أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-31
![]()
التاريخ: 4-12-2019
![]()
التاريخ: 29-12-2020
![]()
التاريخ: 18-1-2017
![]() |
وما إن تخليت عن فكرة المادة الباريونية، حتى تجد أن المرشح التالي للمادة المظلمة هو النيوترينو. ولا أقصد أن النيوترينو جسيم مألوف لنا، بمعنى أننا عرفناه من خلال تجربتنا الحياتية اليومية، بيد أنه جسيم عرفه الفيزيائيون منذ عقود من الزمن وينتج النيوترينو في العديد من المفاعلات النووية، التي تتضمن تلك المتأججة في الشمس. والمشاركة في العمليات الكونية أثناء فترة تخليق النوى خلال الانفجار الأعظم. ولإعطائك فكرة تقريبية عن عدد النيوترينوات في الكون، يمكننا استخدام قاعدة الحدس ن: لو أن نيوترينو واحد موجود في الوقت الحاضر، نتج عن كل تفاعل نووى حدث في أي وقت مضى. تظهر الإحصائيات أنه ربما كان ما يقرب من بليون نيوترينو أنتج أثناء الانفجار الأعظم لكل بروتون، ونيوترون أو إلكترون، وكل حجم في الفضاء بمقياس أبعاد جسمك، يحتوى على نحو عشرة ملايين من تلك النيوترينوات الغابرة وهذا لا يدخل في حسبانه، تلك النيوترينوات التي أنتجت مؤخراً في النجوم. ومن الواضح أن أى جسيم منتشر بهذا الشكل، يكون له - من حيث المبدأ - تأثير جوهري على بنية الكون، إذا كانت له كتلة.
وقد افترض وجود النيوترينو في الثلاثينيات من القرن العشرين، وفي النظريات التقليدية، أن النيوترينو جسيم يتفاعل بضعف شديد، مع أنواع المادة الأخرى. ولأنه ليس له كتلة، فإنه يرتحل بسرعة الضوء والمزيد من المعلومات عن النيوترينو لخدمة أغراضنا في هذا الكتاب، فإن معنى أن كتلته صفر، أنه لا يمارس أي قوة تجاذبية. وبالتالي، فإذا كانت النظرية التقليدية صحيحة، فليس ثمة أهمية لعدد النيوترينوات التي يمكن أن تحوم حولنا في الكون، إذ إنها لن تستطيع التأثير في الظواهر الكونية
مثل التقلص التجاذبى فى المجرات أو البنى الأخرى، مما يوحي بأن النيوترينو - على الرغم من الانتقادات الشديدة في النظرية التقليدية - ربما تكون له كتلة ضئيلة للغاية غير صفرية.
في هذه الحالة إذن فإن ضرب حتى كتلة ضئيلة بالعدد الهائل للنيوترينوات في الكون، يمكن أن يكون حاصلها كتلة كلية للنيوترينو، تكون كبيرة إلى حد أنها تجلب كثافة الكتلة إلى قيمتها الحرجة. وسيناريو الكون الذي تسيطر عليه النيوترينوات، يمكن أن يأخذ الشكل التالي: إن النيوترينو هو أحد الجسيمات الذي تضعف تفاعلاته مع المادة كلما انخفضت درجة الحرارة. وهذا يعنى أن النيوترينوات، سوف تتوقف عن ممارسة قوة على المادة التي تم فك تقارنها عن المادة العادية، قبل زمن طويل من قيام الإشعاع العادى بنفس هذا الدور. ووفق أفكارنا الحالية، فإن ذلك حدث بعد نحو ثانية واحدة من الانفجار الأعظم. وبعد هذا، تمددت النيوترينوات وبردت، وهكذا أنشأت نوعاً من صورة مرأة لإشعاع الموجات الدقيقة الخلفية للكون.
وإحدى الطرق التي يمكن بها تفسير عملية فك تقارن النيوترينو، القول بأنه يحدث عندما يرتحل النيوترينو، خلال المادة، حيث إنه من غير المحتمل أن يتفاعل مع تلك المادة. وثمة عاملان يؤثران على تلك الاحتمالية كثافة المادة (التي تخبرنا كم مرة تقترب النيوترينوات من الجسيمات الأخرى) وكذلك احتمالية أن يقترب النيوترينو من جسيم آخر، وحدوث تفاعل بينهما. وعندما كان عمر الكون ثانية واحدة كانت درجة الحرارة منخفضة إلى الحد أن سقطت هذه الاحتمالية الأخيرة، وشكلت النيوترينوات سحابة ممتدة وباردة، لم تعد تتفاعل مع المادة العادية. ولو كانت النيوترينوات كتلة ضئيلة، عندئذ يمكن لها أن تتكتل بقوة معا تحت تأثير الجاذبية بعد هذه الفترة الزمنية،
وتشكل تركيزات جاهزة مسبقاً في كل أرجاء الكون، حيث تتشكل عندها المجرات فيما بعد. وبناء على ذلك، سوف يبدو لنا أن النيوترينو الثقيل - إذا كان موجودا - مرشح مثالي كأحد مكونات المادة المظلمة.
ومع هذا ، إذا كانت للنيوترينوات كتلة ضئيلة، سوف ترتحل بسرعة قريبة من سرعة الضوء، عندما يفك تقارنها . وهذا يعنى أنها سوف تكون ذلك النوع من المادة المظلمة التي أطلقنا عليها صفة ساخنة". ومن ثم سوف تقودنا إلى نظرية الكون يطلق عليها من أعلى إلى أسفل، وكل المجادلات التي ثارت ضد المادة المظلمة الساخنة في الفصل السابع، يمكن أن تستدعى لتعترض عليها . وبالإضافة إلى هذا، فثمة مجادلات أكثر تفصيلاً التي يمكن إثارتها ضد النيوترينوات الثقيلة، كمرشحات للمادة المظلمة. وهذه المجادلات، وأخريات شبيهة بها، قد دفعت بمعظم علماء الكون، إلى الابتعاد عن فكرة اعتبار أن النيوترينوات الثقيلة مرشحات للمادة المظلمة. ويبدو هذا مقنعا للغاية، ولكن ينتابهم الضعف إذا وجهوا بالسبب الأكثر أهمية لرفض هذا الافتراض.
وإذا نظرنا إلى الأمر بأقصى بساطة ممكنة، نجد أنه ليس ثمة دليل جلى لا مجال للشك فيه أن النيوترينو ليست له أى كتلة أخرى إلا الصفرية. وقد يبدو لك أن الأمر غريب أن بعد كل هذا الجهد الذي بذل على فكرة لم يتم التحقق من صحتها أولاً في المختبرات، بيد أن قصة النيوترينو الثقيل، أكثر تعقيداً من هذا، وفي الواقع، يعد ذلك صورة إيضاحية جيدة والتي أمكنني الحصول عليها للطريقة التي تعمل بها آلية البحث العلمي، لاستبعاد النتائج غير الصائبة. إذن، قبل أن نستمر في بحثنا، أود أن أستطرد قليلاً وأخبرك عما يحلو لي أن أطلق عليه طفرة النيوترينو الثقيل".
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
شعبة التوجيه الديني النسوي تحتفي بولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
|
|
|