المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6311 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نشأة الاتّجاه الكلاميّ وتاريخه
2024-10-03
Additions to Substituted Alkenes
18-1-2022
قانون الوراثة في سعادة الاولاد
2023-04-21
التغليظ الثانوي للجذور (النمو الثانوي)
27-2-2017
مواصفات تغذية ورعاية الأبقار الغير مقيدة
2024-10-28
كيف كان زواج أبناء آدم ؟
11-10-2014


علاج طول الأمل  
  
88   05:12 مساءً   التاريخ: 2024-12-15
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص120-123
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / البخل والحرص والخوف وطول الامل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-9-2016 2117
التاريخ: 29-9-2016 2060
التاريخ: 6-4-2022 2257
التاريخ: 9-4-2022 2132

لا بدّ في علاج الأمراض من التوجّه إلى الجذور وقلعها من الأساس ليتسنّى للإنسان التخلص من المرض بشكل حاسم ، كما لم يقطع جذور المرض فإنّ العلاج السطحي والظاهري سوف لا ينفعه على المدى الطويل ، وبعبارة اخرى : انه حالة من حالات التسكين للمرض لا علاجه.

وبالنظر إلى هذا الأصل الأساس ومع الإلتفات إلى جذور الآمال والتمنيات في واقع الإنسان يمكن أن نصل إلى هذه النتيجة ، وهي أنّه لا بدّ من التفكّر والتأمل بجدّية في جذور هذا المرض الأخلاقي.

فمن جهة يجب على الإنسان أن يعلم بأنه كائن مُعرّض للتلف والموت وأنّ الفاصلة بينه وبين الموت قليلة جدّاً ، فهذا اليوم يعيش السلامة والصحّة والنشاط ولكن قد نجده غداً وهو متورط بأنواع الأمراض الصعبة أو المصائب المحزنة، واليوم هو قوي وغني ومتمكن، وغداً يمكن أن يبدو ضعيفاً ومن أفقر الناس، والنماذج على ذلك كثيرة في صفحات تاريخ البشرية.

ومن جهة اخرى يجب أن يتفكر في إهتزاز الدنيا وتغيّرها الدائم وعدم اعتبارها.

أجل فإنّها لا تثبت لأحدٍ من الناس إطلاقاً.

ومن جهة ثالثة عليه أن يتدبّر ويتأمل بهذه الحقيقة ، وهي اننا نعتقد بالمعاد واليوم الآخر والحساب الإلهي في عرصات المحشر والثواب والعقاب على الأعمال والأفعال في الدنيا وأنّ هذا العالم ما هو إلّا قنطرة وجسر يعبر عليه الإنسان إلى تلك الحياة الخالدة فعليه أن يتزوّد من هذه الحياة ولا يتصور أنّها حياة خالدة وانها هي الأصل والهدف من الخلقة.

وكذلك يتفكّر في أنّ الحرص على جمع الأموال والثروات واكتنازها لغرض تحقيق تلك الآمال والتمنيات الواسعة في الحياة الدنيا لا يجلب له السعادة أبداً ، بل سيزيده شقاءاً ومحنةً أيضاً ، ويتفكّر أيضاً في أنّ أهم حالات الهدوء والطمأنينة هي هدوء الروح وسعادة الوجدان الّتي لم يحصل عليها الإنسان ، إلّا إذا سار في خطّ التقوى والتوكل على الله من موقع الإيمان به ومعرفة حال الدنيا لا من موقع الحرص والولع في تحصيل نعيمها الفاني وإمكاناتها المادية.

وأنّ أفضل الطرق للوصول لهذا الهدف هو ما ورد في الحديث النبوي المعروف : «خُذْ مِنْ دُنْيَاكَ لِاخِرَتِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ ، وَمِنْ صِحَّتِكَ لِسُقْمِكَ ، فَانّكَ لَا تَدْرِي مَا اسْمُكَ غَداً» ([1]).

أي ما ذا يحصل لك في الغد وهل أنت من الأموات أم الأحياء ، من المرضى أم الأصحّاء؟

والعامل الآخر الّذي يُربّي الآمال والتمنيات ويقوي جذورها في نفس الإنسان هو الأهواء النفسية والعشق للدنيا والتعلق بها ، فكلّما سعى المرء في التقليل من تعلّقاته الدنيوية فإنّ أمله في الحياة سيكون أقصر ، وعلى العكس من ذلك كلّما تعلّق الإنسان بالدنيا أكثر كلّما ازدادت آماله وكثرت تمنياته.

ولغرض تحصيل هذا الهدف أي تقصير الأمل في الدنيا فإنّ من أقوى العوامل المؤثرة في ذلك هو ذكر الموت الّذي يُزيل عن بصيرة الإنسان حجُب الغفلة فيرى حقائق الامور كما هي ويُشاهد الواقعيات الكامنة خلف المظاهر البراقة والظواهر الزائفة.

ولهذا ورد عن أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في الخطبة 99 في نهج البلاغة قوله : «الَا فَاذْكُرُوا هَادِمَ اللَّذَّاتِ ، وَمُنَغِّصَ الشَّهَوَاتِ ، وَقَاطِعَ الْامْنِيَّاتِ».

ونقرأ في حديث آخر عن النبي الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) ضمن خطبة له : «عُدَّ نَفْسَكَ فِي اصْحَابِ الْقُبُورِ» ([2]). وذلك لكي لا تبتلي بطول الأمل.

ونقرأ في النقطة المقابلة لذلك ما ورد عن أمير المؤمنين أنّه قال : «اكْثَرُ النَّاسِ امَلاً اقَلُّهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْراً» ([3]).

والطريق الآخر للتصدي لطول الأمل وتضعيفه في واقع النفس هو مطالعة الآثار السلبية المترتبة عليه.

أجل فالإلتفات إلى هذه الحقيقة ، وهي أنّ طول الأمل يُعد مصدراً للكثير من الذنوب والرذائل الأخلاقية ، ومن الأسباب المهمة لقساوة القلب ونسيان الآخرة ، وأن يعيش الإنسان حياة التعب والذلّة والحرمان من النعم والمواهب الإلهية ، وتسدل على بصيرته وعقله حجاباً سميكاً لا يدعه يرى الحقيقة من موقع الوضوح في الرؤية ، كلّ ذلك يتسبب في أن يتحرّك الإنسان على مستوى التفكير الجدي في علاج هذه الحالة السلبية قبل أن يدمّر سيل الأمل بيت سعادته وبذلك يقوم بتحديد آماله وتهذيب تمنياته ليعود إلى صف العقلاء والسعداء الّذين يعيشون الأمل بشكل معقول ومنطقي.

ويقول أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في ذلك : «حَاصِلُ الْمُنَى الْاسَفُ وَثَمَرَتُهُ التَّلَفُ» ([4]).

أي تلف إمكانات الإنسان وعمره الثمين.

ويقول (عليه‌ السلام) في حديث آخر : «احْذَرُوا الْامَانِيَّ فَانَّهَا مَنَايَا مُحَقَّقَةٌ» ([5]).

وهنا نقطتان :

الاولى : إن الطلب المادي يتحرّك في اسلوبه العلاجي للأمراض الجسمية والنفسية من موقع ايجاد البديل ، أي انه يستبدل رغبات الإنسان الّتي تقوده إلى المرض برغبات اخرَى أقوى منها تجره إلى ساحل السلامة والصحّة ، مثلاً الشخص الّذي يعيش الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة الدسمة والسكريات بحيث تسبب له أمراض مختلفة ، فيوصى بتناول مقدار كبير من الفاكهة والخضروات ، أو الأشخاص المدمنين على المواد المخدّرة فإنّ الأطباء يوصونهم باستبدال هذه العادة بعادات اخرى سليمة.

وهذه النقطة صادقة أيضاً في الأمراض الأخلاقية ، وذلك بأن يقوم معلم الأخلاق باستبدال الآمال الطويلة في الامور المادية بالآمال الطويلة المعنوية في دائرة الثواب الإلهي في الآخرة أو الرغبة الشديدة إلى العلم والمعرفة والتقرب إلى الله تعالى بدلاً من العشق للمال والجاه و.... وأمثال ذلك.

النقطة الاخرى : أنّ للآمال بدورها مراتب ، فأحياناً يتمنّى الإنسان أن يكون له عمراً طويلاً أو مخلّداً ، كما يتحدّث القرآن الكريم عن طائفة من اليهود ويقول : «... يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ...» ([6]).

وهذا الطلب لعدد ألف سنة إذا كان المراد به هو هذا المقدار بالذات فيدلّ على طلبهم للعمر الطويل جدّاً ، ولو كان المراد منه بيان الكثرة فيدلّ على طلبهم للعمر اللامتناهي واللامحدود.

بعض الناس يعيشون التمنيات والآمال في مراحل أدنى من ذلك ، كأن يتمنّى أن يعيش مائة سنة ، أو خمسين سنة ، أو عشر سنوات أو أقل ، ويُستفاد من الروايات انّ كلّ هذه تُعدْ من الآمال الطويلة (وطبعاً إذا كان الهدف من ذلك هو نيْل المتع المادية وتحصيل الامكانات الدنيوية فحسب لا الأبعاد المعنوية والإلهية والتحرّك في خطّ تقدّم البشرية وخدمة الناس).

ومن جهة اخرى فإنّ الآمال والتمنيات لها أنواع مختلفة ، فأحياناً يكون الهدف منها هو الجهة المادية ، واخرى المقام ، وثالثة الشهوات ، ورابعة جميع ذلك.

وجميع هذه الأقسام للآمال والتمنيات الطويلة والعريضة مذمومة في الدائرة الأخلاقية رغم أن بعضها أقبح من البعض الآخر.


[1] بحارالأنوار ، ج 74 ، ص 122.

[2] بحارالأنوار ، ج 74 ، ص 122.

[3] تصنيف غرر الحكم ، ص 312.

[4] تصنيف غرر الحكم ، ص 314.

[5] المصدر السابق.

[6] سورة البقرة ، الآية 96.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.