أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017
4469
التاريخ: 28-4-2017
3337
التاريخ: 4-5-2017
3628
التاريخ: 2024-09-16
260
|
من الذي عبس وتولى ان جاءه الأعمى؟! روى في سبب نزولها : ان عبد الله بن مكتوم اتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل والعباس بن عبد المطلب وأبيا وأمية ابني خلف كما في مجمع البيان وفي الكشاف عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا جهل والعباس وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الله ويرجو اسلامهم فقال يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله وكرر ذلك ولا يدري تشاغله بالقوم حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقطعه كلامه فاعرض عنه واقبل على القوم يكلمهم فنزلت : {عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} [عبس: 1 - 10] فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد ذلك يكرمه وإذا رآه قال مرحبا بمن عاتبني فيه ربي واستخلفه على المدينة غير مرة . حكى ذلك صاحب مجمع البيان وغيره .
وقال الشريف المرتضى علم الهدى في كتابه تنزيه الأنبياء والأئمة : اما ظاهر الآية فغير دال على توجهها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ولا فيها ما يدل على أنه خطاب بل هي خبر محض لم يصرح بالمخبر عنه وفيها ما يدل عند التأمل على أن المعني بها غير النبي (صلى الله عليه وآله) لأنه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات (صلى الله عليه وآله) في قرآن ولا خبر مع الأعداء المنابذين فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم وصفه بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء وهذا مما لا يصف به نبينا (صلى الله عليه وآله) من يعرفه فليس هذا مشبها لاخلاقه الواسعة وتحننه على قومه وتعطفه وكيف يقول له وما عليك ألا يزكى وهو (صلى الله عليه وآله) مبعوث للدعاء وللتنبيه وكيف لا يكون ذلك عليه وكان هذا القول إغراء بترك الحرص على ايمان قومه وقد قيل إن هذه السورة نزلت في رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان منه هذا الفعل المنعوت فيها ونحن ان شككنا في عين من نزلت فيه فلا ينبغي ان نشك في أنها لم يعن بها النبي (صلى الله عليه وآله) وأي تنفير أبلغ من العبوس في وجوه المؤمنين والتلهي عنهم والاقبال على الأغنياء الكافرين والتصدي لهم وقد نزه الله تعالى النبي (صلى الله عليه وآله) عما دون هذا في التنفير بكثير (اه) وفي مجمع البيان : ويؤيده قوله تعالى وإنك لعلى خلق عظيم . وقوله : ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك .
فالظاهر أن الذي عبس وتولى غيره وقد روي عن الصادق (عليه السلام) انه رجل من بني أمية كان عند النبي (صلى الله عليه وآله) فجاء ابن أم مكتوم فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس واعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وانكره عليه اه أقول : لا مانع من وقوع العتاب منه تعالى للنبي (صلى الله عليه واله) على ترك الأولى وفعل المكروه أو خلاف الأولى لا ينافي العصمة والقول بان العبوس ليس من صفاته (صلى الله عليه وآله) انما يتم إذا لم يكن العبوس لأمر أخروي مهم وهو قطع الحديث مع عظماء قريش الذين يرجو اسلامهم وأن يكون باسلامهم تأييد عظيم للدين وكذلك القول بان الوصف بالتصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة انما
يتم إذا كان تصديه للأغنياء لغناهم لا إرجاء اسلامهم وتلهية عن الفقراء لفقرهم لا لقطعهم حديثه مع من يرجو اسلامه ومع ذلك لا ينافي العتاب له وكون الأولى خلافه اما ما روي عن الصادق (عليه السلام) فقد ينافي صحة هذه الرواية قوله تعالى : وما يدريك لعله يزكى ، فان ذلك الرجل انما عبس في وجه الأعمى تقذرا له لا لأنه لا يرجو تزكيه أو تذكره فالمناسب ان يقال وما يدريك لعله خير من أهل النظافة والبصر وكذا قوله : وما عليك ان لا يزكى فان تصدى الأموي للغني لغناه لا لرجاء ان يزكى وكذا قوله واما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى .
ان ابن أم مكتوم انما جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا الأموي والأموي انما تقذره وانكمش منه لا إنه تلهى عنه فالمناسب أن يكون الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله) وذلك يبطل صدور هذه الرواية من معدن بيت الوحي .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|