أما علم المناخ Climatology فانه العلم الذي يدرس ويصف ويحلل ويربط عناصر المناخ المشار إليها ولفترة قد تطول أو تقصر. فقد بدا علم المناخ وصفياً، ثم تطور ليتحول إلى التحليل والربط. أما بالنسبة إلى الفترة الزمنية فقد كان التركيز سابقاً على أن الدراسات المناخية لا تصح إلا إذا كانت فترة الدراسة ثلاثون سنة أو أكثر. باعتبار إن المعدل يكون اقرب إلى الثبات واقرب إلى التعبير عن حالة المناخ إذا كان لفترة ثلاثين سنة، وهذا ما أطلق عليه الدورة المناخية Climatic cycle. ولكن بدأت تظهر في الآونة الأخيرة دراسات تعتمد على فترة أقصر. فبعد أن اقتنع الباحثون إن المناخ بعيد عن الثبات، وأن فترة الثلاثين سنة التي اعتمدت سابقاً تتباين معدلاتها بين كل ثلاثين سنة وأخرى ظهرت دراسات مناخية تناولت فترة اقصر ، مثل شهر، أو سنة، أوعده سنوات.

أن هذه التطورات التي أدخلت على الدراسات المناخية كان لها ما يبررها . المناخ إذا هو معدل تكرار الظاهرة وتوزيعها الجغرافي، بينما علم المناخ هو الوسيلة التي تدرس هذه الظاهرة وتحللها أي تحاول أن تجد لها تفسيراً علمياً لتبايناتها. ومن هذا المنطلق نقول أن الدراسات المناخية هي دراسات جغرافية وان الجغرافي أقدر من غيره على إعطاء صورة شمولية لمناخ منطقة ما . فالنظرة الشمولية التي يمتلكها الجغرافي تؤهله أن يحلل عناصر المناخ ويربط بينها، ويجد لها التفسير المرتبط بالمكان الذي تحدث فيه. وبذلك يعد المناخ من فروع الجغرافية Geography المهمة والتي لأغنى لأي جغرافي عنها. فهو يؤثر في العديد من الظواهر الجغرافية المهمة وكذلك يتأثر بها .

يؤثر المناخ بشكل مباشر على النشاطات الاقتصادية للإنسان كالزراعة والصناعة والنقل. كما يؤثر على توزيع السكان وطراز البناء ونوع الملابس. كما يؤثر المناخ بشكل مباشر في أشكال سطح الأرض والمياه والتربة والنبات الطبيعي. ويؤثر المناخ بشكل غير مباشر في العديد من النشاطات البشرية والطبيعية بل لا نجانب الحقيقة إذا قلنا لا يوجد فرع من فروع الجغرافية البشرية والطبيعية لا يؤثر فيه المناخ بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.