الكتل الهوائية جسم ضخم من الهواء متجانس أفقياً في حرارته ورطوبته يغطي ألاف الكيلومترات، ويشترط في تكونها أن يكون الهواء ساكنا فوق منطقة النشوء لعدة أيام وان تتكون في منطقة متجانسة ومنبسطة. تنشا هذه الكتل فوق مناطق الضغط العالي المدارية والقطبية وفوق الماء أو اليابس تتحرك هذه الكتل فتؤثر على المناطق التي تصل إليها حاملة معها الصفات المناخية للمنطقة التي نشأت فوقها. فالتكرار العالي للكتل الهوائية المدارية Tropical فوق منطقة يعني ارتفاع درجة الحرارة. كما أن التكرار العالي للكتل القطبية Polar فوق منطقة يعني انخفاض درجة الحرارة والتكرار العالي للكتل القارية Continental يعني الجفاف بينما التكرار العالي للكتل البحرية Maritime يعني الرطوبة والأمطار. لذلك فان سيادة أي نوع أو التكرار العالي لأنواع من الكتل الهوائية يؤثر على الطقس والمناخ بشكل مباشر هناك مناطق مفضلة للكتل الهوائية لكي تنشأ، وهذه المناطق تسمى المناطق المصدرية للكتل الهوائية ويشترط في المناطق المصدرية أن تتوفر فيها الشروط الآتية:

(1) منطقة سكون هواء لفترة طويلة من الزمن فمناطق الضغط العالي توفر مناطق ممتازة لتوفر هذا الشرط، كما يمكن أن تنشأ في مناطق الضغط الواطئ التي يسود فيها هدوء الهواء مثل المناطق الاستوائية. إن سكون الهواء واستقراره فوق المنطقة لفترة طويلة هو لكي يسمح للهواء أن يأخذ صفات المنطقة التي تكون فوقها. فلكي تنتقل حرارة ورطوبة منطقة إلى الهواء المستقر فوقه يجب أن يبقى الهواء مستقراً لفترة أكثر من ثلاثة أيام.

(2) أن يكون السطح متجانس: إما كله ماء أو كله يابس، إما كله مزروع أو كله اجرد. إن هذه الصفة تعطي للهواء تجانسه من حيث كمية الرطوبة، فالهواء إذا كان جزء منة فوق الماء والأخر فوق اليابس فانه لا يتجانس لان الماء سيعطي رطوبة للجزء الموجود فوقه بينما اليابس لا يعطي هذه الرطوبة فيصبح الهواء فوق اليابس جافاً، وبذلك لا يتحقق التجانس في الهواء في كمية الرطوبة. ونفس الشيء يقال عن الحرارة، فاختلاف التسخين بين الماء واليابس يؤدي إلى اختلاف الحرارة بين أجزاء الهواء فلا يتجانس.

(3) أن يكون السطح مستوي السطح المستوي يسمح للهواء بالتجانس، بينما السطح التضرس لا يسمح بتجانس الهواء. فالمعروف إن الهواء يفقد حرارته بالارتفاع، لذلك تفقد صفة التجانس الافقي بدرجة حرارة الهواء.