أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-4-2017
3587
التاريخ: 22-11-2015
7584
التاريخ: 28-4-2017
3116
التاريخ: 28-4-2017
3106
|
بعد خطة ( تحريم الاستماع إلى القرآن ) بدأوا بتنفيذ خطة اُخرى وهي منع كل قريب وبعيد ممّن رغبوا في الإسلام وقدموا إلى مكة ليتعرفوا على النبيّ وعلى ما اتى به من كتاب ودين من الاتصال بالنبي (صـلى الله علـيه وآله).
فبثت قريش جواسيسها في الطرق المؤدية إلى مكة ليتصلوا بمن يلقونه من هؤلاء ويبادروا إلى منعه من الاتصال برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) والايمان برسالته بشتى الحيل والاساليب.
واليك نموذجين حيّين من هذا الامر.
1 ـ الاعشى :
وكان من شعراء العهد الجاهلي البارزين وكانت قصائده تتناقلها مجالس السَمر القرشية وتتغنى بها محافل انسهم.
وقد بلغ الاعشى في كبره نبأ ما جاء به رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من التوحيد ومن تعاليم الإسلام العظيمة وكان يعيش في منطقة نائية عن مكة حيث لم تصل اليها أشعة الرسالة الإسلامية على وجه التفصيل بعد ولكن ما قد سمع به من تعاليم الإسلام على نحو الاجمال قد اوجد في نفسه هياجاً خاصاً وحرّك مشاعره فأنشأ قصيدة مطوّلة يمدح فيها رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ثم خرج إلى مكة ليهديها إليه (صـلى الله علـيه وآله) وهو في نفس الوقت يريد الإسلام.
ورغم ان تلكم القصيدة لا تتجاوز أبياتُها 24 بيتاً ولكنها تُعدّ من أفضل وافصح ما قيل من الشعر في الإسلام وفي رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في العهد النبوي ويوجد نصّها الكامل في ديوان الأعشى وقد قال فيها وهو يذكر بعض تعاليم الإسلام :
نَبيّاً يرى ما لا يَرون وذكرُه
أغار لعَمري في البلاد وأنجدا
فاياك والميتات لا تقربنّها
ولا تاخذن سَهماً حديداً لتفصدا
وذا النُصب المنصوب لا تُنسكُنَّه
ولا تعبد الأوثان واللّه فاعبُدا
ولا تقربنَّ حُرَّة كان سرُّها
عليك حراماً فانكحن اوتأبّداً
وذا الرحم القربى فلا تقطعنَّه
لعاقبة ولا الاسير المقيِّدا
وسبِّح على حين العشيات والضحى
ولا تحمَد الشيطان واللّه فاحمدا
فلما كان بمكة أو قريباً منها اعترضه جواسيس قريش ورجالها فسألوه عن أمره وقصده فاخبرهم بانه جاء يريد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ليسلم وحيث أنهم كانوا يعرفون بأن الاعشى رجل يحب النساء والخمر حبّاً كبيراً لذلك عمدوا إلى الضرب على هذا الوتر لينفّروه من الإسلام فقالوا له : يا أبا بصير ( وهي كنية الاعشى ) إنه يحرم الزنا.
فقال الاعشى : واللّه ذلك لأمرٌ ما لي فيه من ارب.
فقالوا له : يا أبا بصير فانَّه يحرِّم الخمرَ.
فقال الأعشى ـ وقد صُدِمَ بهذا الخبر ـ أمّا هذه فو اللّه في النفس منها لعلالات ولكني منصرفٌ فأتروى منها عامي هذا ثم آتيه فاُسلم!! فانصرفَ فمات في عامه ذلك ولم يَعُدْ إلى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) .
2 ـ الطُفيل بُن عَمرو الدوسيّ :
وهو الشاعر العربي الحكيم العذب اللسان صاحب النفوذ والكلمة المسموعة في قبيلته.
يروى انه قدم مكة ورسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بها وكانت قريش تخشى ان يتصل بالنبيّ (صـلى الله علـيه وآله) فيسلم.
ومن البديهي أن اسلام رجل مثله كان ممّا يشق على قريش جدّاً ولهذا مشى إليه رجالٌ منهم وقالوا له ـ محذرين ايّاه من رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) :
يا طُفيل إنك قدمت بلادَنا وهذا الرجلُ الّذي بين أظهرنا قد اعضلَ بنا وقد فرّق جماعتنا وشتَّت أمرنا وإنما قوله كالسحر يفرّق بين الرجل وبين ابيه وبين الرجل وبين اخيه وبين الرجل وبين زوجته وإنا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا فلا تكلمنَّه ولا تسمعنَّ منه شيئاً.
ففعلت تحذيراتُ قريش فعلتَها في نفس الطفيل وهم يكرّرونها عليه بقوة وإصرار حتّى انه قرر ان لا يسمع من النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) شيئاً ولا يكلّمه وحشّى اُذنه ـ حين غدى إلى المسجد للطواف ـ قطناً خوفاً من أن يبلغه شيء من قول رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وهو لا يريد ان يسمعه!!!
يقول الطفيل : فغدوت إلى المسجد فاذا رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قائمٌ يصلي عند الكعبة فقمتُ منه قريباً فسمعتُ كلاماً حسناً من غير اختيار مني فقلت في نفسي : واثكلَ اُمي واللّه اني لرجل لبيبٌ شاعرٌ ما يخفى عليّ الحسَنُ من القبيح فما يمنعني أن اسمع من هذا الرجل ما يقول فان كان الّذي يأتي به حسناً قبلتُه وان كان قبيحاً تركتُه؟
فمكثتُ حتّى انصرف رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إلى بيته فاتّبعته حتّى إذا دخل بيته دخلت عليه فقلت : يا محمَّد إن قومك قد قالوا لي كذا وكذا للذي قالوا فواللّه ما برحوا يخوّفونني أمرُك حتّى سردت اُذني بكسرف لئلا اسمع قولك ثم اَبى اللّه إلاّ أن يُسمعني قولك فسمعتهُ قولا حسناً فاعرض عليّ أمرك فعرض عليَّ رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) الإسلام وتلا عليّ القرآن فلا واللّه ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمراً أعدل منه فأسلمتُ وشهدتُ شهادة الحق. ثم قلت : يا الله نبيّ إني امرؤ مطاعٌ في قومي وأنا راجع إليهم وداعيهم إلى الإسلام.
ثم يكتب ابن هشام قائلا : إن الطفيل لم يزل بارض دوس يدعوهم إلى الإسلام حتّى هاجر رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) إلى المدينة ومضى بدر و اُحد و الخندق فقدم على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بمن أسلم معه من قومه وهم سبعون أو ثمانون بيتاً ورسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بخيبر فلحقوا جميعاً برسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بخيبر وبقي مع النبيّ حتّى قُبِضَ (صـلى الله علـيه وآله) ثم سار مع المسلمين ـ في زمن الخلفاء إلى اليمامة وشارك في معركتها وقُتِلَ فيها .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|