المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Borwein Conjectures
21-8-2019
قواسم الصفر Zero Divisors
25-11-2015
القواعد البيريميدينية Byrimdine Bases
25-1-2021
معلومات المحقق
16-3-2016
بعض الظاهرات الساحلية المنخفضة
13-4-2016
الاحداث الداخلية بعهد عبد الملك بن مروان
7-12-2018


الأنماط أو الطرق التربوية في القرآن / التربية بالسلوك  
  
245   12:08 صباحاً   التاريخ: 2025-03-10
المؤلف : د. بلال نعيم
الكتاب أو المصدر : التربية والتعليم في القران الكريم
الجزء والصفحة : ص 131 ــ 134
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

المقصود هو التربية بالسلوك في مقابل التربية بالمفاهيم أو بالتنظير، وهو ديدن القرآن الذي يريد الهداية للناس، وهي هداية واقعية وعملية وليست مجرد تغنّ بالمفاهيم الراقية والمبادئ المقدّسة، إنها هداية تطال جميع شراشر الوجود للإنسان الذي يجب أن يصبح إلهياً من شعره إلى أخمص قدميه، وفي المواقع الحساسة للسلوك إلى أدق تفاصيل الحياة ولا يكون ذلك متيسراً إلا باعتماد أقرب الطرق إلى قلب ذلك الإنسان من أجل تغييره والتأثير فيه؛ من هنا تأتي أهمية كل الأنماط التربوية التي استخدمها القرآن الكريم من أجل بلوغ هدف الهداية للناس، ومن جملة الأمثلة على هذا النمط:

ـ التربية على صدق الوعد من خلال سلوك نبي الله إسماعيل (عليه السلام).

ـ التربية على التسليم من خلال رضا نبي الله إسماعيل (عليه السلام) أن يذبحه أبوه تطبيقاً للأمر الإلهي.

- التربية على تحمّل أذى الزوجة أو الزوجات، من خلال سلوك النبي (صلى الله عليه وآله) مع نسائه.

ـ التربية على بر الوالدين مهما كانا فاسدين، من خلال سلوك إبراهيم (عليه السلام) مع عمه آزر الذي كان بمثابة أبيه.

- التربية على تحدي الكافرين والظالمين، من خلال سلوك إبراهيم (عليه السلام) مع النمرود ومع أصنامه وأزلامه.

ـ التربية على الإطعام وعلى رعاية الأيتام من خلال سلوك الزهراء (عليها السلام) وأهل بيتها مع المسكين واليتيم والأسير.

ـ التربية على الدعاء وطلب الحاجة من الله وعدم اليأس من رحمة الله، سلوك زكريا (عليه السلام) مع كبر سنه، وسلوك يعقوب (عليه السلام) في انتظار عودة يوسف (عليه السلام).

ـ التربية على الوفاء وعدم الخيانة، سلوك يوسف (عليه السلام) مع زوجة العزيز.

- التربية على العفة والطهارة، سلوك مريم (عليها السلام) مع أهلها ومع طفلها ومع قومها.

ـ التربية على الشجاعة والقوة من خلال سلوك ذي القرنين.

ـ التربية على عدم الرضوخ للواقع، والبحث عن الحقيقة أينما كانت من خلال سلوك أهل الكهف.

ـ التربية على الإنفاق وعدم البخل، من خلال سلوك أصحاب الجنة الذين خسروا كل شيء لأنهم بخلوا.

ـ التربية على عدم الكبر والتجبّر من خلال سلوك قارون مع قومه وما حصل معه.

ـ التربية على عدم الحسد من خلال سلوك أخوة يوسف، وسلوك قابيل وسلوك إبليس.

ـ التربية على عدم أذية المؤمنين من خلال سلوك زوجة أبي لهب.

وهكذا في الاتجاهين الإيجابي والسلبي قدم القرآن المفاهيم التي يريد تعميمها وإفهامها وصولاً إلى امتثالها أو اجتنابها، قدمها على نحو سلوكي رائع، يمكن أن يصل وبسرعة إلى جميع المستويات العمرية، ومن دون حاجة إلى مؤونة زائدة في الشرح والتحليل.

وتعتبر التربية بالسلوك من أهم الأنماط التربوية الحديثة، حيث يكفي الإنسان المربي أن يسلك سلوكاً حسناً ليتم الإرشاد إليه وأن يبتعد ويتجنّب سلوكاً سيئاً ليتم الإرشاد إلى تركه والابتعاد عنه (وإن أفضل وأفعل الأنماط التربوية هو هذا النمط السلوكي الذي يجعل السلوك يترشح من السالك إلى محيطه وإلى من هو أدنى منه). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.