اجتمعت حكومات نحو 180 دولة في نيودلهي، الهند لحضور مؤتمر الأطراف الثامن لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ للفترة من 23 أكتوبر 1 نوفمبر 2002، شهد مؤتمر الأطراف تقدم طفيف في مفاوضات المناخ فقد شهدت السنتين الماضيتين انسحاب الولايات المتحدة من بروتوكول كيوتو وزادت دول أخرى من انبعاثاتها الكربونية ، اكد مؤتمر الأطراف الثامن على ان تأثيرات تغير المناخ أصبحت محسوسة واكد الى الحاجة الملحة الى التكيف، وحاولت الأطراف مناقشة عدد من القضايا التي اغفلت سابقاً ومن هذه القضايا المبادئ التوجيهية المحسنة للاتصالات الوطنية غير المدرجة في المرفق الأول وقضايا في اطار الالية المالية والممارسات الجيدة في السياسات والتدابير والتعاون مع المنضمات الدولية ذات الصلة وتم مناقشة الإجراءات الخاصة بالية التنمية النظيفة وقدمت إرشادات إضافية لصندوق اقل البلدان نموا وهذه الخطوات من شأنها ان تعزز تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ. انتهى المؤتمر بإعلان دلهي بشأن تغير المناخ والتنمية المستدامة الذي دعا الدول المتقدمة لبذل المزيد من الجهود في التخفيف من الانبعاثات ونقل التكنولوجيا الى الدول النامية  ولم يخلو مؤتمر الأطراف الثامن من الانقسامات المعتادة بين البلدان المتقدمة والنامية بشأن عدد من القضايا ، اذ تأملت العديد من البلدان في انهيار ثنائية البلدان النامية والمتقدمة الامر الذي من شأنه ان يكشف عن تنوع المصالح بين البلدان غير المدرجة في المرفق الأول ، فقد اكد اعلان دلهي على التنمية والقضاء على الفقر لكونها من الألويات الأساسية في البلدان النامية وتنفيذ التزامات اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ وفقاً للمسؤوليات المشتركة لكنها متباينة مع اولويات التنمية والظروف وهو بهذا الإعلان لا يدعو الى توسيع الالتزامات. انتهى مؤتمر الأطراف بالانقسام المعتاد بين مواقف الدول النامية والمتقدمة ، فقد اكدت مسودة اعلان دلهي على التكيف ولم تتضمن أي إشارة الى بروتكول كيوتو الامر الذي افرح دول منظمة أوبك ، وبالرغم من انقسام المناقشات الا انه هناك استثناءات مهمة اذا ابدت الولايات المتحدة موقف مجموعة الـ 77 والصين وكانت الدولة الوحيدة التي أعربت عن رضاها التام عن اعلان دلهي الذي لا يدعو الى أي إجراءات للمتابعة على الاطلاق ، ان موقف الولايات المتحدة التاريخي المؤيد لإعلان دلهي الضعيف جاء بعد رفضها لبروتكول كيوتو نظراً لحاجتها الى حلفاء من الدول النامية لدعم حربها ضد الإرهاب. اتسم مؤتمر الأطراف الثامن بالمطالبات والمطالبات المضادة بشأن طبيعة التكيف والتخفيف التي يراها البعض وجهين لعملة واحدة في حين يرى اخرون ان التخفيف والتكيف قضيتين منفصلتين فالتخفيف ينطبق على البلدان المتقدمة بينما ينطبق التكيف على البلدان النامية ولكن محاولات اعلان دلهي في تحقيق التوازن بين التكيف والتخفيف فشلت ، وفي اطار مناقشات التوجهات المحسنة للبلاغات الوطنية عدم وجود توازن بين متطلبات الإبلاغ عن التكيف والتخفيف فالبلدان النامية لديها مصلحة في الإبلاغ عن احتياجاتها للتكيف ولكن عدم تقديم المعلومات المطلوبة يجعل من الصعب على البلدان النامية تأمين التمويل في حين ان المعلومات الجيدة عن انبعاثات الدول النامية قد تفتح الباب امام توسيع الالتزامات ، ان استخدام مجموعة الـ 77 والصين مؤتمر الأطراف لمناقشة الاثار السلبية للسياسات والتدابير على البلدان النامية لضمان تركيز الوفود على مسألة التكيف في الدول النامية بدلاً من التخفيف فقد اشارت المناقشات الى ان حول السياسات والتدابير ان انبعاثات الأطراف مستمرة في لارتفاع وان سياستها وتدابيرها غير مصممة للحد من الاثار السلبية في حين يرى آخرون ان التكيف سيكون عديم الفائدة ما لم يتم التخفيف من تغير المناخ كما فشل المفاوضون في تقديم إرشادات إضافية لصندوق تغير المناخ ولم يتوصل المفاوضون الى استنتاجات جوهرية في قضايا أخرى مثل السياسات والتدابير والتجارة في الطاقة النظيفة والاثار الضارة.