23
المفهوم الإقليمي للعلاقات المكانية
22/10/2022
محمد بن محمد محب الدين البكري
15-9-2016
زينب بنت موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد
19-9-2017
Southeastern phonology: vowels and diphthongs GOOSE
2024-03-07
دار جمال الملك البغدادي
24/12/2022


تأثير القرآن وجاذبيته المنقطعة النظير دليل لمدعي النبوة.  
  
1205   10:28 مساءاً   التاريخ: 10-12-2015
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : نفحات القران
الجزء والصفحة : ج8 , ص59- 71.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / النبوة /

هناك قصص ووقائع موثقة وعجيبة يذكرها لنا التاريخ تروي من جهة عمق التأثير الذي يتركه القرآن الكريم على قلوب المخاطبين، وحتى‏ على أولئك الذين لا يؤمنون بالإسلام‏ ولا بالقرآن، ومن جهة أُخرى‏ تمثل هذه القصص دليلًا دامغاً على عجز المناوئين عن الجواب عن تحدي القرآن لهم.

إنّ دراسة هذه الحوادث توفر للإنسان فرصة التعرف على دروس وعبر يمكن الاستفادة منها في حياته وتبين عظمة وإعجاز هذا الكتاب السماوي وما ورد فيه، وهذه نماذج من هذه القصص :

1- قصة الوليد بن المغيرة المخزومي‏

تتحدث آيات سورة المدثر بشكل واضح عن الشخص الذي خطر في ذهنه أن يتحدى‏ القرآن وقد آل أمره إلى‏ مصيرٍ أسود حيث نطالع معاً هذه الواقعة التي حدثت وكانت سبباً لنزول هذه الآيات التي نقلها جمع غفير من المفسرين كالطبرسي، والقرطبي، والمراغي، والفخر الرازي وغيرهم. وهي كما يأتي :

يروى‏ أنّ النبي صلى الله عليه و آله لما نزلت عليه الآية الكريمة : {حم تَنْزِيلُ الكِتَابِ مِنْ اللَّهِ العَزِيزِ العَلِيمِ غَافرِ الذَنْبِ وَقَابِلِ التَوْبِ شَدِيْدِ العِقَابِ} قام إلى‏ المسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه و آله لاستماعه لقراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى‏ أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال : «واللَّه لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن وإنّ له لحلاوة وإنّ عليه لطلاوة وإنّ أعلاه لمثمر وإنّ أسفله لمغدق وانّه ليعلو وما يعلى‏ عليه»، قال ذلك ثم انصرف إلى‏ منزله فقالت قريش : صبأ واللَّه الوليد، واللَّه لتصبأن قريش كلهم، وكان يقال للوليد ريحانة قريش : فقال لهم أبو جهل : أنا أكفيكموه، فانطلق فقعد إلى‏ جنب الوليد حزيناً، فقال الوليد : مالي أراك حزيناً يا ابن أخي، قال : هذه قريش يعيبونك على‏ كبر سنك ويزعمون أنّك زينت كلام محمد. فقام مع أبي جهل حتى‏ أتى‏ مجلس قومه فقال : أتزعمون أنّ محمداً مجنون فهل رأيتموه يخنق قط؟ فقالوا : اللّهم لا، قال : أتزعمون أنّه كاهن فهل رأيتم عليه شيئاً من ذلك؟ قالوا : اللّهم لا، قال : أتزعمون أنّه شاعر فهل رأيتموه أنّه ينطق بشعر قط؟ قالوا : اللّهم لا، قال : أتزعمون أنّه كذاب فهل جربتم‏ عليه شيئاً من الكذب؟ فقالوا : اللّهم لا، وكان يسمى‏ الصادق الأمين قبل النبوة من صدقه، فقالت قريش للوليد : فما هو؟ فتفكرّ في نفسه ثم نظر وعبس فقال : ما هو إلّا ساحر، ما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر (1).

2- استماع زعماء قريش إلى‏ القرآن‏

نقرأ في سيرة ابن هشام : أنّ أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والاخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي، حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وهو يصلي ويتلو القرآن في بيته فأخذ كل رجل منهم مجلساً يستمع منه وكلٌ لا يعلم صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى‏ إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض : لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً، ثم انصرفوا، حتى‏ إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى‏ مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى‏ إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة، ثم انصرفوا حتى‏ إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى‏ إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق، فقال بعضهم لبعض : لا نبرح حتى‏ نتعاهد ألّا نعود، فتعاهدوا على‏ ذلك، ثم تفرقوا (2).

نعم لقد كانت جاذبية القرآن شديدة إلى‏ درجة بحيث خضع لها حتى‏ ألدُ الأعداء، فلو أُزيلت عنهم حجب العصبية والنعاد والتعلق بالمصالح الشخصية لآمنوا بالله بصورة قطعية.

3- قصة ابن أبي العوجاء ورفاقه‏

ينقل المرحوم الطبرسي في الاحتجاج عن هشام بن الحكم العالم المعروف وأحد تلامذة الإمام الصّادق عليه السلام يقول :

اجتمع كل من (ابن أبي العوجاء)، و (أبي شاكر الديصاني)، و (عبد الملك البصري)، و (ابن المقفع) وقد كانوا جميعاً من الملحدين الذين لا إيمان لهم، اجتمعوا إلى‏ جوار الكعبة واخذوا يسخرون من أعمال الحجاج ويوجهون الطعن إلى‏ القرآن.

قال ابن أبي العوجاء : هَلمُّوا جميعاً لينقض كل واحد منّا ربعاً من القرآن ونأتي بشي‏ء مثله، وسيكون موعد لقائنا في السنة الآتية في هذا المكان، عندما ننقض القرآن بأكمله، لأن نقض القرآن هو السبب المؤدي إلى‏ إبطال نبوة محمد صلى الله عليه و آله وإبطال نبوته هو إبطال للإسلام وإثبات لأحقية ادّعائنا، فاتفقوا وتفرقوا على‏ ذلك.

وفي السنة المقبلة، وفي اليوم نفسه اجتمعوا إلى‏ جوار الكعبة وأخذ ابن أبي العوجاء يحدثهم ويقول : منذ اليوم الذي تركتكم وابتعدت عنكم، كُنت افكر في هذه الآية : {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنهُ خَلَصُوا نَجِيّاً}. (يوسف/ 80)

فوجدتها على‏ جانب كبير من الفصاحة والغزارة المعنوية بحيث إنني لم أتمكن من أن اضيف شيئاً إليها، إضافة إلى‏ أنّ هذه الآية شغلت ذهني عن التفكير بغيرها.

وأمّا عبد الملك فقال : وأنا كذلك كنت افكر في هذه الآية حينما افترقت عنكم : {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُربَ مَثَلٌ فاستَمِعُوا لَهُ إنَّ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللَّه لَنْ يَخلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجتَمَعُوا لَهُ وإِنْ يسَلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيئاً لَّايَستَنقِذُوهُ مِنُه ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطلُوبُ}.

(الحج/ 73)

وقد وجدت نفسي عاجزاً عن الإتيان بمثلها.

وقال أبو شاكر : منذُ ذلك الوقت الذي ابتعدت عنكم كنت افكر في هذه الآية : {لَو كَانَ فَيهِمَا آلهةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}. (الأنبياء/ 22)

ولم أجد نفسي قادراً على‏ الإتيان بمثلها.

وأضاف ابن المقفع فقال : «يا قوم إنّ هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر لأنني منذ تلك اللحظة التي افترقت فيها عنكم كنت أتأمل في هذه الآية : {وَقِيلَ يَا ارْضُ ابلَعِى مَآءَكِ وَيَاسَمَاءُ اقْلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِىَ الْامْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِىِّ وَقَيِلَ بُعداً لِّلقَومِ الظَّالِمِينَ» (هود/ 44) .

ورأيت نفسي عاجزاً عن الإتيان بمثلها.

يقول هشام بن الحكم : في هذه الأثناء مر بالقرب منهم جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وتلا هذه الآية : {قُل لَّئِنِ اجتَمَعَتِ الانسُ وَالجنُّ عَلَى‏ انْ يَأْتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ لَا يأْتونَ بِمثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعضُهُمْ لبَعضٍ ظَهيراً}. (الاسراء/ 88)

عندئذٍ أخذ يَنظر كل واحد منهم إلى‏ الآخر ويقول : إذا كان للإسلام حقيقة قائمة بذاتها، ولم يكن يمثل محمد صلى الله عليه و آله سوى‏ جعفر بن محمد عليه السلام فتاللَّه لا يقع نظرنا عليه في وقت من الأوقات إلّا وتستحوذ علينا أُبهته، وتقشعر أبداننا من هيبته، قالوا هذا الكلام وتفرقوا معترفين بعجزهم.

4- قصة عثمان بن مظعون‏

وهو أحد صحابة نبي الإسلام صلى الله عليه و آله المعروفين، قال عثمان بن مظعون : كنت أسلمت استحياءً من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لكثرة ما كان يعرض عليَّ الإسلام ولما يقر الإسلام في قلبي فكنت ذات يوم عنده حال تأمله، فشخص بصره نحو السماء كأنّه يستفهم شيئاً فلما سري عنه، سألته عن حاله، فقال : نعم بينا أنا أحدثك إذ رأيت جبرائيل في الهواء فأتاني بهذه الآية : {انّ اللهَ يَا مرُ بالعدلِ وِالاحسان} وقرأها عليَّ إلى‏ آخرها فقر الإسلام في قلبي وأتيت عمه أبا طالب فأخبرته فقال : يا آل قريش اتبعوا محمداً صلى الله عليه و آله ترشدوا، فانّه لا يأمركم إلّا بمكارم الأخلاق. وأتيت الوليد بن المغيرة وقرأت عليه هذه الآية فقال : إن كان محمد قاله فنعم ما قال وإن قاله ربّه فنعم ما قال‏ (3).

5- قصة اسعد بن زرارة

وردت هذه القصة في كتاب (أعلام الورى‏) و (بحار الأنوار) وقد تحدثت عن الجاذبية والتأثير الهائل لآيات القرآن في نفوس المخاطبين.

و استناداً إلى‏ (بحار الأنوار) ننقل الحكاية بصورة موجزة وكما يلي :

«قدم أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس في موسم من مواسم العرب وهما من الخزرج، وكان بين الأوس والخزرج حرب قد بقوا فيها دهراً طويلًا وكانوا لا يضعون السلاح لا بالليل ولا بالنهار، وكان آخر حرب بينهم يوم بعاث، وكانت للأوس على‏ الخزرج، فخرج أسعد بن زرارة وذكوان إلى‏ مكة في عمرة رجب يسألون الحلف على‏ الأوس، وكان أسعد بن زرارة صديقاً لعتبة بن ربيعة فنزل عليه فقال له : إنّه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئنا نطلب الحلف عليهم، فقال له عتبة : بعدت دارنا من داركم، ولنا شغل لا نتفرغ لشي‏ء، قال : وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم؟ قال له عتبة : خرج فينا رجل يدّعي أنّه رسول اللَّه، سفّه أحلامنا وسبّ آلهتنا وأفسد شبابنا، وفرّق جماعتنا، فقال له أسعد : من هو منكم؟ قال ابن عبد اللَّه بن عبد المطلب من أوسطنا شرفاً، وأعظمنا بيتاً، وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم : النضير وقريظة وقينقاع، أنّ هذا أوان نبي يخرج بمكة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلنّكم به يا معشر العرب، فلما سمع ذلك أسعد وقع في قلبه ما كان سمع من اليهود، قال : فأين هو؟ قال :

جالس في الحجر وأنّهم لا يخرجون من شعبهم إلّافي الموسم، فلا تسمع منه ولا تكلمه فانّه ساحر يسحرك بكلامه.

وكان هذا في وقت محاصرة بني هاشم في الشعب، فقال له أسعد : فكيف أصنع وأنا معتمر لابدّ لي أن أطوف بالبيت؟ قال ضع في أذنيك القطن، فدخل أسعد المسجد وقد حشا اذنيه بالقطن، فطاف بالبيت ورسول اللَّه جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم فنظر إليه نظرة فجازه، فلما كان في الشوط الثاني قال في نفسه، ما أجد أجهل منّي؟ أيكون مثل هذا الحديث بمكة فلا أتعرفه حتى‏ أرجع إلى‏ قومي فأخبرهم، ثم أخذ القطن من أذنيه ورمى‏ به، وقال لرسول اللَّه : أنعم صباحاً، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله رأسه إليه وقال : «قد أبدلنا اللَّه به ما هو أحسن من هذا، تحية أهل الجنة : السلام عليكم»، فقال له أسعد : إنّ عهدك بهذا لقريب، إلى‏ ما تدعو يا محمد؟ قال : «إلى‏ شهادة أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّي رسول اللَّه، وأدعوكم إلى‏ «أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين احساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإيّاهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم اللَّه إلّا بالحق ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم إلّا بالتي هي أحسن حتى‏ يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلّا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى‏ وبعهد اللَّه أوفوا ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكرون».

فلما سمع أسعد هذا قال له : أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّك رسول اللَّه، يا رسول اللَّه بأبي أنت وامي أنا من أهل يثرب من الخزرج، وبيننا وبين اخوتنا من الأوس حبال مقطوعة، فإن وصلها اللَّه بك، ولا أجد أعزّ منك، ومعي رجل من قومي فإن دخل في الأمر رجوت أن يتمم اللَّه لنا أمرنا فيك، واللَّه يا رسول اللَّه لقد كنا نسمع من اليهود خبرك، ويبشروننا بمخرجك، ويخبروننا بصفتك، وارجو أن يكون دارنا دار هجرتك عندنا، فقد أعلمنا اليهود ذلك، فالحمد للَّه ‏الذي ساقني إليك، واللَّه ما جئت إلّا لنطلب الحلف على‏ قومنا، وقد آتانا اللَّه بأفضل ممّا أتيت له. ثم أقبل ذكوان فقال له أسعد : هذا رسول اللَّه الذي كانت اليهود تبشرنا به، وتخبرنا بصفته، فهلّم فأسلم ذكوان، ثم قالا : يا رسول اللَّه ابعث معنا رجلًا يعلمنا القرآن، ويدعو الناس إلى‏ أمرك، فقال رسول اللَّه لمصعب بن عمير، وكان فتى‏ حدثاً مترفاً بين أبويه يكرمانه ويفضلانه على‏ أولادهما ولم يخرج من مكة، فلما أسلم، جفاه أبواه، وكان مع رسول اللَّه في الشعب حتى‏ تغيّر وأصابه الجهد، وأمره رسول اللَّه بالخروج مع أسعد، وقد كان تعلم من القرآن كثيراً، فخرجا إلى‏ المدينة، ومعهما مصعب بن عمير فقدموا على‏ قومهم وأخبروهم بأمر رسول اللَّه وخبره، فأجاب من كل بطن الرجل والرجلان‏ (4).

6- قصة الأصمعي المثيرة

ينقل الزمخشري في تفسير (الكشاف) عن الأصمعي‏ (5) أنّه قال : أقبلت من جامع البصرة

فطلع أعرابي على‏ قعود له فقال : من الرجل؟ قلت : من بني أصمع، قال : من أين أقبلت؟

قلت : من موضع يتلى‏ فيه كلام الرحمن، فقال : اتل عليَّ، فتلوت‏ «والذاريات» فلما بلغت قوله تعالى‏ : {وَفِى السَمَاء رِزْقُكُمْ} قال : حسبك، فقام إلى‏ ناقته فنحرها ووزعها على‏ من أقبل وأدبر، وعمد إلى‏ سيفه وقوسه فكسرهما وولى‏، فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف فاذا أنا بمن يهتف بي بصوت دقيق، فالتفتُّ فاذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفّر، فسلم عليَّ واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح وقال : قد وجدنا ما وعدنا ربّنا حقاً، ثم قال :

وهل غير هذا؟ فقرأت : {فورب السماء والأرض إنّه لحق}، فصاح وقال : يا سُبحان اللَّه، من ذا الذي أغضب الجليل حتى‏ حلف، لم يصدقوه بقوله حتى‏ الجأوه إلى‏ اليمين، قالها ثلاثاً وخرجت معها نفسه‏ (6).

7- رد فعل إعرابي تجاه آية من القرآن‏

وروي أنّ رجلًا تعلم من النبي صلى الله عليه و آله القرآن فلما انتهى‏ إلى‏ قوله تعالى‏ : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ شَراً يَرَهُ} (الزلزلة/ 7- 8)

قال : يكفيني هذه، وانصرف، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : انصرف الرجل وهو فقيه‏ (7).

8- القصة المثيرة للسيد قطب‏

ينقل السيد قطب في تفسيره في ظلال القرآن قصة عجيبة من حياته، وذلك في ذيل قوله تعالى‏ : {امْ يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ}. (يونس/ 38)

يقول : اذكر حادثاً وقع لي وكان عليه معي شهود ستة، وذلك منذ نحو خمسة عشر عاماً ... كنّا ستة مسلمين على‏ ظهر سفينة مصرية تمخر عباب المحيط الأطلسي إلى‏ نيويورك، من بين 120 راكباً وراكبة أجانب ليس فيهم مسلم ... وخطر لنا يوم الجمعة أن‏ نقيم صلاة الجماعة في المحيط على‏ ظهر السفينة! واللَّه يعلم- أنّه لم يكن بنا أن نقيم الصلاة لذاتها أكثر ممّا كان بنا حماسة دينية إزاء مبشر كان يقوم بمزاولة عمله على‏ ظهر السفينة، وحاول أن يزاول تبشيره معنا! ... وقد يسَّر لنا قائد السفينة- وكان انجليزياً- أن نقيم صلاتنا، وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمتها- وكلهم نوبيون مسلمون- أن يصلي معنا من لا يكون في (الخدمة) وقت الصلاة! وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً، إذ كانت المرة الاولى‏ التي تقام فيها صلاة الجماعة على‏ ظهر السفينة ... وقمت بخطبة الجمعة وإمامة الصلاة، والركاب الأجانب معظمهم- متحلقون يرقبون صلاتنا، وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على‏ نجاح (القدّاس)! فقد كان هذا أقصى‏ ما يفهمونه من صلاتنا! ولكن سيدة من هذا الحشد- عرفنا فيما بعد أنّها يوغسلافية مسيحية هاربة من جحيم تيتو وشيوعيته!- كانت شديدة التأثر والانفعال تفيض عيناها بالدمع ولا تتمالك مشاعرها جاءت تشد على‏ أيدينا بحرارة، وتقول :- في انجليزية ضعيفة- أنّها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه وما فيها من خشوع ونظام وروح! ... وليس هذا موضع الشاهد في القصة ... ولكن ذلك كان في قولها : أي لغة هذه التي يتحدث بها (قسيسكم)! فالمسكينة لا تتصور أن يقيم (الصلاة) إلّاقسيس- أو رجل دين- كما هو الحال عندها في مسيحية الكنيسة! وقد صححنا لها هذا الفهم! وأجبناها : فقالت : إنّ اللغة التي يتحدث بها ذات ايقاع موسيقي عجيب، وإن كنت لم أفهم منها حرفاً ... ثم كانت المفاجأة الحقيقية لنا وهي تقول : ولكن هذا ليس الموضوع الذي أريد أن أسأل عنه ... إنّ الموضوع الذي لفت حسي، هو أن (الإمام) كانت ترد في أثناء كلامه- بهذه اللغة الموسيقية- فقرات من نوع آخر غير بقية كلامه! نوع أكثر موسيقية وأعمق ايقاعاً ... هذه الفقرات الخاصة كانت تحدث فيَّ رعشة وقشعريرة! إنّها شي‏ء آخر! كما لو كان الإمام- مملوءاً من روح القدس! حسب تعبيرها المستمد من مسيحيتها! وتفكرنا قليلًا، ثم أدركنا أنّها تعني الآيات القرآنية التي وردت في أثناء خطبة الجمعة وفي أثناء الصلاة! وكانت- مع ذلك- مفاجأة لنا تدعو إلى‏ الدهشة، من سيدة لا تفهم مما نقول شيئاً (8)!

9- قصة النجاشي وعلماء الحبشة المسيحيين‏

لقد جاءت أول هجرة للمسلمين إلى‏ الحبشة وذلك بسبب الضغوط والأذى‏ الذي تعرضوا له من مشركي مكة، ممّا اضطرهم إلى‏ الهجرة إلى‏ الحبشة بأمر من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وقد آواهم ملك الحبشة وعاشوا فيها بأمان.

ويعدُ هذا الأمر من العوامل الرئيسية التي ساعدت في انتشار الإسلام بشكل تدريجي في الحبشة، وكذلك ساعد على انتشار الإسلام في مكة وذلك لأنّ المسلمين وجدوا لهم مخرجاً، فعندما كانوا يتعرضون للأذى‏ والمضايقة فكّروا أن يهاجروا إلى‏ الحبشة.

يذكر ابن هشام في تاريخه المعروف ... :

«فلما رأت قريش أنّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد آمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة، وأنّهم قد أصابوا بها داراً وقراراً، ائتمروا بينهم أن يبعثوا رجلين من قريش جَلْدين إلى‏ النجاشي فيردّهم عليهم ليفتنوهم في دينهم ويخرجوهم من دارهم التي اطمأنوا بها وأمنوا فيها، فبعثوا عبد اللَّه بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص بن وائل وجمعوا لهما هدايا للنجاشي ولبطارقته ... وأمروهما بأمرهم وقالوا لهما : ادفعا إلى‏ كل بَطْريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم، ثم قدِّما إلى‏ النجاشي هداياه، ثم سَلاهُ أن يُسلِّمهم إليكما قبل أن يُكلِّمهم، فخرجا حتى‏ قدّما إلى‏ النجاشي هداياه وقالا لكل بَطْريق منهم : إنّه قد ضوى‏ إلى‏ بلد الملك منّا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدين مبتدع، لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى‏ الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه بأنّ يُسلِّمهم إلينا ولا يُكلِّمهم فإنّ قومهم أعلى‏ بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم.

فقالوا لهما : نعم، ثم كلّما الملك : ياأيّها الملك، إنّه قد ضوى‏ إلى‏ بلدك منّا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلى‏ بهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه، فقال بطارقته الذين كانوا حوله : صدقا أيّها الملك، قومهم أعلى‏ بهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى‏ بلادهم وقومهم، فغضب النجاشي ثم قال : لاها اللَّه إذا لا أسلمهم إليهما ولا يُكادُ قوم جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على‏ من سواي حتى‏ ادعوهم فاسألهم عمّا يقول هذان في أمرهم، فإنْ كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى‏ قومهم وإن كانوا على‏ غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني. ثم أرسل إلى‏ أصحاب محمد صلى الله عليه و آله فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض : ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا : نقول واللَّه ما علمنا وأمرنا به نبيّنا صلى الله عليه و آله فلما جاءوا وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله، سألهم : ما هذا الدين الذي فارقتم قومكم فيه ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الملل؟ فقال جعفر عليه السلام : «أيّها الملك كنّا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسي‏ء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف حتى‏ بعث اللَّه إلينا رسولًا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته، وعفافه فدعانا إلى‏ اللَّه لنوحده ونعبده ونخلع ما كنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمر بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم ... وأمرنا بالصلاة والزكاة، والصيام، فعدد علينا امور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على‏ ما جاء به من اللَّه ... فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى‏ عبادة الأوثان فخرجنا إلى‏ بلادك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نُظلم عندك أيّها الملك»، فقال له النجاشي : هل معك ممّا جاء به عن اللَّه من شي‏ء؟ قال جعفر : نعم، قال النجاشي : فاقرأه عليّ، فقرأ جعفر عليه السلام كهيعص ذكِرُ رحمتِ رَبّكَ عَبْدهُ زكريا ....، فبكى‏ النجاشي حتى‏ اخضلّت لحيته وبكى‏ أساقفته حتى‏ أخضلّت مصاحفهم ... فضرب النجاشي بيده على‏ الأرض، فأخذ منها عوداً، ثم قال : «واللَّه ما عدا عيسى‏ بن مريم ما قلتَ هذا العود إنّ هذا والذي جاء به عيسى‏ ليخرج من مشكاةٍ واحدة، إِنطلقا، فلا واللَّه لا أسلمهم إليكما ولا يكادون».

فخرجا من عنده مقبوحين مردوداً عليهما ما جاءا به» (9).

10- تأثير القرآن في اوساط العلماء الاجانب‏

لم يقتصر تأثير القرآن على‏ العرب في الأدوار الاولى لعصر الرسالة وما بعدها، وإنّما شمل عصرنا هذا حتى‏ أولئك الذين لا يحيطون علماً برموز الأدب العربي؛ فإنّ تأثيره بينهم قوي عجيب؛ ولهذا السبب انبرى‏ عدد من العلماء الغربيين إلى‏ تعظيم القرآن والاعتراف بحقائقه التي هي مورد اعتزازنا ومن جملة هؤلاء :

الدكتور (واغليري) الاستاذ بجامعة (فاپل). حيث يقول في كتابه المعروف (التطور السريع للإسلام) : «كتاب الإسلام السماوي هو أحد نماذج الاعجاز، والقرآن هو الكتاب الذي لا يمكن أنْ يُقلّد؟ فكيف يمكن أن يكون هذا الكتاب الاعجازي من انشاء محمد صلى الله عليه و آله الرجل العربي الذي لم يتعلم القراءة والكتابة، إننا نجد في هذا الكتاب من المحتويات والمضامين العلمية ما يفوق قابلية واستعداد أذكى‏ أفراد البشر وأكبر الفلاسفة واقوى‏ رجال السياسة» (10).

ويقول (كارلايل) العالم الانجليزي المعروف بصدد القرآن : «إذا ألقينا نظرة واحدة على‏ هذا الكتاب المقدس، لوجدنا حقائق جلية، وخصائص أسرار الوجود مكنونة في مضامينها الجوهرية، بالصورة التي تبين حقيقة القرآن وعظمته بوضوح، وهذا بحد ذاته مزية كبرى‏ يختص بها القرآن وتفتقر إليها كل الكتب العلمية والسياسية والاقتصادية، وإن كانت بعض الكتب تحدث تأثيراً عميقاً في ذهنية الإنسان، إلّا أنّها لا تشابه القرآن في نفوذه وتأثيره».

يذكر (جان ديون بورت) في كتابه (اعتذار إلى‏ حضرة النبي والقرآن) : «القرآن منزّه عن النواقص، والعيوب بحيث لا يحتاج إلى‏ أدنى‏ تصحيح أو تقويم.

ثم يضيف على‏ ذلك قائلًا : إنّ القسيسين أوجدوا- ولسنوات طويلة- هوة بعيدة بيننا وبين التعرف على‏ حقائق القرآن المقدسة وعظمة المبشِّر به (محمد) صلى الله عليه و آله إلّا أننا كلما قطعنا خطوة في طريق العلم والمعرفة، كلما أنزاحت عنا حُحُب الجهل والتعصب، وسيستقطب‏ هذا الكتاب الغني عن الوصف العالم إلى‏ نفسه في القريب العاجل، ويحدث تأثيراً عميقاً في العلم والفكر البشري، وسيصبح محور أفكار الدنيا (11).

ويقول الشاعر الألماني الكبير (غوته) : «نحن كنا في بادى‏ء الأمر مبتعدين عن القرآن، ولم تنقضِ مدّة طويلة حتى‏ أصبح هذا الكتاب موضع توجهنا واهتمامنا ومبعث حيرتنا، إلى‏ الحد الذي أذعنا فيه بالتسليم لأصوله وقوانينه العلمية الكبيرة».

ويقول العالم الفرنسي (جول لابن) في كتاب (تفصيل الآيات) : «إنّ الذي أوقد فتيل العلم والمعرفة في العالم هم المسلمون، ونهلوا العلوم والمعرفة من بحر القرآن واجروا منه أنهاراً وينابيع إلى‏ البشرية في العالم» (12).

يكتب (دينورت) أحد علماء الغرب في ما يلي : «يجب الاعتراف بأنّ الفضل في انتشار العلوم الطبيعية والفلكية والرياضيات في اروبا إنّما يعود إلى‏ تعليمات القرآن والمسلمين وأننا لمدينون لهم، بل يمكن القول : إنّ اروبا- من هذه الجهة- هي احدى‏ البلاد الإسلامية» (13).

ويقول المستشرق الشهير (نولدكه) : «لقد فرض القرآن سيطرته باستمرار على‏ قلوب أولئك الذين يخالفونه عن بعد وأوجد فيما بينه وبينهم ارتباطاً قوياً» (14).

__________________________
(1) ونقل الحديث مفسرون عديدون- بتفاوت- كالفخر الرازي؛ والمراغي؛ والقرطبي؛ الطباطبائي في الميزان؛ وسيد قطب في الظلال.

(2) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 337.

(3) تفسير مجمع البيان، ج 5 و 6، ص 381، ذيل الآية 90 من سورة النحل.

(4) بحار الأنوار، ج 19، ص 8- 10.

(5) اسمه عبد الملك بن قريب، عاش في أيّام هارون الرشيد، اشتهر بكثرة حفظه ومعلوماته الواسعة عن تاريخ‏ العرب وآدابهم توفي في البصرة سنة 216، الكنى‏ والالقاب، ج 2، ص 37.

(6) الكشاف، ج 4، ص 400.

(7) تفسير روح البيان، ج 10، ص 495؛ وتفسير نور الثقلين، ج 5، ص 650؛ وسفينة البحار، ج 2، ص 414، مادة (قرء) والتفسير الأمثل، ذيل آيات سورة الزلزال.

(8) تفسير في ظلال القرآن، ج 4، ص 422.

(9) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 356، بشكل مُلخص.

(10) كتاب (التطور السريع للإسلام) ترجمة المرحوم سعيدي ص 49 (بشكل ملخص).

(11) اعتذار إلى‏ محمد والقرآن. ترجمة فارسية ص 111.

(12) المعجزة الخالدة.

(13) المصدر السابق.

(14) مجموعة مقالات على‏ كتاب.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .