معنى قوله تعالى فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2022
![]()
التاريخ: 2023-04-13
![]()
التاريخ: 2024-06-11
![]()
التاريخ: 2023-04-04
![]() |
معنى قوله تعالى فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ
قال تعالى : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } [الحجر: 94 - 96].
قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : « مكث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بمكّة بعد ما جاءه الوحي عن اللّه تبارك وتعالى ثلاث عشرة سنة ، منها ثلاث سنين مختفيا خائفا لا يظهر حتى أمره اللّه عزّ وجلّ أن يصدع بما أمره به ، فأظهر حينئذ الدّعوة ».
وقال الحسين عليه السّلام : « إنّ يهوديّا من يهود الشام وأحبارهم كان قد قرأ التّوراة والإنجيل والزّبور وصحف الأنبياء عليهم السّلام وعرف دلائلهم ، أتى إلى المسجد فجلس ، وفيه أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وفيهم علي بن أبي طالب عليه السّلام ، وابن عبّاس ، وأبو معبد الجهني ، فقال : يا أمّة محمد ، ما تركتم لنبيّ درجة ، ولا لمرسل فضيلة إلّا نحلتموها نبيّكم ، فهل تجيبوني عمّا أسألكم عنه ؟ فكاع « 1 » القوم عنه ، فقال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام : نعم ، ما أعطى اللّه عزّ وجلّ نبيّا درجة ، ولا مرسلا فضيلة إلّا وقد جمعها لمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، وزاد محمّدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم على الأنبياء أضعافا مضاعفة.
فقال له اليهوديّ : فهل أنت مجيبي ؟ قال : نعم ، سأذكر لك اليوم من فضائل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ما يقرّ اللّه به أعين المؤمنين ، ويكون فيه إزالة لشكّ الشاكّين في فضائله صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، إنّه كان إذا ذكر لنفسه فضيلة ، قال : ولا فخر ، وأنا أذكر لك فضائله غير مزر بالأنبياء ، ولا منتقص لهم ، ولكن شكرا للّه على ما أعطى محمّدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مثل ما أعطاهم ، وما زاده اللّه ، وما فضّله عليهم.
فقال اليهوديّ : إني أسألك فأعدّ له جوابا . قال له علي عليه السّلام : هات ، فذكر له اليهودي ما أعطى اللّه عزّ وجلّ الأنبياء ، فذكر له أمير المؤمنين عليه السّلام
ما أعطى اللّه عزّ وجلّ محمدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في مقابلة ما أعطى اللّه تعالى الأنبياء ، وزاد محمّدا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عليهم.
وكان فيما قال له اليهودي : فإنّ هذا موسى بن عمران عليه السّلام قد أرسله اللّه إلى فرعون ، وأراه الآية الكبرى . قال له عليّ عليه السّلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أرسله إلى فراعنة شتّى مثل : أبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة ، وأبي البختري ، والنّضر بن الحارث ، وأبيّ بن خلف ، ومنبّه ونبيه ابني الحجّاج ، وإلى الخمسة المستهزئين : الوليد بن المغيرة المخزومي ، والعاص بن وائل السّهمي ، والأسود بن عبد يغوث الزّهري ، والأسود بن المطلب ، والحارث بن الطلاطلة . فأراهم الآيات في الآفاق وفي أنفسهم ، حتى تبين لهم أنّه الحقّ .
قال له اليهوديّ ، لقد انتقم اللّه عزّ وجلّ لموسى عليه السّلام من فرعون ! قال له عليّ عليه السّلام : لقد كان كذلك ، ولقد انتقم اللّه جلّ اسمه لمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من الفراعنة ، فأمّا المستهزئون ، فقال اللّه عزّ وجلّ : إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ فقتل اللّه خمستهم ، كلّ واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد ، فأمّا الوليد بن المغيرة فمرّ بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق ، فأصابته شظيّة منه ، فانقطع أكحله حتى أدماه ، فمات وهو يقول : قتلني ربّ محمّد ، وأمّا العاص بن وائل السّهميّ ، فإنّه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر ، فسقط فتقطّع قطعة قطعة ، فمات وهو يقول : قتلني ربّ محمد ، وأمّا الأسود بن عبد يغوث ، فإنّه خرج يستقبل ابنه زمعة ، فاستظلّ بشجرة ، فأتاه جبرئيل ، فأخذ رأسه فنطح به الشجرة ، فقال لغلامه : امنع هذا عنّي ، فقال : ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلّا نفسك ، فقتله وهو يقول : قتلني ربّ محمّد ، وأمّا الأسود بن المطلب ، فإنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم دعا عليه أن يعمي اللّه بصره ، وأن يثكله بولده ، فلمّا كان في ذلك اليوم ، خرج حتّى صار إلى موضع ، أتاه جبرئيل بورقة خضراء ، فضرب بها وجهه فعمي ، وبقي حتّى أثكله اللّه عزّ وجلّ بولده ، وأمّا الحارث بن الطلاطلة ، فإنّه خرج من بيته في السّموم ، فتحول حبشيا ، فرجع إلى أهله ، فقال : أنا الحارث ، فغضبوا عليه وقتلوه ، وهو يقول : قتلني ربّ محمد ».
وروي أن الأسود بن الحارث أكل حوتا مالحا ، فأصابه غلبة العطش ، فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات وهو يقول : قتلني ربّ محمد.
« كلّ ذلك في ساعة واحدة ، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقالوا له : يا محمّد ، ننتظر بك إلى الظهر ، فإن رجعت عن قولك وإلّا قتلناك . فدخل النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فأغلق عليه بابه مغتمّا لقولهم ، فأتاه جبرئيل عليه السّلام عن اللّه من ساعته ، فقال : « يا محمد ، السّلام يقرأ عليك السّلام ، وهو يقول لك :
فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ يعني أظهر أمرك لأهل مكّة ، وادعهم إلى الإيمان . قال : يا جبرئيل ، كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني ؟ فقال له : إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ قال : يا جبرئيل ، كانوا الساعة بين يديّ ؟ قال : كفيتهم . فأظهر أمره عند ذلك ، وأمّا بقيتهم من الفراعنة ، فقتلوا يوم بدر بالسّيف ، وهزم اللّه الجمع وولّوا الدّبر » « 2 ».
وقال الطبرسيّ : {الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ} أي : اتخذوا معه إلها يعبدونه فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ هذا وعيد لهم ، وتهديد « 3».
____________
( 1 ) كعت عن الشيء أكيع لغة كععت عنه أكعّ إذا هيبته وجبنت عنه . « لسان العرب - كوع - ج 8 ، ص 317 » .
( 2 ) الاحتجاج : ص 210 .
( 3 ) مجمع البيان : ج 6 ، ص 133.
|
|
هدر الطعام في رمضان.. أرقام وخسائر صادمة
|
|
|
|
|
كالكوبرا الباصقة.. اكتشاف عقرب نادر يرش السم لمسافات بعيدة
|
|
|
|
|
شعبة التوجيه الديني النسوي تحتفي بولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
|
|
|