أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-8-2022
2138
التاريخ: 2024-02-17
1069
التاريخ: 23-2-2022
2150
التاريخ: 21-7-2021
2516
|
لقد ذكر علماء الأخلاق للحسد مراتب ومراحل مختلفة ، ومن ذلك أنّ الحسد يمرّ بمرحلتين متميّزتين تماماً :
1 ـ وجود الحسد في أعماق النفس بحيث يسيطر عليه الإنسان فلا يظهر في كلماته وأفعاله وسلوكياته.
2 ـ وجود الحسد في أعماق النفس بحيث يخرج عن سيطرة الإنسان ويظهر في أقواله وأفعاله من موقع السعي للانتقام من المحسود وإزالة النعمة الّتي عليه.
ويستفاد من بعض الروايات أنّ جميع الناس (أو غالبيتهم) يعيشون الحسد في نفوسهم ، ولكن ما لم يظهر على أقوالهم وأفعالهم فإنه لا يترتب على ذلك إثم ومعصية.
ومن ذلك ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله : «ثَلَاثٌ لَا يَنْجُو مِنْهُنَّ احَدٌ : الظَّنُّ ، وَالطِّيَرَةُ ، وَالْحَسَدُ ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِالْمَخْرَجِ مِنْ ذَلِكَ ، اذَا ظَنَنْتَ فَلَا تُحَقِّق ، وَاذَا تَطَيَّرْتَ فَامْضِ ، وَاذَا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ» ([1]).
وورد في حديث آخر قوله : «قَلّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُنَّ» ([2]).
ويستفاد من هذا التعبير أنّ هذا الحكم ليس عاماً ولا يشمل الأنبياء والأولياء ، لأنهم ما لم يطهر ظاهرهم وباطنهم من الحسد فإنّهم لا يصلوا إلى المقامات السامية ولا يصعدون في معارج الكمالات المعنوية ، ولذلك ورد في تفسير الحديث الشريف الّذي يقول (إنّ الحسد لا يخلو منه أيّ إنسان حتّى الأنبياء) فقد فُسّر بعنوان (محسود) أيّ انّ الحسّاد يحسدون كلّ شخص حتّى الأنبياء الإلهيين فيحسدونهم على مقامهم العالي ومرتبتهم المعنوية السامية لدى الله تعالى.
وعلى أيّة حال فلا شكّ في أنّ صفة الحسد هي من الرذائل الأخلاقية سواءً وصلت إلى مرحلة الظهور والبروز أم لا ، والكلام هنا في انه هل يترتب على الحسد إثم وعقوبة فيما لو لم يصل إلى مرحلة الظهور والبروز أم لا؟ والظاهر انه لا دليل على كون هذه الحالة من الإثم والذنب رغم انها من الصفات الذميمة.
ولكن المرحوم النراقي في (معراج السعادة) يقول : (إذا دفع الحسد صاحبه لأن يرتكب بعض الأفعال والأقوال الذميمة من قبيل الغيبة والشتم للطرف الآخر فإنه يرتكب بذلك إثماً ، وكذلك إذا امتنع من إظهار مثل هذه السلوكيات وتجنّب الأفعال الّتي تدلّ على الحسد ولكنه كان طالباً في باطنه زوال نعمة المحسود وراغباً في ذلك ولم يشعر بالامتعاظ من وجود هذه الحالة في نفسه ولم يغضب عليها فإنه مذنبٌ أيضاً) ([3]).
ولكن الظاهر انه لا دليل على حرمة القسم الثاني من حالات الحسد هذه.
وعليه فإنّ مرحلة عدم الظهور والبروز بدورها لها حالتين : الاولى الحالة الّتي لا يشعر الشخص فيها بالتأثر والانزعاج من وجود هذه الحالة في نفسه ولا يسعى لرفعها بل ينسجم معها أيضاً ، والثانية : أن لا يكون كذلك. ولا يبعدُ أن يأثم الشخص في الحالة الاولى رغم عدم وجود الدليل القاطع على ذلك.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|