نماذج الاختيار في ظل المخاطرة 

رغم تعدد أساليب ونماذج قياس المخاطرة، ورغم أنها تحظى بالقبول إحصائياً إلا أنه لا يمكن القول أن أحد تلك الأساليب هو الأفضل في جميع الحالات، ورغم إمكانية التغلب على ذلك باستخدام أكثر من أسلوب في نفسر الوقت بما يحقق دقة وثقة أكثر في النتائج التي يتم التوصل إليها إلا أن تلك النتائج لا تعني أكثر من توفير معلومات إضافية تساعد متخذ القرار على المفاضلة بين البدائل، ويتوقف القرار النهائي على عوامل أخرى لعل من أهمها . دالة منفعة متخذ القرار ودرجة تفضيله للمخاطرة، ويتطلب ذلك بالضرورة التعرف على بعض النماذج المستخدمة في العديد من الدراسات السابقة والتـي يمكن الاستعانة بها لدراسة وتحليل سلوك الأفراد عند اتخاذ القرارات في حالة المخاطرة فيما أطلق عليه نماذج الاختيار في ظل المخاطرة Risky Choice .Models

وتستند تلك النماذج إلى كل من الإحصاء والاقتصاد كما ترتبط بدرجة كبيرة بعلم النفس والجوانب السلوكية لمتخذ القرار لذلك تعتبر أحد أنواع النماذج الأساسية لمعالجة المعلومات ذهنياً Human Information Processing ، وتستخدم بعض هذه النماذج في تحديد ما يجب أن يكون عليه السلوك عند اتخاذ القرار بينما يستخدم البعض الآخر في وصف السلوك الفعلي لاتخاذ القرار وتقوم على أن القرارات تتأثر أساساً بالاحتمالات، وتفرق بين الاحتمالات الموضوعية Objective والحكمية Subjective كما تفرق بين القياس الموضوعي للقيمة (القياس الكمي والنقدي) والقياس الحكمي للقيمة (قياس المنفعة).

نماذج التوقع Expectation models

تعتبر نماذج التوقع أحد أهم نماذج الاختيار في ظل المخاطرة وتقوم عل افتراض أن متخذ القرار يختار البديل الذي يحقق أقصى قيمة أو منفعة متوقعة، ويمكن أن نميز بين أربعة أنواع لنماذج التوقع استنادا لكيفية قياس الاحتمالات (موضوعية أم حكمية)، وكيفية قياس القيمة (موضوعية أم حكمية)

ويتضح ذلك من خلال الجدول التالي:

وتتحدد القيمة المتوقعة لنتيجة معينة عموماً بحاصل ضرب القيمة الأصلية في احتمال تحققها، ويتم تفسير نماذج التوقع الأربعة على النحو التالي:

1. نموذج القيمة المتوقعة، وفيه تتحدد كل من نتائج القيم الممكنة واحتمالات حدوثها على أساس موضوعي كما أن n تمثل عدد النتائج المترتبة على بديل معين مقاسة بوحدات كمية أو نقدية.

2 .نموذج المنفعة المتوقعة، وفيه تتحدد قيمة المنفعة على أساس حكمي بينمــا احتمالات حدوثها على أساس موضوعي كما أن n تمثل عدد النتائج الممكنة المترتبة على بديل معين مقاسه بوحدات المنفعة.

3. نموذج القيمة المتوقعة الحكمية، وفيه تتحدد نتائج القيم الممكنة على أساس موضوعي بينما احتمالات حدوثها على أساس حكمي كما أن n تمثل عدد النتائج الممكنة المترتبة على بديل معين مقاسة بوحدات كمية أو نقدية.

4. نموذج المنفعة المتوقعة الحكمية، وفيه تتحدد كل من قيمة المنفعة واحتمالات حدوثها على أساس حكمي كما أن n تمثل عدد النتائج الممكنة المترتبة على بديل معين مقاسه بوحدات المنفعة.

وتستند نماذج التوقع بصفة عامة إلى الإطار العام لنموذج المنفعة المتوقعة الحكمية فيما يتصل بدوال المنفعة والتفضيل لدى متخذي القرارات وتم تناولها بعدة انتقادات لنظرية المنفعة وفروضها والبديهيات التي تقوم عليها، وكيفية انتهاكها من جانب متخذي القرارات في بعض مواقف الاختيار بل أن مقدرتها على التنبؤ بالاختيارات الحقيقية للأفراد تصبح محل شك كبير وربما تنعدم تماماً في حالات مواقف الاختيار الأكثر تعقيداً.

وبخلاف نماذج التوقع السابقة توجد عدة نماذج أخرى للاختيار بين البدائل في ظل ظروف المخاطرة مثل نماذج العزوم الأعلى Higher Moments Models، ونماذج أبعاد الخطر Risk Dimension Models ، وكذلك النماذج التشكيلية المركبة Lexicographic Models ، وأخيراً نموذج الاستبعاد بالهيئة Elimination- by- Aspects Model. وسنتناول تلك النماذج باختصار في النقاط التالية.