أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-8-2022
2873
التاريخ: 28-6-2016
2968
التاريخ: 25-7-2016
2786
التاريخ: 30-12-2021
1963
|
إهتم الإسلام إهتماماً بالغاً بتمتين شبكة العلاقات بين الإنسان وأسرته وأهله وأقربائه وأرحامه. ووضع لهذه العلاقة القريبة إلى الإنسان جواً من السلام والحب والتعاون، وذلك لأن لسلامة هذه الشبكة وصونها دوراً كبيراً في سلامة الفرد والمجتمع، وفي حماية الإنسان وسط مشاكل الحياة ومتاعبها.
وأسرة الإنسان وعترته وأرحامه و... أقرب الناس وألصقهم صلة به وأعرفهم به. فإذا كانت العلاقة قائمة على أسس سليمة كان أهله وأقرباؤه أسرع الناس إلى نجدته وإمداده وعونه وحمايته كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
وقد وردت في القرآن الكريم والحديث الشريف نصوص كثيرة تؤكد على صلة الرحم ومواصلة الأهل والأقرباء والسعي في ذلك ولو كان على مسير سنة.
قال تعالى:
{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 21].
وقال تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى} [البقرة: 83].
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
((أوصي الشاهد أمتي والغائب منهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة أن يصلوا الرحم وإن كان منهم على مسير سنة، فإن ذلك من الدين))(1).
وهكذا أيضاً أولى الإسلام الإهتمام الكبير للعلاقة بين الإنسان وزوجته وأرادها أن تكون في جو صالح يتبادل فيه الزوجان المحبة والثقة والألفة والتعاون، ويركَنُ إليه كلُّ من الزوجين، ويجد فيه حاجته النفسية وتعابير القرآن الكريم عن طبيعة الحياة الزوجية ودورها ومهمتها في حياة الإنسان تستوقف الإنسان وتدعوه إلى التأمل.
فقد قال تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].
{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} [البقرة: 187].
فكل من الزوجين سترٌ للآخر، يستره ويحميه من السقوط في الرذيلة، ويستره عن سيطرة الشهوات.
وعن الإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) في رسالته المعروفة برسالة الحقوق يقول:
((أما حق الزوجة فأن تعلم أن الله (عز وجل) جعلها لك سكناً وأنساً، فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك، فتكرمها، وترفُقُ بها))(2).
وأما الشطر الآخر من علاقات الإنسان الاجتماعية الخاصة فهو العلاقة داخل العائلة الخاصة، والتي لها دور مهم في بناء العائلة بناءً سليماً. ونقصد بهذه العلاقة، علاقة الوالدين بالأولاد وبالعكس.
فهذه العلاقة أيضاً أولاها الإسلام إهتماماً كبيراً وعناية خاصة.
فأمر الوالدين بأن يعطوا الطفل المودة والرحمة التي لا تقِلُّ عن الحاجة إلى النوم والغذاء وأمرهم بإكرامه وبره، وأن يحسنوا تربيته ومعاملته، ووضع قانوناً للولد في علاقته مع والديه حيث أمره بأن يُحسن إليهما وأن يبرهما ولا يعقهما و ....
وقد دعا الإمام علي (عليه السلام) في كلماته وأقواله إلى الإهتمام بهذه الجوانب التي تقع في ضمن علاقات الإنسان الخاصة وهي:
1- علاقة الإنسان بذوي القربى.
أ ـ العلاقة مع الأرحام:
علاقة الإنسان مع ذوي القربى:
أكد الإمام علي (عليه السلام) على الفوائد، العظيمة لصلة الرحم، وحث على الإهتمام بها، لأن الإنسان لا يمكن أن يستغني عنهم باعتبارهم المدافع والمحامي الأول عنه حين وقوع المصائب والنكبات ولهذا يقول:
((أيها الناس إنَّه لا يستغني الرجل ـ وإن كان ذا مال ـ عن عترته، ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهم أعظم الناس حيطة من ورائه، وألمهم لشعثِه، وأعطفهم عليه عند نازلةٍ إذا نزلت به، ولسان الصدقِ يَجعلُهُ الله للمرء في الناس، خير له من المال يرثه غيره.
ألا لا يَعدِلَنْ أحدُكُم عن القرابة يرى بها الخصاصة، أن يَسدَّها بالذي لا يزيدُهُ إن أمسكَهُ، ولا ينقُصُهُ إِن أَهْلَكَهُ، ومَن يَقْبضُ يَدَهُ عن عشيرته، فإنَّما تُقْبَضُ منه عنهم يدٌ واحدةٌ، وتُقْبَضُ منهم عنه أيدٍ كثيرة! ومن تلن حاشيته يَستَدِم من قومه المودة))(3).
وقال (عليه السلام) للحث على صلة الرحم:
((فَمَنْ آتاه الله مالاً فليصل به القرابة، وليُحسِن منه الضيافة، وليفك به الأسير والعاني، وَلْيُعْطِ منه الفقير والغانم))(4).
ويذكر الإمام (عليه السلام) بأن من مسؤوليات رب الأسرة أن يأمر أهله ورَحَمِه بعبادة الله (كالصلاة) كما كان يأمر بها النبي (صلى الله عليه وآله) أهله.
((وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نَصِباً بالصلاة بعد التبشير له بالجنة، لقول الله سبحانه وتعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}، فكان يأمر بها أهله، ويصبر عليها نفسه))(5).
ويأمر (عليه السلام) أن يُكرم الإنسان أقربائه وأرحامه وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية فيقول:
((وأكرم عشيرتك، فإنَّهم جناحكَ الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها تَصُولُ))(6).
فوائد صلة الرحم:
يذكر الإمام علي (عليه السلام) جملةً من فوائد صلة الرحم وهي:
1- إنها من موجبات الإسلام، ويكرِّم الله من يُكرم أرحامه.
((إن صلة الأرحام لمن موجبات الإسلام، وإن الله سبحانه أمر بإكرامها، وإنه تعالى يَصِلُ من وصلها، ويقطعُ من قطعها، ويكرم من أكرمها))(7).
2ـ إن صلة الرحم تجلب النِعم وتزيد في الأموال...
((صلة الرحم تُدِرُّ النعم، وتدفع النقم))(8).
((صلة الأرحام تُثمر الأموال، وتُنسىء في الآجال))(9).
((صلة الأرحام مثراةٌ من الأموال مَرْفَعَةٌ (رافعة) للأعمال))(10).
3ـ إن الأرحام إذا تواصلوا اشتدت عاطفتهم على بعضهم.
((إِنَّ الرَّحم إذا تماسَتْ تعاطفت))(11).
صلة الرحم تُوجِبُ المحبَّة وتكبتُ العدو(12).
4ـ إنها من أفضل الخصال الحميدة.
((صلة الأرحام من أفضل شيم الكرام))(13).
((مِن الكَرَم صلة الرحم))(14).
قطيعة الرحم وذمها:
وردت نصوص وأحاديث كثيرة عن الإمام علي (عليه السلام) تطرح سلبيات وأضرار قطيعة الرحم على الإنسان وهي:
1- أنها تورث الفقر:
((وقطيعة الرحم تورث الفقر))(15).
2- أنها علامة عدم الإيمان:
((ما آمن بالله من قطع رحمه))(16).
3- أنها سبب النقمة وإزالة النعمة:
((في قطيعة الرحم حلول النقم))(17).
((قطيعة الرحم تُزيلُ النِّعَمَ))(18).
4ـ أنها من الخصال السيئة:
((قطيعة الرحم مِن أقبح الشيم(19).
5ـ أنها من أكبر المعاصي:
((أقبح المعاصي قطيعة الرحم والعقوق))(20).
صلة الرحم وحدودها:
رغم التأكيد والاهتمام البالغ الذي رأيناه في كلمات الإمام علي (عليه السلام) على صلة الرحم، وعلى جعلها من المسائل المهمة في حياة الإنسان، لكن ذلك مرهون بحدود وشروط معينة وهي أن لا يجعل الإنسان من القرابة عاملاً للإبتعاد عن الدين، بحيث يجعلها الإنسان شغله الشاغل، وهَمُّه الأكبر الذي يصرفه عن أمور دينه .
ولهذا يقول (عليه السلام):
لا تجعلن أكثر شغلك بأهلك وولدك، فإن يكن أهلك، وولدك أولياء الله، فإن الله لا يُضيعُ أولياءه، وإن يكونوا أعداء الله، فلما هَمُّك وشغلك بأعداء الله؟(21).
وقال (عليه السلام):
((ولا يَكُن أهلُكَ أشقى الخلقِ بِك))(22) .
وأما الأمور التي يجب أن يقدمها الإنسان على القرابة والرحم. فهي ما لو اقتضى الإسلام أن يقف الإنسان موقف العداء من قرابته الذين هم في خط أعداء الله، فحينئذ لا يجوز تقديم القرابة على الدين الذي هو المقياس الأساس في خط الإنسان.
ويتحدث الإمام علي (عليه السلام) عن الزمن الأول الذي بُعِثَ فيه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وكيف أن الإنسان المسلم كان يواجه بعقيدته كل الناس حتى أقربهم إليه في سبيل الحفاظ على الإسلام ونشره حيث يقول (عليه السلام):
((لقد كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك إلا إيماناً))(23).
__________________________________
(1) بحار الأنوار المجلسي ج 74 ص 105.
(2) بحار الأنوار: ج 74 ص5.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 23.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 108.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 140.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 199.
(7) نهج البلاغة: الرسالة 31.
(8) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: مصطفى درايتي. ص405 الباب الأول في الأهل.
(9) نفس المصدر.
(10) نفس المصدر.
(11) نفس المصدر.
(12) نفس المصدر.
(13) نفس المصدر.
(14) نفس المصدر.
(15) نفس المصدر.
(16) الخصال للصدوق (ص 505 أبواب الستة عشر (ح 2).
تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: درايتي، ص405 الباب الأول في الأهل.
(17) نفس المصدر.
(18) نفس المصدر.
(19) نفس المصدر.
(20) نفس المصدر.
(21) نهج البلاغة: الحكمة: 352.
(22) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(23) نهج البلاغة: الخطبة: 56.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
بالتعاون مع العتبة العباسية مهرجان الشهادة الرابع عشر يشهد انعقاد مؤتمر العشائر في واسط
|
|
|