المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6518 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Periodic Trends: Ionization Energy
4-11-2020
حقوق الزوجة.
2024-03-10
مقومات السياحة الطبيعية - المناخ
2/11/2022
ماهية التظهير التأميني
30-4-2017
The Transcription Reaction Has Three Stages
3-5-2021
أهداف مراجعة وظيفة إدارة الموارد البشرية
17-10-2016


المعاشرة والعزلة في الروايات الإسلامية  
  
72   11:51 مساءً   التاريخ: 2025-02-19
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج3/ ص405-410
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / فضائل عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-3-2021 3665
التاريخ: 28-9-2020 2781
التاريخ: 31-5-2020 1978
التاريخ: 21-9-2016 1727

إذا نظرنا نظرة إجمالية إلى التعليمات الإسلامية والمفاهيم الدينية في هذا الباب ومن زوايا مختلفة نجد أنّ الإسلام يؤيّد تماماً المعاشرة والاجتماع مع الناس وحتى أنّ العبادات الإسلامية التي يهدف منها توثيق الرابطة بين الإنسان وربّه قد جعلها الإسلام بشكل جماعي ، فالأذان والإقامة تدعو الناس إلى الصلاة والفلاح في عبارة «حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاحِ» والضمائر في سورة الحمد تقرأ بشكل ضمير الجمع والحديث مع الغير ، وعند الانتهاء من الصلاة نقرأ سلاماً عاماً لجميع المؤمنين والمصلّين.

صلاة الجماعة وكذلك صلاة الجمعة وأعظم منهما مناسك الحج هي حقيقة عبادات ذات أبعاد اجتماعية تماماً.

ونقرأ في الروايات الإسلامية تأكيدات كثيرة على لزوم الجماعة والاجتماع وعدم الفرقة عن المؤمنين ، ومن ذلك :

1 ـ ما ورد في الحديث الشريف عن النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) : «أَيُّها النَّاسُ عَلَيكُم بِالجَماعَةِ وَإِيَّاكُم وَالفُرقَةَ» ([1]).

2 ـ وفي حديث آخر عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) أيضاً قال : «الجَماعَةُ رَحمَةٌ ، والفُرقَةُ عَذابٌ» ([2]).

3 ـ وقال رسول الله في حديث آخر : «يَدُ اللهِ عَلَى الجَماعَةِ فَإذا إِشتَدِّ (شَذَّ) الشَّاذَّ مِنهُم إِختَطَفَهُ الشَّيطانُ كَما يَختَطِفُ الذِّئبُ الشَّاةَ الشَّاذَّةَ مِنَ النِّعَمِ» ([3])

4 ـ ونفس هذا المضمون ورد بتعبير آخر عن الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في نهج البلاغة حيث قال : «والزَمُوا السَّوادَ الأَعظَمَ فَإنَّ يَدَ اللهِ مَعَ الجَماعَةِ ، وَإِيَّاكُم وَالفُرقَةَ فَإِنَّ الشَّاذَّ مَنَ النَّاسِ للشَّيطَانِ ، كَما أَنَّ الشَّاذَّ مِنَ الغَنَمُ للذِّئبِ ، ألا مَن دعا إِلى هذا الشّعارِ فاقتُلُوه وَلَو كانَ تَحتَ عِمامَتِي هذِهِ» ([4]).

5 ـ وقد ورد هذا المضمون أيضاً في رواية اخرى عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) يعبّر عند مدى أهمية هذا المعنى حيث قال : «إِنَّ الشَّيطَانَ ذِئبُ الإِنسانِ كَذِئبِ الغَنَمِ يَأَخُذُ القاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ وَالشَّارِدَةَ ، وَإِيَّاكُم وَالشِّعابِ ، وَعَلَيكُم بِالعامَّةِ وَالجَماعَةِ وَالمَساجِدِ» ([5]).

6 ـ وجاء في حديث آخر عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) أيضاً : «لا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أَنْ يَهجُرَ أَخاهُ فَوقَ ثَلاثَةَ (أَيَّامٍ) ، وَالسَّابِقُ بِالصُّلحِ يَدخُلُ الجَنَّةَ» ([6]).

7 ـ وهذا المضمون ورد أيضاً بتعبير آخر عن النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) حيث قال : «لا يَحِلُّ لِمُسلِمٍ أَنْ يَهجُرَ أَخاهُ فَوقَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلّا أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ لا يُؤمِنُ بَوائِقَهُ» ([7]).

وقد ورد في بعض الأحاديث الشريفة أنّه : «أَيُّما مُسلِمَينِ تَهاجَرا ثَلاثاً لا يَصطَلِحانِ إلّا ماتا خارِجَينِ عَنِ الإِسلامِ ...» ([8]).

صحيح أنّ هذه الأحاديث الشريفة وردت في مجال المخاصمة والعداوة بين المسلمين ، ولكنّها علي أيّة حال تدلّ على أنّ الإسلام يؤيّد دائماً الحياة الاجتماعية وتعميق الالفة والمحبّة بين قلوب المسلمين ، ومن الواضح أنّ حالة العزلة والانزواء لا تنسجم مع روح هذه التعاليم الدينية.

8 ـ وورد في حديث آخر عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) أيضاً أنّه قال عند ما أراد أحد الأشخاص التوجّه إلى الجبل والاعتزال لغرض العبادة : «لَصَبرُ أَحَدِكُم ساعَةً عَلى ما يَكرَهُ فِي بَعضِ مَواطِنَ الإِسلامِ خَيرٌ مِنْ عِبادَتِهِ خالِياً أَربَعِينَ سَنَةً» ([9]).

9 ـ ويستفاد من الروايات المتعددة أنّ الإسلام نهى عن الرهبانية التي تتضمّن الانزواء والعزلة ومن ذلك ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله أنّه قال : «لَيسَ فِي امَّتِي رَهبانِيَّةَ وَلا سِياحَةَ» ([10]).

والمراد من الرهبانية في هذا الحديث الشريف هو اختيار مكان منعزل للعبادة ، وأمّا السياحة فهي الانزواء السيّار ، لأنّ بعض الأشخاص كانوا في قديم الأزمان يتركون بيوتهم ومحل معيشتهم ويسيحون في أرض الله الواسعة ويتركون الدنيا ويعتبرون ذلك نوعاً من العبادة ، وعلى هذا الأساس فإنّ الإسلام لا يؤيد العزلة الثابتة ولا العزلة السيّارة.

10 ـ وقد ورد في الحديث العميق المعنى عن أنس قال : توفي ابن لعثمان بن مظعون رضى الله عنه فاشتدّ حزنه عليه حتّى اتّخذ من داره مسجداً يتعبد فيه ، فبلغ ذلك رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) فقال له : «يا عُثمانُ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعالى لَم يَكتُبْ عَلَينا الرِّهبانِيَّةَ ، إِنَّما رَهبانِيَّةُ امَتِّي الجِهادُ فِي سَبيلِ اللهِ».

ثم إنّه (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) أخذ يواسيه على فقد ابنه وقال : «يا عُثمان بن مظعون للجنّةِ ثَمانيةِ أبواب ، وللنّارِ سبعة أبواب أَفما يَسُّركَ أَن تَأَتِي باباً مِنها إلّا وَجدتَ ابنَك إِلى جَنبِكَ آخذاً بِحجزَتِكَ يَشفَعُ لَكَ إِلى رَبِّكَ؟ قَال : بلى» ([11]).

11 ـ ومثل هذا المعنى ورد أيضاً في نهج البلاغة بالنسبة إلى أحد أصحاب الإمام علي (عليه‌ السلام) عند ما دخل الإمام البصرة وذهب لزيارة (علاء بن زياد الحارثي) فعند ما رأى بيته الواسع والمجلل تعجب كثيراً وقال : «ما كُنتَ تَصنَعُ بِسعَةِ هذِه الدَّار فِي الدُّنيا ، أما أَنتَ إِليها فِي الآخِرَةِ أَحوجُ وَبلى إِن شِئتَ بَلَغتَ بِها الآخرةَ تُقرِي فِيها الضَّيفَ وَتَصِلُ فِيها الرَّحمَ وَتَطلِعُ مِنها الحقوق مطالعها فإذاً أَنتَ بَلغَتَ بِها الآخرةَ ، فَقالَ لَهُ العلاءُ يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ أشكُوا إِلَيكَ أَخِي عاصِمَ بنَ زياد ، قَالَ : وَما لَهُ؟ قال : لَبِسَ العباءةَ وَتَخَلِّي الدُّنيا ، فَلما جاءَ قَالَ : «يا عَدِيَّ نَفسِهِ لَقَد إِستَهامَ بِكَ الخَبِثُ ، أَما رَحِمتَ أَهلَكَ وَوَلَدَكَ ، أَتَرى أَنَّ اللهَ أَحَلَّ لَكَ الطَّيباتِ وَهُوَ يَكرَهُ أَنْ تَأَخُذَها؟ أَنْتَ أَهونُ عَلى اللهِ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : يا أَمِيرَ المُؤمِنِينَ هذا أَنتَ فِي خُشُونَةِ مَلبَسِكَ وَجَشُوبَةِ مأكَلِكَ.

قَالَ : وَيحَكَ إِنِي لَستُ كأَنتَ ، إنَّ اللهَ فَرَضَ عَلى أَئِمَّةِ العَدلِ أَن يَقدِروا أَنفُسَهُم بِضَعَفَةِ النّاسِ كَيلا يَتَبَيَّغَ بَالفَقيرِ فَقرُهُ» ([12]).

12 ـ ونقرأ في رواية اخرى عن النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) في حديثه لعبد الله بن مسعود في مسألة ذم الرهبانية والعزلة عن المجتمع وأنّه كان في بني اسرائيل نوع من الرهبانية في ظروف خاصة واستثنائية لم تكن من صميم الديانة المسيحية ، قال ابن مسعود : كنت رديف رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) على حمار.

فقال : يا بن ام عبد هل تدري من أين احدثت بنو اسرائيل الرهبانية.

فقلت : الله ورسوله أعلم.

فقال (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) : «ظَهَرَتْ عَلَيهِم الجَبابِرَةٌ بَعدَ عِيسى يَعمَلُونَ بِمَعاصِي اللهِ فَغَضِبَ أَهلَ الإِيمانِ فَقاتَلُوهُم فَهُزِمَ أَهلِ الإِيمانِ ثَلاثَ مَرّاتِ فَلَم يَبقَ مِنهُم إلّا القَلِيلَ فَقَالُوا إِنْ ظَهرنا لِهَؤلاءِ أَفنونا وَلَم يَبقَ لِلدِّينِ أَحَدٌ يَدعُو إِلَيهِ ، فَتعالُوا نَتَفَرَّقُ فِي الأَرضِ إِلى أِنْ يَبعَثَ اللهُ النَّبِيَّ الَّذِي وَعَدنا بِهِ عِيسى (عليه‌ السلام) يَعنُونَ مُحَمَّداً (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) فَتَفَرَّقُوا فِي غِيرانِ الجِبالِ وَأَحدَثُوا رَهبانِيَّةَ» ([13]).

وعلى أية حال لم تكن الرهبانية من صميم الديانة المسيحية ، بل كانت سلوكاً خاصاً ظهر في ظروف خاصة على بعض أنصار السيد المسيح (عليه‌ السلام) حفاظاً على أنفسهم.

الأحاديث المتعارضة :

وفي مقابل ما ذكرنا من الأحاديث الشريفة هنا روايات وردت في المصادر الحديثية تشير إلى أنّ الإسلام يؤيّد حالة الانزواء والعزلة وتقع على الضد ممّا ذكرناه من الأحاديث السابقة ، ومن ذلك :

1 ـ ما ورد عن الرسول الأعظم (صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله) قوله : «العُزلَةُ عِبادَةٌ» ([14]).

2 ـ ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) : «مَنْ اِنفَرَدَ عَنِ النَّاسِ أَنَسَ بِاللهِ سُبحانِهِ» ([15]).

3 ـ ما ورد أيضاً عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) : «فِي اعتِزالِ أَبناءِ الدُّنيا جَماعُ الصَّلاحِ» ([16]).

4 ـ وعن الإمام (عليه‌ السلام) نفسه أيضاً قال : «فِي الانفِرادِ لِعبادَةِ اللهِ كُنُوزُ الأَرباحِ» ([17]).

5 ـ ونقرأ في حديث عن الإمام موسى الكاظم (عليه‌ السلام) أنّه قال لهشام : «الصَّبرُ عَلَى الوَحدَةِ عَلامَةُ عَلى قُوَّةِ العَقلِ فَمَنْ عَقَلَ عَنِ اللهِ اِعتَزَلَ عَنِ الدُّنيا وَالرَّاغِبِينَ فَيها وَرَغِبَ فِي ما عِندَ اللهِ» ([18]).

وهذه الأحاديث تدلّ على أنّ الانزواء والابتعاد عن الناس من علامات العقل والمعرفة وسبب لحضور القلب للعبادة والتوصل إلى كثير من المراتب المعنوية والكمالات الأخلاقية.

6 ـ وورد في حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه‌ السلام) أنّه قال : «إِنْ قَدرْتَ أَنْ لا تَخرُجَ مِنْ بَيتِكَ فَافعَل ، فَإنَّ عَلَيكَ فِي خُرُوجِكَ ألّا تَغتَابَ وَلا تَكذِبَ وَلا تَحسُدَ وَلا تُرائِيَ وَلا تَتصَنَّعَ وَلا تُدهِنَ» ([19]).

7 ـ قال أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) : «سَلامَةُ الإِنسانِ فِي اِعتَزالِ النَّاسِ» ([20]).

8ـ نختم هذا البحث بحديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) ـ وإن كانت الأحاديث في هذا الباب كثيرة ـ قال : «مَنْ اِعتَزلَ النَّاسَ سَلِمَ مِنْ شَرِّهِم» ([21]).

وقد يستدل أتباع العزلة والانزواء من المتصوّفة والمرتاضين ومؤيدوهم ببعض الآيات القرآنية لتبرير مسلكهم الانعزالي ، ومن ذلك ما ورد في الآية 16 من سوره الكهف حيث تقول : «وَإِذْ اعْتَزَلُتمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً».

وكذلك في ما ورد في سورة مريم (عليها ‌السلام) الآية 48 و 49 من حديث ابراهيم (عليه‌ السلام) : (وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا* فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا).

فكلا هاتين الآيتين تقرّران أنّ العزلة عن الناس والابتعاد عن المجتمع يتسبب في القرب من الله تعالى ونيل المواهب الإلهية ونزول البركات والرحمة من الله تعالى على هذا الإنسان ، وهذا يشير إلى أنّ العزلة ليست أمراً مذموماً وحسب ، بل مطلوبة أيضاً في دائرة المفاهيم القرآنية.


[1] كنز العمال ، ج 1 ، ص 206 ، ح 1028.

[2] ميران الحكمة ، ج 1 ، ص 406 ، ح 2438.

[3] كنز العمال ، ج 1 ، ص 206 ، ح 1032.

[4] نهج البلاغة ، الخطبة 127.

[5] المحجة البيضاء ، ج 4 ، ص 8.

[6] المصدر السابق ، ص 7.

[7] المصدر السابق.

[8] سفينة البحار ، مادة هجر.

[9] ميزان الحكمة ، ج 3 ، ص 1966 ، 12914.

[10] بحار الانوار ، ج 67 ، ص 115.

[11] بحار الانوار ، ج 67 ، ص 114.

[12] نهج البلاغة ، الخطبة 209.

[13] مجمع البيان ، ج 5 ، ص 243 ، ذيل الآية 27 من سورة الحديد.

[14] ميزان الحكمة ، ج 3 ، ص 12884.

[15] غرر الحكم.

[16] المصدر السابق.

[17] المصدر السابق.

[18] بحار الانوار ، ج 67 ، ص 111.

[19] فروع الكافي ، ج 8 ، ص 128.

[20] غرر الحكم.

[21] غرر الحكم.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.