المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6428 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ما ورد في شأن الرسول الأعظم والنبيّ الأكرم سيّدنا ونبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) / القسم الثاني والستّون  
  
214   11:52 صباحاً   التاريخ: 2025-02-09
المؤلف : الشيخ الجليل محمد بن الحسن المعروف بـ(الحر العامليّ)
الكتاب أو المصدر : الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة
الجزء والصفحة : ص 150 ـ 155
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / الأحاديث القدسيّة /

وروى الشيخ الحسن بن أبي الحسن بن محمد الديلمي في كتاب إرشاد القلوب إلى الصواب عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) سأل ربه ليلة المعراج فقال: يا رب أيّ الأعمال أفضل؟ فقال الله: ليس شيء عندي أفضل من التوكّل عليّ والرضا بما قسمت.

يا محمد وجبت محبتي للمتحابين فيّ، ووجبت محبتي للمتقاطعين فيّ، ووجبت محبتي للمتواصلين فيّ، ووجبت محبتي للمتوكّلين عليّ، وليس لمحبّتي غاية ولا نهاية، كل ما رفعت لهم عملا وضعت لهم علما أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين ونظري إليهم ولم يرفعوا الحوائج إلى الخلق بطونهم خفيفة من الحلال نفقتهم في الدنيا ذكري ومحبّتي ورضائي عنهم.

يا أحمد ان أحببت أن تكون أورع الناس إليّ فازهد في الدنيا وارغب في الآخرة. فقال: إلهي كيف أزهد في الدنيا؟ قال: خذ من الدنيا حقًّا من الطعام والشراب واللباس ولا تدّخر لغد، ودُم على ذكري. فقال: يا ربّ وكيف أدوم على ذكرك؟ فقال: بالخلوة عن الناس وبغضك الحلو والحامض وإفراغ بطنك وبيتك من الدنيا.

يا أحمد احذر أن يكون مثلك مثل الصبي إذا نظر الأحمر والأصفر وإذا أعطي شيئا من الحلو والحامض اغترَّ به. فقال: يا ربّ دلّني على عمل أتقرّب به إليك. قال: اجعل ليلك نهارًا واجعل نهارك ليلاً. قال: يا ربّ كيف ذاك؟ قال: اجعل نومك صلاة وطعامك الجوع.

يا أحمد وعزّتي وجلالي ما من عبد ضمن لي أربع خصال الا أدخلته الجنّة: يطوي لسانه فلا يفتحه الا بما يعنيه، ويحفظ قلبه من الوسواس، ويحفظ علمي ونظري إليه، ويكون قرّة عينه الجوع.

يا أحمد لو ذقت حلاوة الجوع والصمت وما ورثوا منها. فقال: يا ربّ ما ميراث الجوع؟ قال: الحكمة، وحفظ القلب، والتقرّب إليّ، والحزن الدائم، وخفّة المؤنة بين الناس، وقول الحق، ولا يبالي عاش موسرا أم معسرا.

يا أحمد هل تدري بأيّ وقت يتقرّب العبد إليّ؟ قال: لا يا ربّ. قال: إذا كان جائعا أو ساجدا.

يا أحمد عجبت من عبد دخل في الصلاة وهو يعلم إلى من يرفع يديه وقدّام من هو وهو ينعس، وعجبت من عبد له قوت يوم من الحشيش أو غيره وهو يهتمّ لغد، وعجبت من عبد لا يدري أنّي راضٍ عنه أم ساخط عليه وهو يضحك.

يا أحمد إنّ في الجنة قصرًا من لؤلؤة فوق لؤلؤة ودرّة فوق درةّ ليس فيها فصم ولا وصل، فيها الخواص أنظر إليهم كلّ يوم سبعين مرة فأكلّمهم كلّما نظرت إليهم وأزيد في ملكهم سبعين ضعفا، وإذا تلذّذ أهل الجنّة بالطعام والشراب تلذّذ أولئك بذكري وكلامي وحديثي. قال: يا ربّ ما علامة أولئك؟ قال: مسجونون قد سجنوا ألسنتهم من فضول الكلام وبطونهم من فضول الطعام.

يا أحمد انّ المحبّة لله هي المحبّة للفقراء والتقرّب إليهم. قال: ومن الفقراء؟ قال الذين رضوا بالقليل، وصبروا على الجوع، وشكروا على الرخاء، ولم يشكوا جوعهم ولا ظلمهم، ولم يكذبوا بألسنتهم، ولم يغضبوا على ربّهم، ولم يغتمّوا على ما فاتهم، ولم يفرحوا بما اتاهم.

يا أحمد محبّتي محّبة الفقراء، فادنُ للفقراء وقرّب مجلسهم منك ادنِكَ، وأبعد الأغنياء وأبعد مجلسهم منك فإنّ الفقراء أحبّائي.

يا أحمد لا تزيّن بلبس اللباس وطيب الطعام ولين الوطاء، فإنّ النفس مأوى كلّ شر، وهي رفيق سوء تجرّها إلى طاعة الله وتجرّك إلى معصيته، وتخالفك في طاعته وتطيعك فيما تكرهه، وتطغى إذ شبعت وتشكو إذا جاعت، وتغضب إذا افتقرت وتتكبّر إذا استغنت، وتنسى إذا كبرت وتغفل إذا أمنت، وهي قرينة الشيطان، ومثل النفس كمثل النعامة تأكل الكثير وإذا حُمل عليها لا تطير. ومثل الدفلاء لونه حسن وطعمه مرّ.

يا أحمد أبغض الدنيا وأهلها وأحبّ الآخرة وأهلها. قال: يا ربّ ومن أهل الدنيا وأهل الآخرة؟ قال: أهل الدنيا من كثر أكله وضحكه ونومه وغضبه، قليل الرضى، لا يعتذر إلى من أساء إليه، ولا يقبل معذرة من اعتذر إليه، كسلان عند الطاعة، شجاع عند المعصية، أمله بعيد، وأجله قريب، لا يحاسب نفسه، قليل المنفعة، كثير الكلام، قليل الخوف، كثير الفرح عند الطعام.

وانّ أهل الدنيا لا يشكرون عند الرّخاء ولا يصبرون عند البلاء، كثير الناس عندهم قليل، يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون، ويدعون بما ليس لهم، ويذكرون مساوئ النّاس. قال: يا ربّ هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا حمد؟ قال:

يا أحمد انّ عيب أهل الدنيا كثير فيهم الجهل والحمق لا يتواضعون لمن يتعلّمون منه، وهم عند أنفسهم عقلاء وعند العارفين حمقاء.

يا أحمد انّ أهل الآخرة رقيقة وجوههم، كثير حياؤهم، قليل حمقهم، كثير نفعهم، قليل مكرهم، النّاس منهم في راحة، وأنفسهم منهم في تعب، كلامهم موزون، محاسبون لأنفسهم يتعبون لها، تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، أعينهم باكية وقلوبهم ذاكرة، إذا كُتب الناس من الغافلين كُتبوا من الذاكرين، في أوّل النعمة يحمدون وفي آخرها يشكرون. دعاؤهم عند الله مرفوع وكلامهم مسموع، تفرح الملائكة بهم، يدور دعاؤهم تحت الحجب، يحبّ الربّ أن يسمع كلامهم كما تحبّ الوالدة ولدها، ولا يشتغلون عنه طرفة عين، ولا يريدون كثرة الطعام ولا كثرة الكلام ولا كثرة اللباس، الناس عندهم موتى والله عندهم حيّ كريم لا يموت، يدعون المدبرين كرمًا ويزيدون المقبلين تلطّفًا، قد صارت الدنيا والآخرة عندهم واحدة.

يا أحمد هل تعرف ما للزاهدين عندي؟ قال: لا يا رب. قال: يُبعث الخلق ويُناقشون للحساب وهم من ذلك آمنون، انّ أدنى ما أعطي الزاهدين في الآخرة أن أعطيهم مفاتيح الجنان كلّها حتّى يفتحوا أيّ باب شاؤوا ولا أحجب عنهم وجهي ولأنعمنّهم بألوان التلذّذ من كلامي ولأجلسنّهم في مقعد صدق واذكرهم ما صنعوا وتعبوا في دار الدنيا، وأفتح لهم أربعة أبواب: باب تدخل عليهم الهدايا بكرة وعشيّا من عندي، وباب ينظرون منه إليّ كيف شاؤوا بلا صعوبة، وباب يطّلعون منه إلى النار فينظرون للظالمين كيف يعذّبون، وباب يدخل عليهم منه الوصائف والحور العين. قال: يا رب من هؤلاء الزاهدون الذين وصفتهم؟ قال: الزاهد هو الذي ليس له بيت يخرب فيغتمّ لخرابه، ولا له ولد يموت فيحزن لموته، ولا له شيء يذهب فيحزن لذهابه، ولا يعرف إنسانًا يشغله عن الله طرفة عين، ولا له فضل طعام يسأل عنه ولا له ثوب ليّن.

يا أحمد وجوه الزاهدين مصفرّة من تعب الليل وصوم النهار، وألسنتهم كلال من ذكر الله، قلوبهم في صدورهم مطعونة من كثرة ما يخالفون هوائهم، قد ضمروا أنفسهم من كثرة صمتهم، قد أعطوا المجهود من أنفسهم لا من خوف نار ولا من شوق جنّة، ولا ينظرون في ملكوت السماوات والأرض فيعلمون أنّ الله سبحانه أهل للعبادة.

يا أحمد هذه درجة الأنبياء والصدّيقين من أمّتك وأمّة غيرك وأقوام من الشهداء.

قال: يا ربّ أيّ الزهاد أكثر زهّاد أمّتي أم زهّاد بني إسرائيل؟

قال: انّ زهاد بني إسرائيل في زهاد أّمتك كشعرة سوداء في بقرة بيضاء.

قال: يا ربّ وكيف ذلك وعدد بني إسرائيل كثير؟

قال: لأنّهم شكّوا بعد اليقين وجحدوا بعد الاقرار.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): فحمدت الله وشكرته ودعوت لهم بالحفظ والرحمة وسائر الخيرات.

يا أحمد عليك بالورع، فإنّ الورع رأس الدين ووسط الدين وآخر الدين، إنّ الورع تقرّب إلى الله تعالى.

يا أحمد انّ الورع زين المؤمنين وعماد النبي، انّ الورع مثله كمثل السفينة كما أنّ من في البحر لا ينجو الا من كان فيها كذلك لا ينجو الزاهدون الا بالورع.

يا أحمد ما عرفني عبد فخشع، وما خشع لي عبد الا خشع له كلّ شيء.

يا أحمد الورع يفتح على العبد أبواب السماء كما يفتح للملائكة باب العبادة، فيكرم بها العبد عند الخلق ويصل به إلى الله.

يا أحمد عليك بالصمت، فإنّ أعمر مجلس قلوب الصالحين الصامتين، وإنّ أخرب مجلس قلوب المتكلّمين بما لا يعنيهم.




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)