أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-8-2020
![]()
التاريخ: 31-8-2021
![]()
التاريخ: 18-9-2021
![]()
التاريخ: 15/12/2022
![]() |
الإعلام ومراعاته منطق اللغة
للغات الطبيعيّة منطق بنيت عليه قواعدها وأساليبها، فلا توجد الاعتباطية في المبنى؛ وإن وقع الاختلاف في المعنى. ولذلك فإن الاتصال اللغوي اعتمد على متكلّم ومُستمع ورسالة لغوية اصطلح عليها، وكان الاصطلاح منطقياً، وإلا لما وصلت الرسالة. ومن هنا، تحدّدت المناشط اللغوية في إطار أسلوب واقعي ارتضاه الطرفان، وتداولاه حتى يتواصل الفهم اللغوي، وبذلك كانت المباني ناجحة وموفّقة، وحققت أهدافها، وكانت الرسالة اللغوية صحيحة وناجحة، وكل ذلك كان في إطار تطويق اللغة بالقيود التي لم تغلق طريق التطور الطبيعي الذي هو سمة اللغات الطبيعيّة. وهذا ما نريد أن يدركه مستعملُ اللغة بأن اللحن يبقى لحناً؛ ولن جميع ترضى عنه الجماعة اللغوية، ولو أنّ الفرد المستسهل يرضى بذلك. فلا بد أن نسيج معاً العربية الصحيحة بحدود الرفع بمستوى السامع، لا أن ننزل إلى مستوى الخطأ ونقول: خطأ شائع مقبول؛ لأن الصواب مهجور.
ومن خلال هذا نقول: يا رجال الإعلام حذار من الأخطاء؛ إن المجد اللغوي لا يقل عن مجد الأمة، وشرّ ما تُبتلى به المجتمعات أن يصبح الخطأ قاعدة محتذاة وعند ذلك نصوّغ له بقاعدة الخطأ المشهور أفضل من الصواب المهجور. ولكن يجب العلم بأن الحفاظ على اللغة العربيّة يكمن في العمل على تجدّدها وتطورها وفي تقويمها اللغوي في ضوء الشاهد القرآني، وخلودها لا يكون إلا بمسايرتها للواقع اللغوي المستجد. إنّ خلود اللغة العربيّة في تنقيتها الدائمة من الشوائب العالقة بها وهي ليست من جنسها، فتدخل الضيم عليها، وتحيط بجهاتها، وتجعلها في قفص مغلق لا تحيد عنه، وبذلك يكتب لها الفناء.
اعلموا أيّها الإعلاميون بأنّ للعربيّة مجداً أثيلاً، ولكن نريد من هذا المجد أن يتماهى في الحداثة، وينال موقعاً فيها بالثبات على صورته وتغيير دلالاته، ومع ذلك فلا يجب أن نغتر بكلِّ المُستجدات إلا التي تعمل على المستجدات المكملة للمتون. وهنا لا بدّ من وعي لغوي بحجيّته العلميّة، والوعي بالجانب العلمي والاقتصادي وهندسة اللغات، ومختلف التشجيرات، وبعالم الرموز والمختصرات وتسهيل نحو المأثورات. فنريد من لغتنا أن تعرف مختلف الدلالات من:
التخصيص إلى التعميم وإلى الانتقال، وهذا لا تحققه إلا لغة الإعلام. ونرى أن لغة الإعلام بما تتضمنه مختلف الأنشطة كفيلة أن تعطي صورة قديمة حديثة للعربية في أبهى تجلياتها.
ومرة أخرى نؤكّد بأن المحافظة على اللغة في قوانينها قاعدة أساس، ولا جدال فيها والصحافي في بعض المقامات يحتاج إلى تنبيه؛ لأنّه يضطر في كثير من الحالات إلى ممارسة العدوان اللغوي وقد يعمل ذلك التشويه بحق العربيّة؛ فيهينها بالأخطاء وبإدخال مناويل ليست من خصوصياتها. ولا بدّ أيّها الصحافيون - من محو العيش في المنفى اللغوي الخاطئ؛ باحترام قوانين اللغة، وبممارستها كي تدخل في المنوال الاستعمالي الهادي، ومن الضرورة القصوى الابتعاد عن الخطأ فهو يشين بعملك كصحافي.
ولكن نسأل: لماذا أصبح الخطأ مقبولاً؟ هي فرية سمعناها وقبلناها، فبدل العودة إلى الصواب نتمادى في الباطل، وننسى أن لكل لغة قوانينها وأحكامها في ألفاظها وتراكيبها، فمن حاد عنها أصبح على غير صواب. فلا بدّ من الدفاع عن الصواب وجدير بنا حسم أمور البيان بقواعد تجري على الأفواه (جري اللغة على الألسنة هي الفصاحة) ونعلم بأن قوة اللغة بقوة التواصل الأدبي، ولذلك تُقاس قوة الأمة بما يتوافر لها من أفراد من نوع اللغويين والأدباء المهرة الذين يستثمرون طاقاتهم الإبداعيّة في تحسين أداء اللغة، والارتقاء بها إلى مواجهة التحديات المختلفة، وإلى مستوى العصر الذي يعيشون فيه. ويجب العلم بأنّ العربيّة لغة ديناصورية شاملة فهي عريقة الأثل قويمة الأصل، حافظت على متنها بواسطة القرآن، وكان تراثها التليد زاخراً فيّاضاً. ولكن كيف تحافظ على متنها الزاخر، وتزيد فيه من الحياة المعاصرة ما يجعلها تجمع بين الأصالة والحداثة، ليس بالإدمان على حبّها دون تحريكها، بل بالاعتزاز بها ضمن متغيّراتها واشتقاقاتها.
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تنشر لافتات احتفائية بذكرى ولادة الإمام الحسن (عليه السلام)
|
|
|