أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2022
2225
التاريخ: 21-3-2022
2038
التاريخ: 2024-12-29
193
التاريخ: 17-3-2022
1234
|
المنهج المسحي في البحوث الإعلامية
وهو من أبرز المناهج المستخدمة في البحث الإعلامي للحصول على البيانات والمعلومات التي تستهدف الظاهرة العلمية ذاتها. ويعد المنهج المسحي Survey Methodology أحد أنواع المناهج المرتبطة بالبحوث الوصفية، وهو المنهج الذي يعرف بأنه: الطريقة أو الأسلوب الأمثل لجمع المعلومات من مصادرها الأولية، وعرض هذه البيانات في صورة يمكن الاستفادة منها سواء في بناء قاعدة معرفية أو تحقيق فروض الدراسة أو تساؤلاتها (1). وعن طريق هذا المنهج يتم تناول الظاهرة العلمية والإعلامية ومتابعة المراحل التاريخية والمعاصرة التي مرت بها الظاهرة ودراسة صورها وأشكالها المختلفة والسعي لبناء العلاقات السببية بين عناصرها المختلفة في محاولة للوصول إلى استدلالات علمية ومنطقية بشأن مسار الظاهرة ومستقبلها.
ويمكن تعريف المنهج المسحي بأنه: منهج بحثي يهدف إلى مسح الظاهرة موضوع الدراسة، لتحديدها، والوقوف على واقعها بصورة موضوعية، تمكن الباحث من استنتاج علمي لأسبابها، والمقارنة فيما بينها وقد تتجاوز ذلك للتقييم تبعا لما تخلص له من نتائج ويهتم هذا المنهج بتجميع منظم للبيانات المتعلقة بمؤسسات سواء إدارية أو علمية أو ثقافية أو اجتماعية كالصحف أو القنوات التلفزيونية أو المواقع الإخبارية أو الصحف الالكترونية مثلاً، وأنشطتها المختلفة وكذلك عملياتها وإجراءاتها وموظفوها وخدماتها المختلفة، وذلك خلال فترة زمنية معينة ومحددة. وإن الوظيفة الأساسية للدراسات المسحية هي جمع المعلومات التي يمكن فيما بعد تحليلها وتفسيرها ومن ثم الخروج باستنتاجات منها (2).
ويقرر بعض الباحثين أن الدراسات المسحية تنقسم إلى نوعين رئيسين هما:
1- المسوح الكشفية أو الاستطلاعية وعادة ما يستخدم هذا النوع من المسوح في دراسة الظواهر الجديدة غير المعروفة على نطاق واسع أو التي لم تتعرض لدراسات سابقة، ومن ثم فإنها يمكن أن تزيد من ألفة الباحث بالظاهرة موضع الدراسة، كما إنها يمكن أن تساعد في توضيح المفاهيم، وهي فضلا عن هذا يمكن أن تحدد الأولويات للبحث المستقبلي.
2- المسوح الوصفية والتحليلية: أن الأغراض الأساسية للمسوح الوصفية هي في العادة وصف خصائص المجتمع موضع الدراسة وتقدير النسب في المجتمع وعمل توقعات محددة فضلا عن دراسة العلاقات الارتباطية.
أما أهم أهداف وأغراض المنهج المسحي فيمكننا تحديدها بالآتي:
1- وصف ما يجري والحصول على حقائق ذات علاقات بشيء ما، مؤسسة أو إدارة أو مجتمع معين، وكذلك الإعلان عن تلك الحقائق والمعلومات المجمعة.
2- تحاول الدراسات المسحية تحديد وتشخيص المجالات التي حدثت فيها المشاكل والتي تحتاج إلى إدخال التحسينات المطلوبة.
3- تستخدم الدراسات المسحية للتنبؤ بالمتغيرات المستقبلية فضلا عن إيضاحها للتحولات والتغيرات الماضية.
ويقوم منهج المسح بشكل أساسي على جمع البيانات بشكل منظم حول ظاهرة معينة ثم تنظيمها وتحليلها للخروج بمؤشرات ونتائج للدراسة، فطبيعته الميدانية وجمعه للبيانات حول الظاهرة يساعد على شرح الظاهرة كما هي في الواقع. وبهذا المعنى تكون الدراسات المسحية عبارة عن جمع معلومات وبيانات عن ظاهره للتعرف وتحديد وضعها ومعرفة جوانب الضعف والقوة فيها؛ لمعرفة مدى الحاجة لإجراء تغيرات فيها. ولهذا يعد المسح الميداني من اخطر أنواع الدراسات عندما تؤخذ النتائج من الواقع كما هي دون مناقشة للكيفية التي ظهرت بها، ولهذا يكون العبء منصباً على أمانة ودقة الباحث وقدرته على النقل والتحليل وتطويع الأدوات بشكل صحيح. وإذا افترضنا أن هناك دراسة تتناول أراء طلاب الجامعة مثلا حول المعلومات التي تقدمها الصحف الالكترونية لخدمة المرشح الانتخابي خلال المدة التي تبدأ فيها الدعاية الانتخابية، فإننا نرى أن مسحاً لآراء عينة ممثلة لطلاب الجامعة سيوفر الإجابات، ولكن تصميم الأداة مثل الاستبيان وبناء الأسئلة بشكل صحيح هو أمر أخر مهم بجانب التمثيل الجيد للجمهور المستهدف. كما أن التحليل النزيه لما توفره الأداة من معلومات هو أمر مهم ثالث وهذا بالطبع من أخلاقيات الباحث الجيد.
ويمكن استخدام المنهج المسحي في مساحات ضيقة أو واسعة مثل التطبيق في مؤسسة، أو في مدينة أو في دولة، إذ لا حدود مكانية أو موضوعية أو مؤسساتية لمجال استخدامه كما انه يمكن استخدام المنهج في المؤسسات والهيئات، كالمؤسسات الإعلامية والدوائر الحكومية والأندية وغيرها. فالخاصية الابرز للمنهج هو قيامه بوصف الظاهرة كما هي في واقعها، وبالطبع كلما كان تمثيل المجتمع كبيراً كلما كانت النتائج اقرب للصحة والتعبير، ولكن يقال أن حجك العينة في الدراسة المسحية مهم مقارنة مثلاً ببعض الدراسات التجريبية. ويتميز المنهج المسحي بأنه أشبه ما يكون بالأساس لبقية أنواع البحوث في المنهج الوصفي، إضافة إلى قابليته للتطبيق وسهولة تطبيقه، وتعدد مجالاته في التطبيق. أما عيوب استخدام هذا المنهج فتتمثل بصعوبة السيطرة على كل متغيرات الدراسة فيه، واختلاف العلماء حول ما يدخل تحت مفهومه من الدراسات.
ويشمل المنهج المسحي خمس مسوحات هي (3).
(أ) مسح الرأي العام
ويستهدف هذا المسح التعرف على الآراء والأفكار والاتجاهات والمفاهيم والقيم والدوافع والمعتقدات والانطباعات والتأثيرات المختلفة لدى مجموعة معينة من الجماهير تبعاً للهدف من إجراء المسح.
(ب) مسح جمهور وسائل الإعلام
ويستهدف التعرف على الآراء والأفكار والاتجاهات والمفاهيم والقيم والدوافع والمعتقدات والانطباعات والتأثيرات المختلفة لدى قراء الصحف ومستمعي الإذاعة ومشاهدي التلفزيون ومستخدمي المواقع الإعلامية على الانترنت ووسائل الإعلام الجديد New media.
(ج) مسح وسائل الإعلام:
وهو نوع من البحوث الإعلامية التي تستهدف التعرف على شخصية وسيلة الإعلام من الجوانب المختلفة من حيث أرقام التوزيع الجغرافي وعدد أجهزة الراديو والتلفزيون المتاحة وتطورها، كذلك يتم دراسة متوسط عدد القراء أو قراءة النسخة الواحدة من كل صحيفة ومتوسط عدد مشاهدي التلفزيون، ومستمعي الراديو والأهم من ذلك أن هذه المسوحات تساعدنا في دراسة الجو النفسي الذي تهيؤه كل وسيلة إعلامية مما يؤدي إلى تقبل الأفكار والمعلومات والاتجاهات التي تتضمنها المادة الإعلامية المنشورة أو المعروضة أو المذاعة.
(د) مسح أساليب الممارسة الإعلامية:
ويعنى هذا المسح بدراسة الأساليب الإدارية والتنظيمية التي تتبعها أجهزة الإعلام وإدارتها في مختلف المجالات الإعلامية وذلك بهدف تصوير الواقع التطبيقي الفعلي والتعرف على الطرق التي تتبعها هذه الأجهزة في ممارسة نشاطاتها المختلفة باعتبار أن نجاح الجهود الإعلامية ينبني على أساس مدى فعالية الجوانب الإدارية والتنظيمية لها.
(هـ) تحليل المضمون:
وهو أسلوب للبحث العلمي يسعى إلى وصف المحتوى الظاهر والمضمون الصريح للمادة الإعلامية المراد تحليلها من حيث الشكل والمضمون تلبية للاحتياجات البحثية المصاغة في تساؤلات البحث طبقاً للتصنيفات الموضوعية التي يحددها الباحث، وذلك بهدف استخدام هذه البيانات بعد ذلك أما في وصف هذه المواد الاتصالية التي تعكس السلوك الاتصالي العلني للقائمين بالاتصال، أو لاكتشاف الخلفية الفكرية أو الثقافية أو السياسية أو العقائدية التي تنبع منها الرسالة الاتصالية، أو للتعرف على مقاصد القائمين بالاتصال، وذلك بشرط أن تتم عملية التحليل بصفة منتظم. ويتبعه الباحث عندما يريد تحليل الفنون الصحفية المنشورة أو تحليل نصوص إذاعية مذاعة أو نصوص تلفزيونية أو الخوض في مشكلة تتعلق بمجموعة من العاملين في مجال الصحافة يزاولون نشاطاً مهنيا(4). ولا يتوقف هذا المسح عند حدود وصف الظاهرة التي يدرسها بل يتعدى ذلك إلى التحليل والتفسير والمقارنة والتقويم وصولاً إلى النتائج ثم التعبير عنها بتعبيرات كمية ونوعية للوصول إلى فهم العلاقة بين الظاهرة والظواهر الأخرى. ومن احدث البحوث الإعلامية في مجال تحليل المحتوى أو المضمون هي بحوث تحليل محتوى المواقع الإعلامية. ويمكن إيضاح مسوحات المنهج المسحي عن طريق الشكل الآتي:
__________
(1) عدنان عوض مناهج البحث العلمي، عمان، جامعة القدس المفتوحة، 1994، ص78.
(2) أ. د. عامر إبراهيم قنديلجي: البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات، مرجع سابق، ص130.
(3) بسام عبد الرحمن مشاقبة: البحث الإعلامي وتحليل الخطاب عمان دار أسامة للتوزيع والنشر، 2010، ص60-61.
(4) د. نوال محمد عمر: مناهج بحث الاجتماعي والإعلامية، القاهرة، مكتبة الانجلو المصرية، 1986، ص 110.
|
|
دون أهمية غذائية.. هذا ما تفعله المشروبات السكرية بالصحة
|
|
|
|
|
المنظمة العربية للطاقة تحذر من خطر.. وهذه الدولة تتميز بجودة نفطها
|
|
|
|
|
مركز الثقافة الأسرية يواصل تقديم دورة (البروتوكول والإتيكيت) للملاكات النسوية
|
|
|