أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-24
2505
التاريخ: 12-1-2023
2686
التاريخ: 9-11-2020
3406
التاريخ: 2023-03-27
1199
|
قصة المردة من اليهود ؟ !
س : أيمكننا معرفة قصة هؤلاء المردة من اليهود ؟ !
الجواب / نعم ، كان هؤلاء قوم من رؤساء اليهود وعلمائهم احتجبوا أموال الصدقات والمبرّات فأكلوها واقتطعوها ، ثم حضروا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقد حشروا « 1 » عليه عوامهم ، يقولون : إن محمدا تعدّى طوره ، وادّعى ما ليس له .
فجاءوا بأجمعهم إلى حضرته ، وقد اعتقد عامّتهم أن يقعوا برسول اللّه
فيقتلوه ، ولو أنه في جماهير أصحابه ، لا يبالون بما آتاهم به الدهر ، فلمّا حضروه وكثروا وكانوا بين يديه ، قال لهم رؤساؤهم - وقد واطؤوا عوامّهم على أنهم إذا أفحموا محمّدا وضعوا عليه سيوفهم ، فقال رؤساؤهم - : يا محمد ، جئت تزعم أنك رسول ربّ العالمين نظير موسى وسائر الأنبياء المتقدّمين ؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : أمّا قولي : إنّي رسول اللّه فنعم ، وأمّا أن أقول : إنّي نظير موسى وسائر الأنبياء ، فما أقول هذا ، وما كنت لأصغّر ما عظّمه اللّه تعالى من قدري ، بل قال ربّي : يا محمّد ، إنّ فضلك على جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة المقرّبين كفضلي - وأنا ربّ العزّة - على سائر الخلق أجمعين ؛ وكذلك ما قال اللّه تعالى لموسى لمّا ظنّ أنّه قد فضّله على جميع العالمين . فغلظ ذلك على اليهود ، وهمّوا بقتله ، فذهبوا يسلّون سيوفهم فما منهم أحد إلّا وجد يديه إلى خلفه كالمكتوف ، يابسا لا يقدر أن يحرّكهما وتحيّروا .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - ورأى ما بهم من الحيرة - : لا تجزعوا ، فخير أراده اللّه بكم ، منعكم من التوثّب « 2 » على وليّه ، وحبسكم على استماع حججه في نبوّة محمّد ووصيّة أخيه عليّ .
ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : معاشر اليهود ، هؤلاء رؤساؤكم كافرون ، ولأموالكم محتجبون ، ولحقوقكم باخسون ، ولكم - في قسمة من بعد ما اقتطعوه ظالمون ، يخفضون فيرفعون .
فقالت رؤساء اليهود : حدّث عن موضع الحجّة ، أحجّة نبوّتك ووصيّة عليّ أخيك هذا ، دعواك الأباطيل وإغراؤك قومنا بنا ؟ « 3 » .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : لا ، ولكنّ اللّه عزّ وجلّ قد أذن لنبيّه أن يدعو بالأموال التي تختانونها « 4 » من هؤلاء الضعفاء ومن يليهم فيحضرها ها هنا بين يديه وكذلك يدعو حساباتكم فيحضرها لديه ، ثم يدعو من واطأتموه على اقتطاع أموال الضعفاء فينطق باقتطاعهم جوارحهم ، وكذلك ينطق باقتطاعكم جوارحكم .
ثم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا ملائكة ربّي ، أحضروني أصناف الأموال التي اقتطعها هؤلاء الظالمون لعوامّهم ، فإذا الدراهم في الأكياس ، والدنانير والثياب والحيوانات وأصناف الأموال منحدرة عليهم سرحا « 5 » حتى استقرّت بين أيديهم .
ثمّ قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : آتوا بحسابات هؤلاء الظالمين الذين خالطوا بها هؤلاء الفقراء ، فإذا الأدراج « 6 » تنزل عليهم ، فلمّا استقرّت على الأرض ، قال : خذوها ، فأخذوها فقرءوا فيها : نصيب كلّ قوم كذا وكذا .
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا ملائكة ربّي ، اكتبوا تحت اسم كلّ واحد من هؤلاء ما سرقوا منه وبيّنوه ، فظهرت كتابة بيّنة : لا بل نصيب كلّ واحد كذا وكذا ، فإذا إنّهم قد خانوهم عشرة أمثال ما دفعوا إليهم .
ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يا ملائكة ربّي ، ميّزوا من هذه الأموال الحاضرة كل ما فضل ممّا بيّنه هؤلاء الظالمون ، لتؤدّى إلى مستحقّها ، فاضطربت تلك الأموال ، وجعلت تفصل بعضها من بعض حتى تميزت أجزاؤها كما ظهر في الكتاب المكتوب ، وبيّن أنهم سرقوه واقتطعوه ، فدفع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى من حضر من عوامّهم نصبهم ، وبعث إلى من غاب فأعطاه ، وأعطى ورثه من قد مات ، وفضح اللّه اليهود والرؤساء ، وغلب الشّقاء على بعضهم وبعض العوامّ ، ووفّق اللّه بعضهم .
فقال الرؤساء الذين همّوا بالإسلام : نشهد - يا محمّد - أنّك النبيّ الأفضل ، وأنّ أخاك هذا هو الوصيّ الأجلّ الأكمل ، فقد فضحنا اللّه بذنوبنا ، أرأيت إن تبنا وأقلعنا ما ذا تكون حالنا ؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إذن أنتم رفقائنا في الجنان ، وتكونون في الدنيا في دين اللّه إخواننا ، ويوسّع اللّه تعالى أرزاقكم ، وتجدون في مواضع هذه الأموال التي أخذت منكم أضعافا ، وينسى هؤلاء الخلق فضيحتكم حتى لا يذكرها أحد منهم .
فقالوا : إنّا نشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، وأنّك - يا محمّد - عبده ورسوله وصفيّه وخليله ، وأنّ عليّا أخوك ووزيرك ، والقيّم بدينك ، والنائب عنك ، والمناضل دونك ، وهو منك بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدك ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فأنتم المفلحون » « 7 » .
________________________
( 1 ) حشرت الناس : جمعتهم . « الصحاح - حشر - 2 : 630 » .
( 2) وقيل : الوثوب .
( 3 ) أغرى الإنسان غيره بالشيء : حرّضه عليه . « المعجم الوسيط - غرا - 2 : 651 » .
( 4 ) خان الشيء : نقصه . « المعجم الوسيط - خان - 1 : 263 » . وقيل : خنتموها .
( 5 ) سرحا : أي سهلا سريعا . « لسان العرب - سرح - 2 : 479 » ، وقيل : من حالق ، أي من مكان مشرف . « الصحاح - حلق - 4 : 1463 » .
( 6 ) الدّرج : وهو الذي يكتب فيه . « الصحاح - درج - 1 : 314 » .
( 7 ) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : ص 233 ، ح 114 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|