أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-06-2015
6837
التاريخ: 2023-03-04
1252
التاريخ: 2023-03-04
1567
التاريخ: 2023-02-11
2853
|
نباش القبور والتوبة النصوح
قال تعالى : { وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ( 135 ) أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ }[ آل عمران : 135 - 136 ].
1 - قال الإمام الباقر عليه السّلام : « الإصرار هو أن يذنب الذنب فلا يستغفر اللّه ، ولا يحدّث نفسه بتوبة فذلك الإصرار » « 1 » .
2 - دخل معاذ بن جبل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم باكيا ، فسلّم فردّ عليه السّلام ، ثمّ قال : « ما يبكيك ، يا معاذ » ؟
فقال : يا رسول اللّه ، إنّ بالباب شابّا طريّ الجسد ، نقيّ اللّون ، حسن الصورة ، يبكي على شبابه بكاء الثّكلى على ولدها ، يريد الدخول عليك .
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « أدخل عليّ الشابّ ، يا معاذ » فأدخله عليه ، فسلّم ، فردّ عليه السّلام ، فقال :
« ما يبكيك ، يا شابّ » ؟ فقال : وكيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا إن أخذني اللّه عزّ وجلّ ببعضها أدخلني نار جهنّم ، ولا أراني إلّا سيأخذني بها ، ولا يغفرها لي أبدا .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « هل أشركت باللّه شيئا » ؟ قال : أعوذ باللّه أن أشرك بربّي شيئا .
قال : « أقتلت النفس التي حرّم اللّه » ؟ ، قال : لا .
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « يغفر اللّه لك ذنوبك ، وإن كانت مثل الجبال الرّواسي » ، قال الشابّ : فإنّها أعظم من الجبال الرّواسي .
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « يغفر اللّه لك ذنوبك ، وإن كانت مثل الأرضين السّبع ، وبحارها ، ورمالها ، وأشجارها ، وما فيها من الخلق » .
قال : فإنّها أعظم من الأرضين وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق .
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « يغفر اللّه لك ذنوبك ، وإن كانت مثل السماوات ، ونجومها ، ومثل العرش والكرسي » .
قال : فإنّها أعظم من ذلك .
فنظر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كهيئة الغضبان ، ثمّ قال : « ويحك يا شابّ ، ذنوبك أعظم من ربّك » ؟ فخرّ الشاب على وجهه ، وهو يقول : سبحان اللّه ربّي ، ما من شيء أعظم من ربّي ، ربّي أعظم يا نبي اللّه ، اللّه أعظم من كلّ عظيم » .
فقال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « فهل يغفر الذنب العظيم إلّا الربّ العظيم » ؟ فقال الشابّ : لا واللّه ، يا رسول اللّه .
ثمّ سكت الشابّ . فقال له النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « ويحك - يا شابّ - ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك » ؟
قال : بلى ، أخبرك ، أنّي كنت أنبش القبور سبع سنين ، أخرج الأموات وأنزع الأكفان ، فماتت جارية من بعض بنات الأنصار ، فلمّا حملت إلى قبرها ودفنت ، وانصرف عنها أهلها ، وجنّ عليهم الليل ، أتيت قبرها فنبشتها ، ثمّ استخرجتها ونزعت ما كان عليها من أكفانها ، وتركتها مجرّدة على شفير قبرها ومضيت منصرفا ، فأتاني الشيطان فأقبل يزيّنها لي ، ويقول : أما ترى بطنها وبياضها ، أما ترى وركيها ؟ فلم يزل يقول لي هذا حتّى رجعت إليها ، ولم أملك نفسي حتّى جامعتها وتركتها مكانها ، فإذا أنا بصوت من ورائي ، يقول :
يا شاب ، ويل لك من ديّان يوم الدين ، يوم يقفني وإيّاك كما تركتني عريانة في عسكر الموتى ، ونزعتني من حفرتي وسلبتني أكفاني ، وتركتني أقوم جنبة إلى حسابي ، فويل لشبابك من النار ، فما أظنّ أنّي أشمّ رائحة الجنّة أبدا ، فما ترى لي ، يا رسول اللّه ؟
فقال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : « تنحّ عني يا فاسق ، إني أخاف أن أحترق بنارك ، فما أقربك من النار ! » .
ثمّ لم يزل صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يقول ويشير إليه حتّى أمعن من بين يديه فذهب ، فأتى المدينة فتزوّد منها ، ثمّ أتى بعض جبالها فتعبّد فيها ، ولبس مسحا ، وغلّ يديه جميعا إلى عنقه ، ونادى : يا ربّ ، هذا عبدك بهلول ، بين يديك مغلول ، يا ربّ أنت الذي تعرفني ، وزلّ منّي ما تعلم يا سيّدي ، يا ربّ ، إنّي أصبحت من النادمين ، وأتيت نبيّك تائبا فطردني وزادني خوفا ، فأسألك باسمك وجلالك وعظمة سلطانك أن لا تخيّب رجائي ، سيّدي ولا تبطل دعائي ولا تقنطني من رحمتك ، فلم يزل يقول ذلك أربعين يوما وليلة ، تبكي له السّباع والوحوش ، فلمّا تمّ له أربعون يوما وليلة رفع يديه إلى السماء ، وقال : اللهم ما فعلت في حاجتي ؟ إن كنت استجبت دعائي ، وغفرت خطيئتي ، فأوح إلى نبيّك ، وإن لم تستجب دعائي ، ولم تغفر لي خطيئتي ، وأردت عقوبتي ، فعجّل بنار تحرقني أو عقوبة في الدنيا تهلكني ، وخلّصني من فضيحة يوم القيامة . فأنزل اللّه تبارك وتعالى على نبيّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً يعني الزنا أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ يعني بارتكاب ذنب أعظم من الزّنا ، ونبش القبور ، وأخذ الأكفان ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ يقول : خافوا اللّه فعجّلوا التوبة وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ يقول اللّه عزّ وجلّ : أتاك عبدي - يا محمد - تائبا فطردته ، فأين يذهب ، وإلى من يقصد ، ومن يسأل أن يغفر له ذنبا غيري ؟ !
ثمّ قال عزّ وجلّ : { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } يقول : لم يقيموا على الزنا ، ونبش القبور ، وأخذ الأكفان { أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ }.
فلمّا نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم خرج وهو يتلوها ويبتسم . فقال لأصحابه : « من يدلّني على ذلك الشاب » ؟ فقال معاذ : يا رسول اللّه ، بلغنا أنّه في موضع كذا وكذا ، فمضى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بأصحابه حتّى انتهوا إلى ذلك الجبل ، فصعدوا إليه يطلبون الشابّ ، فإذا هم بالشاب قائم بين صخرتين ، مغلولة يداه إلى عنقه ، قد اسودّ وجهه ، وتساقطت أشفار عينيه من البكاء ، وهو يقول : سيّدي ، قد أحسنت خلقي وأحسنت صورتي ، فليت شعري ما ذا تريد بي ، أفي النار تحرقني أم في جوارك تسكنني ؟
اللّهم إنّك قد أكثرت الإحسان إليّ وأنعمت عليّ ، فليت شعري ما ذا يكون آخر أمري ، إلى الجنّة تزفّني ، أم إلى النار تسوقني ؟ اللهمّ إنّ خطيئتي أعظم من السماوات والأرضين ، ومن كرسيّك الواسع ، وعرشك العظيم ، فليت شعري تغفر خطيئتي ، أم تفضحني بها يوم القيامة ؟
فلم يزل يقول نحو هذا وهو يبكي ويحثو التراب على رأسه ، وقد أحاطت به السّباع ، وصفّت فوقه الطير وهم يبكون لبكائه ، فدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فأطلق يديه من عنقه ، ونفض التراب عن رأسه ، وقال : « يا بهلول ، أبشر فإنّك عتيق اللّه من النار » ثمّ قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأصحابه : « هكذا تداركوا الذنوب ، كما تداركها بهلول » ثمّ تلا عليه ما أنزل اللّه عزّ وجلّ فيه ، وبشّره بالجنّة « 2» .
_________________
( 1 ) الكافي : ج 2 ، ص 219 ، ح 2 .
( 2 ) الأمالي : ص 45 ، ح 3 .
------------------------------
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|