الفصل الثاني عشر

تدقيق الأنظمة الحاسوبية

Auditing Computerized Systems

أهداف الفصل:

يهدف هذا الفصل إلى تمكين القارئ من الإلمام بالأمور التالية:

ـ أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات في تدقيق البيانات المالية.

ـ تأثير الأنظمة الحاسوبية على الأنظمة المحاسبية.

ـ أمن المعلومات الحاسوبية.

ـ تأثير الأنظمة الحاسوبية على الرقابة الداخلية.

ـ المخاطر التي تواجه المدقق في حالة تدقيق الأنظمة الحاسوبية.

ـ منهجية المدقق في تدقيق الأنظمة الحاسوبية.

ـ الرقابة الداخلية على الأنظمة الحاسوبية.

ـ الأدوات والأساليب التي يستخدمها المدقق في تدقيق الأنظمة الحاسوبية.

1. مقدمة

إن استخدام تكنولوجيا المعلومات في مختلف مناحي الحياة يمكنّنا من تحسين جوانب كثيرة من شؤون الحياة على المستوى الفردي وعلى مستوى المجتمع وفي مختلف مجالات الأعمال (2000 ,Gupta). فقد بين Gupta أن نظم المعلومات الناجحة الفعالة تؤدي خدمات جمة للمجتمعات، فهي تساعد في بناء المؤسسات الناجحة، وتساعد هذه المؤسسات في بناء العلاقات الناجحة مع عملائها وبالتالي الحصول على حصة مجزية في سوق المنافسة، وتساعد في مختلف عمليات اتخاذ القرارات وتحسين الإنتاجية وتشجيع المنافسة العالمية (1999 ,Alter .). وكذلك يعتبر قطاع  تكنولوجيا المعلومات من القطاعات التي أصبحت داعماً رئيساً للاقتصاد في البلدان التي أحسنت استخدامها بشكل فعال. فعلى سبيل المثال ذكر (2000 ,Gupta) أن قطاع تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة حقق إيرادات خلال عام 1997 مقدارها 899 مليار دولار مما جعله أكبر قطاعات الأعمال ازدهاراً في تلك السنة.

لقد أصبحت تكنولوجيا المعلومات من أهم الوسائل التي تستخدمها مختلف أنواع منشآت الأعمال الهادفة وغير الهادفة إلى الربح في عملياتها المختلفة؛ سواء كان ذلك في عمليات التخطيط أو الإشراف أو التوثيق أو الشؤون الإدارية أو المحاسبة أو غيرها من اوجه النشاط. وفي نفس الوقت شهدت عملية التدقيق تطوراً متزايداً ضمن مواكبة التطورات في تكنولوجيا المعلومات لدى تلك المنشآت والشركات. ونتيجة لذلك ظهر ما يسمى بتدقيق الأنظمة الحاسوبية أو تدقيق الحاسوب "Computer. Auditing. وشهد هذا المجال تطورات مستمرة وازداد اهتمام مهنة التدقيق به حيث تم إصدار المعايير المهنية التي ترشد المدققين في هذا المجال.

وكذلك أدى التطور في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الأنظمة الحاسوبية الى زيادة الاهتمام باستخدام التقنيات الحديثة في عملية التدقيق وخاصة في تدقيق الأنظمة الحاسوبية حيث أن هذا الأمر سيؤدي إلى التغلب على بعض جوانب القصور البشري في حالة ممارسة الحكم المهني (1988 ,Ashton and Willingham) ، وبالتالي فانه يمكن تحسين كفاءة وفعالية عملية التدقيق. وقد بينت بعض الدراسات في هذا المجال أن استخدام تكنولوجيا المعلومات في عملية التدقيق يؤدي إلى تقليل الوقت المبذول في العمليات الكتابية والمهمات الحسابية الخاصة بأمور كثيرة؛ مثل مخاطر التدقيق وأحجام عينات التدقيق، وبالتالي أدى إلى تقليل الوقت والتكاليف، وتحسين جودة عملية التدقيق، وتوفير أسس افضل لممارسة الحكم المهني من قبل مدققي الحسابات( Manson et al, 1997a, Manson et) 1997 ,al حيث أن المدقق يمكن أن يستخدم برامج الحاسوب التي تستطيع محاورة برامج العميل، وهذه العملية تفيد في مجال سرعة تنفيذ أعمال التدقيق ودقتها. ففي مجال المعاينة على سبيل المثال فان استخدام المدقق لهذه البرامج يمكنه من قراءة جميع مفردات مجتمع الفحص بوقت قصير جداً، وهذا أيضاً يقلل الحاجة إلى العمل الكتابي مما يساعد في إتاحة الوقت الكافي للمدقق للتركيز على الأمور المهمة واستغلال الوقت المتاح بشكل مناسب. كذلك فان استخدام المدقق لبرامج تخزين واسترجاع المعلومات وبرامج المراجعة التحليلية باستخدام الحاسوب يمكّن المدقق من إجراء المقارنات والتحليلات بين الأرقام الفعلية والمخططة. وقد يستخدم المدقق برامج خاصة تساعده في عملية إجراء الاختبارات وفي تكوين رأيه الذي يستخدم فيه درجة من الحكم المهني مما يساعد في دعم عملية اتخاذ القرارات التي يقوم بها مدقق الحسابات وهذه البرامج يطلق عليها ما يعرف بأنظمة الخبراء.