أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-12
![]()
التاريخ: 2024-08-27
![]()
التاريخ: 2023-07-04
![]()
التاريخ: 2024-03-19
![]() |
حدثنا هردوت عن المباني التي أقامها أحمس الثاني في «سايس» (راجع Herod. II, 175, 176)، فيقول: وفضلًا عن ذلك أقام (أحمس) رواقًا يستحق الإعجاب في معبد «منرفا» (وهي موحدة بالإلهة أثينا أو بلاس ابنة «جبتر»، وهي إلهة الذكاء والحكمة والفنون) في سايس، وهذا المعبد يفوق كل المعابد الأخرى في ارتفاعه وحجمه، وكذلك في أبعاده وفي كمية الأحجار، وكذلك أهدى تماثيل كبيرة وتماثيل ضخمة تمثل بولهول، وأحضر أحجارًا أخرى ذات حجم هائل لإصلاح المباني، وقد جلبت بعض هذه الأحجار من المحاجر القريبة من منف، ولكن الأحجار ذات الحجم الكبير جدًّا قد أحضرها من مدينة الفنتين، التي تبعد مسيرة عشرين يومًا من سايس، ولكن الأمر الذي أعجب به أكثر من أي شيء هو ما يأتي: «لقد أحضر مبنى من حجر واحد من مدينة الفنتين، وقد خصص لنقله ألف رجل لمدة عامين كاملين، وكل هؤلاء الرجال كانوا بحارة. وطول هذه الحجرة من الخارج إحدى وعشرون ذراعًا، وعرضها أربع عشرة ذراعًا وارتفاعها ثماني أذرع. وهذه هي الأبعاد الخارجية للحجرة التي تتكون من حجر واحد، ولكن في الداخل كان طولها 18 ذراعًا وعشرون أصبعًا وعرضها 12 ذراعًا، وارتفاعها خمس أذرع. وكانت هذه الحجرة موضوعة على مقربة من مدخل الحرم المقدس، ولم يقمها في داخل الحرم للسبب الآتي كما يقولون: ذلك أن مهندس العمارة عندما كانت الحجرة تجر تنهد تنهيدة عميقة لما لحقه من تعب العمل الذي صرف فيه وقتًا طويلًا، وعندئذ ساورت الملك «أمسيس» شكوك دينية من جراء ذلك، فلم يسمح بجرها إلى أبعد من ذلك. وعلى أية حال يقول بعض الناس: إن أحد الرجال الذين كانوا يعملون في الجر قد هرس حتى الموت بالحجر؛ ولهذا السبب لم يجر حتى داخل حرم المعبد.»
والمطلع على الآثار المصرية لا يدهش مما ورد في هذه القصة، فإن هذه الحجرة لا تخرج عن كونها محرابًا (ناووسًا) ضخمًا مكونًا من حجر واحد قطعه أمسيس من الفنتين؛ ليضع فيه تمثال الإلهة نيت على ما يظن، وبخاصة أن هذا العصر كان مشهورًا بالمحاريب (النواويس) الكبيرة للآلهة بدلًا من المعابد الضخمة. أما السبب الذي حدا به إلى عدم جر هذا الحجر إلى داخل المعبد، فهو الشفقة والرحمة برعاياه في كلتا الحالتين، فقد أشفق على مهندسه من الإعياء كما يجوز أنه في الحالة الثانية قد خاف من تكرار مأساة هرس فرد أو أفراد آخرين في أثناء جر هذا الحجر إلى داخل المعبد.
وبعد ذلك يستمر «هردوت» في ذكر أعمال «أمسيس»، فيقول: وقد أهدى «أمسيس» في كل من أهم المعابد آثارًا تستحق الإعجاب بسبب ضخامتها، ومن بينها تمثال بولهول ضخم رابض أمام معبد «فولكان» (1) ويبلغ طوله 75 قدمًا، وقد نصب على نفس القاعدة تمثالان من الحجر النوبي ارتفاع كل واحد منهما عشرون قدمًا، وكان كل واحد منهما على إحدى جانبي المعبد.
هذا ويوجد كذلك في سايس تمثال آخر مماثل للسابق بنفس الوضع الذي عليه تمثال منف. وكان أمسيس كذلك هو الذي بنى معبد أزيس في منف، وهو فسيح الأرجاء ويستحق الذكر.
وعثر لهذا الفرعون على مائدة قربان من الجرانيت الأسود، ويلحظ هنا أن أسماء هذا الفرعون وألقابه قد كشطت وآثار الإشارات في الطغراء الأولى، توحي بأنها كانت «خنم اب رع»، وهذا هو اسم التتويج لأحمس. وقد نقش على المائدة صور وأواني قربان وجرار خمر، وأواني عطور وفطائر وحول حواف المائدة نقش الصيغة المعروفة لطلب ألف من الخبز وألف من الثيران، وألف من الإوز وآلاف من جرار الجعة والعطور والبخور والخمر، وآلاف من نسيج، والكتان … إلخ. وطول هذه المائدة قدمان وثماني بوصات وعرضها قدمان وخمس بوصات. وكانت في مجموعة «صولت»، وهي الآن بالمُتْحَف البريطاني (راجع A Guide to the Egyptian (Galleries (Sculpture P. 223 . وكذلك توجد مائدة قربان أخرى ضخمة بالمُتْحَف البريطاني للملك «أحمس الثاني» ملك الوجه القبلي والوجه البحري «خنم اب رع بن رع أحمس بن نيت»، وقد نقش على حوافها متن يحتوي على اسم هذا الفرعون وألقابه، وعلى وجه المائدة صورة الأشياء العادية التي كانت تقدم للمتوفى، وفي ظهر المائدة حفر حوض عمقه ست بوصات. وطول المائدة قدم وسبع بوصات، وعرضها قدم وعشر بوصات ونصف البوصة، وعمقها قدم وبوصة واحدة.
وتوجد لوحة من الحجر الجيري عثر عليها في «سايس»، جزؤها الأعلى مستدير وهي مؤرخة بالسنة الثامنة من عهد الملك «أحمس الثاني»، وقد نقش عليها متن يقرر إهداء ردهة وأرض للإلهة «نيت» صاحبة «سايس»، وحور صاحب رسنت (الجنوب) وحور صاحب محنت (الشمال). وقد صور على الجزء الأعلى من هذه اللوحة منظر يمثل الملك يقدم إناءين من النبيذ للإلهة نيت، ويقف خلفها الإله حور صاحب رسنت والإله حور محنت، وفوق هذا المنظر قرص الشمس المجنح يتدلى منه صلان (راجع Ibid. P. 224).
..................................................
1-إله النار والمعدن عند الرومان وابن جبتر وحاتون وزوج فينوس، وقد وحد مع هيفيستوس الإغريق، وقد ولد قبيحًا ومشوهًا وقد ألقت به أمه من فوق جبل أولمب، ووقع في جزيرة طنوس وقد بقي أعرج من سقطته، وأسس تحت جبل أتنا مكان حدادة وعمل مع Cyclopes سيكلوب، وهم حدادو هذا الإله وليس لكل منهم إلا عين واحدة في جبينه.
|
|
دراسة: حفنة من الجوز يوميا تحميك من سرطان القولون
|
|
|
|
|
تنشيط أول مفاعل ملح منصهر يستعمل الثوريوم في العالم.. سباق "الأرنب والسلحفاة"
|
|
|
|
|
لتعزيز التواصل مع الزائرات الأجنبيات : العتبة العلويّة المقدّسة تُطلق دورة لتعليم اللغة الإنجليزية لخادمات القسم النسويّ
|
|
|