معنى قوله تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						الشيخ ماجد ناصر الزبيدي					
					
						
						 المصدر:  
						التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ج 4 ص53-54.					
					
					
						
						2025-03-21
					
					
						
						811					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				معنى قوله تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ
قال تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26].
 قال علي بن إبراهيم : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ قال : الماء المتصلصل بالطين : مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ قال : حمأ متغيّر « 1 ».
وقال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « إنّ اللّه عزّ وجلّ خلق المؤمن من طينة الجنّة ، وخلق الكافر من طينة النار - وقال - إذا أراد اللّه عزّ وجلّ بعبد خيرا ، طيّب روحه وجسده فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه ولا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره » .
وقال : « الطّينات ثلاث : طينة الأنبياء ، والمؤمن من تلك الطينة ، إلا أن الأنبياء من صفوتها ، هم الأصل ولهم فضلهم ، والمؤمنون الفرع من طين لازب ، كذلك لا يفرّق اللّه عزّ وجلّ بينهم وبين شيعتهم - وقال - طينة الناصب من حمأ مسنون ، وأما المستضعفون فمن تراب ، لا يتحوّل مؤمن عن إيمانه ، ولا ناصب عن نصبه ، وللّه المشيئة فيهم » « 2 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام : « قال أمير المؤمنين عليه السّلام : قال اللّه للملائكة :
{ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ } [الحجر: 28، 29] قال : وكان ذلك من اللّه تقدمة منه إلى الملائكة احتجاجا منه عليهم ، وما كان اللّه ليغيّر ما بقوم إلّا بعد الحجّة عذرا ونذرا ، فاغترف اللّه غرفة بيمينه - وكلتا يديه يمين « 3 » - من الماء العذب الفرات ، فصلصلها في كفّه فجمدت ، ثم قال : منك أخلق النبيّين والمرسلين وعبادي الصالحين ، الأئمّة المهديّين ، الدّعاة إلى الجنّة ، وأتباعهم إلى يوم القيامة ولا أبالي ، ولا أسأل عمّا أفعل وهم يسألون .
ثم اغترف اللّه غرفة بكفّه الأخرى من الماء الملح الأجاج ، فصلصلها في كفّه فجمدت ، ثم قال لها : منك أخلق الجبّارين ، والفراعنة ، والعتاة ، وإخوان الشياطين ، وأئمّة الكفر ، والدعاة إلى النار ، وأتباعهم إلى يوم القيامة ، ولا أبالي ، ولا أسأل عمّا أفعل وهم يسألون . واشترط في ذلك البداء فيهم ، ولم يشترط في أصحاب اليمين البداء للّه فيهم ثمّ خلط الماءين في كفه جميعا فصلصلهما ، ثمّ أكفأهما قدّام عرشه وهما بلّة من طين » « 4 ».
____________
( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 375 .
( 2 ) الكافي : ج 2 ، ص 2 ، ح 2 .
( 3 ) قال المجلسي ( رحمه اللّه ) : لمّا كانت اليد كناية عن القدرة ، فيحتمل أن يكون المراد باليمين القدرة على الرحمة والنعمة والفضل ، وبالشمال القدرة على العذاب والقهر والابتلاء ، فالمعنى : أنّ عذابه وقهره وإمراضه وإماتته وسائر المصائب والعقوبات لطف ورحمة لاشتمالها على الحكم الخفيّة والمصالح العامة ، وبه يمكن أن يفسر ما ورد في الدعاء :والخير في يديك . بحار الأنوار : ج 5 ، ص 238 .
( 4 ) تفسير العياشي : ج 2 ، ص 240 ، ح 7 .
 
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  مقالات عقائدية عامة					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة