مصبا- جهر الشي‌ء يجهر بفتحتين : ظهر. و أجهرته: أظهرته. و يعدّى بنفسه أيضا و بالباء، فيقال جهرته و جهرت به. و رجل أجهر: لا يبصر في الشمس، و امرأة جهراء، و الفعل من باب تعب. و رأيته جهرة أي عيانا. و جاهر بالعداوة مجاهرة و جهارا: أظهرها. و جهر الصوت بالضمّ جهارة فهو جهير. و الجوهر: معروف وزنه فوعل.

مقا- جهر: أصل واحد و هو إعلان الشي‌ء و كشفه و علوّه، يقال جهرت بالكلام أعلنت به، و رجل جهير الصوت أي عاليه. و من هذا الباب جهرت الشي‌ء إذا كان في عينك عظيما.

الاشتقاق ص 346- جهور فعول من الجهارة و هي عظم الخلق و الرواء، يقال اجتهرت الرجل إذا عظم في عينك. و رجل جهير الصوت أي عال. و الجهر ضدّ السرّ. و اجتهرت البئر إذا أخرجت ما فيها من التراب. و الأجهر الّذي لا يبصر في الشمس.

والتحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الاعتلان و الظهور البيّن العالي في أيّ أمر كان، و أكثر استعمالها في الكلام و المقال.

فهي في مقابل الخفوت أي السكون و الخفض الكامل، فالخفوت تفريط في الصوت كما أنّ الجهر إفراط و خروج عن الاعتدال.

{وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء : 110].

{سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ } [الرعد : 10].

{وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه : 7].

فالجهر جهة إفراط في مقابل الخفات و الخفاء و السرّ، فالجهر بهذا المعنى منهيّ‌ عنه في الصلاة و القول، و صرّح به في الآية الكريمة :

{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ} [الأعراف: 205].

{وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } [الحجرات : 2].

{ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا } [نوح: 8].

فصيغة فعال مصدر من المجاهرة و تدلّ على إدامة الفعل، و مادّته تدلّ على الافراط في الاظهار، فالدعوة من نوح لقومه كانت مداومة و بالجهر حتّى يتبيّن لكلّ أحد.

{حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً } [البقرة: 55].

صيغة فعلة للمرّة.

و لا يخفى ما فيما بين الجهر و الجهد و الهجر من التناسب لفظا و معنى.