أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-9-2021
![]()
التاريخ: 11-7-2019
![]()
التاريخ: 6-10-2021
![]()
التاريخ: 2025-03-09
![]() |
لغة الإعلام هي اللغة الثالثة
في الواقع إن بعض الصحافيين المعاصرين استحدثوا مصطلح (اللغة الثالثة) ويقصد بها تلك السمات اللغوية التـي تخالف أحياناً الضبط اللغوي، ويدعونها بلغة رجال الإعلام (المستوى الثالث) وهي لغة بين العامية أو ما يقرب إليها. وكانت تحمل مصطلح (لغة مشتركة) عند المتخصصين، ويستعملها الخاص والعام، وتتسع فيها الفرص للتعبير بها بيسر، وتستوعب كل مجالات الحياة وتُسهم في مزيد من ديمقراطية العلم والمعرفة، وتعمل على تضيّيق الفجوات الثقافية بين طبقات المجتمع... تِلْكُم بعض الحجج التي يأتي بها أصحاب اللغة الثالثة ويتنادون جهاراً بأن الفصحى مقعرة وصعبة الفهم، ولغة الإعلام سريعة ومتغيّرة فالحل في اتخاذ هذه اللغة المستوى الثالث للعيش ضمن متغيرات العصر السّريع. وهناك من ينتصر إلى هذه اللغة المستوى، ويرى أن لها محاسنَ من مثل وصول العربية سهلة إلى استعمالها لدى الشباب وتعمل إلى حد ما للوصول باللغة إلى النقلة النوعية نحو التفصيح السّهل كما تعمل على تحقيق المزيد من الترابط والتماسك الحضاري، وتُلبّي أحياناً بعض المطالب اللغوية القديمة، وتُعالج بعض المسكوكات الفصيحة... وأمام هذا لا ننفي قوة بعض الحجج ولكن لا ننكر كذلك أن هذه اللغة أحياناً تُبعد الناس عن لغة الأمة، فعلى مر الأيام سيقع التنصل من لغة الإجماع، وعلى مر الزمان يُصبح تراثنا غريباً ويفهم بالمعاجم، أضف إلى ذلك عدم اهتمام هذا الجيل بالمتون والدراسات القديمة وانشغالهم بوسائل التقانات المعاصرة وفي غالبها تحمل ثقافة سطحيّة. وما كان منتظراً منها الترقيّة التدرجيّة لمبانيها ومعانيها؛ لتعود إلى وضعها الفصيح، وينتظر منها السّعة والمرونة الكافيتين في استغلال المخزون اللغوي المكتسب للصحافي أثناء دراساته لا الانتكاس في لغته، كمــــا ينتظر من الصحافيين أن تكون لغتهم التي تميل إلى المستوى الثالث تعيش التطور للتسويق الإعلامي للغة المشتركة، وتكون عنبة في الأسماع وتلاً على الأفواه وتعلق في القلوب، وتتجسد في الأذهان. إن اعتماد المستوى الثالث لا يلغى اجتهاد الإعلامي في التألق في نيل المستويات اللغويّة العالية، ولا يعني هذا إلغاء هذا المستوى الثالث، أو إلغاء العاميات، فلكل واحدة مستواها الخاص بها، ولكلّ واحدة محالها الخاصة بها وبخاصة في ميدان الفنّون ولسنا ضد هذا المستوى بقدر ما نقول: كان علينا أن ننطلق من وعي لغوي ثقافي وحضاري، ومن إرادة ثابتة نابعة من إيماننا الكامل بأن تطوير العربية قضية جوهريةً، وعلى المجتمع تحمّل مسؤولياته في هذا المجال ويقع العِوَلُ في المقام الأول على المدرسة والاعلام والمُبدع فأن يكون هذا المستوى مقبولاً ولكن ما هي حدوده؟ وما هي مجالاته؟
ومن خلال هذا الكتاب؛ نعلم بأنّ العولمة تؤدّي إلى تخفيض قيمة بعض اللغات ومنها العربيّة، وهذا بسبب أنّ بعض اللغات تجعل التواصل بها سهلاً، وبعض اللغات ليس من السهولة، وبالتالي هناك قيمة سوقية للغات، ولكن لا يجب عدم التواصل بعربيتنا بدعوى العولمة اللغويّة، بل نبحث في سبل الانتقال بالعربية من وضع القانون إلى وضع الاستعمال، وفي سبل الانتقال بالعربية المحلية الشفاهية أن تنال موقعها العالي، ولا يجب الانتقال باللغة إلى مستوى العاميات؛ فهو تخريب لها ونزول شاقولي. ولذا ندعو الصحافيين للابتعاد عن التهجين اللغوي، وعدم الخوض في استعمال العاميات، إلا في مجالاتها التي لا تصلح فيها إلا العاميات، وتوضع الحدود الدنيا لكل المستويات اللغوية، بين ما هو من المسموح، وما هو من الجواز وما هو من المسائل الخلافية، وتلك حدود لغة الصحافي النبيه الذي ينشط بين الحدود، لا خارج الحدود ولا يقع التماهي في الاستعمال المفتوح؛ وذلك ما يؤدّي بنا إلى الانتكاس أو العودة إلى توظيف العاميّات، بمقولة ( المهم هو الفَهْم) علماً أنّ الصحافي في أصله يعمل على ترقية ذوق القارئ المُستمع/ المشاهد في لغته وبلغته، ولا نريده أن ينساق وراء التلهيج، ونقول لكم : كيف تلجؤون إلى لغة فقيرة لتمدكم بالزاد اللغوي؛ وهي فقيرة معدمة، ألا تعلمون أنّ فاقد الشيء لا يعْطِيَهُ؟
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تنشر لافتات احتفائية بذكرى ولادة الإمام الحسن (عليه السلام)
|
|
|