أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
372
التاريخ: 17-10-2016
288
التاريخ: 17-10-2016
408
التاريخ: 17-10-2016
262
|
الفرثيــون Parthians:
«الفرثيون» هم سكان إقليم فرثيا أو بارثيا (خراسان) الذي كان يقطن فيه أحد الشعوب الإيرانية (الآرية). وقد حصل هذا الإقليم على استقلاله في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد أيام سلوقس الثاني (241 - 226 ق.م)، وكانت عاصمته أرشاق. ثم أخذت الدولة تتَّسع بما كانت تستولى عليه من أقاليم الدولة السلوقية حتى ضمَّت في أقـصى ازدهـارها كل مدن إيران الحديثـة، والعـراق، ومعظم بلاد الأفغان، وقسماً من تركيا، وأقاليم متسعة كانت تابعة للاتحاد السوفيتي (سابقاً). ومع القرن الثاني قبل الميلاد، سيطر الفرثيون على المناطق التي كان السلوقيون قد استولوا عليها من أملاك الإمبراطورية الفارسية، ومنها بلاد الرافدين التي ضموها إلى مملكتهم عام 141 ق.م، وجعلوا سلوقية (على بعد ميلين جنوب شرقي بغداد) عاصمة شتوية لهم، وهاجموا سوريا وسيطروا على تَدمُر باعتبارها من أهم المراكز التجارية، ولكنهم لم ينجحوا في ضم فلسطين.
ولم تكن الدولة الفرثية تتَّسم بالمركزية، وإنما كان حكمها فيدرالياً إذ قُسِّمت المملكة الواسعة إلى ممالك صغيرة وإمارات يحكم كل مملكة أو إمارة ملك أو أمير يكون خاضعاً للملك الفرثي الجالس على عرش طيسفون. وكانت بعض المدن مستقلة استقلالاً إدارياً وسياسياً، ولم يكن للفرثيين عليها إلا خراج يتقاضونه. وكان ضمن هذه الإمارات خمس في العراق، هي: ميسان والحضر وحدياب والحيرة وسنجار.
ويبدو أن طبقة الأمراء كانت تتمتع بنفوذ واسع. ومما زاد من أهمية هذه الطبقة أن خليفة الملك لم يكن بالضرورة أحد أقاربه. وكان للأمراء يد في تعيينه، وهو ما كان يُولِّد التوترات دائماً. وقد بدأت دولة الفرثيين تتدهور في القرن الأول قبل الميلاد. ومع موت إفراهاط الرابع (37-2 ق. م) ، عم الاضطراب والوهن ونشبت الاضطرابات والنزاعات بين الأمراء على الحكم، وهذا هو ما شجع بعض المدن والمقاطعات على أن تتحرر من تبعية الدولة الفرثية. وقد تزامن مع صعود القوة الرومانية، فوقع الصراع بين الفرثيين والرومان على طرق التجارة والقوافل على الرات وعبر الصحراء. وقد تدخل الرومان فى شئون المملكة الداخلية حتى صار الأمراء يستغيثون بهم لمعاونتهم ضد منافسيهم للوصول إلى الحكم. وأباد الفرثيون جيشاً رومانياً بقيادة كراسوس عام 53ق. م كما كبدوا تراجان خسائر فادحة حينما قام بحملة لفتح بلادهم (114 - 117م). وقد وضع الفرثيون حداً للتوغل الروماني، واستمرت الحروب مع هذا بين الطرفين سجالاً.
وكان عدد اليهود في بابل، التابعة للدولة الفرثية، كبيراً للغاية إذ بلغ ما بين 800.000 و1.200.000 أي 10 ـ 12% من مجموع سكان بابل. وقد انعكست لامركزية الإمبراطورية الفرثية وفيدراليتها على وضع اليهود، إذ تمتع أعضاء الجماعات اليهودية بقدرٍ كبير من الاستقلال. ففي المدن التي كانت لهم فيها طائفة كبيرة، تمتعوا بالاستقلال وحق انتخاب القضاة. أما في المدن التي كان كل أو معظم سكانها يهوداً، فإنهم كانوا يتمتعون بما كان للمدن اليونانية من الاستقلال، وظهرت طبقة أرستقراطية يهودية مندمجة في محيطها الحضاري.
ولأن الدولة الفرثية لم تكن دولة مركزية قوية، فلم تكن لها عبادة رسمية (رغم انتشار عبادة الآلهة الإيرانية في معابد النار). ولذا، فقد قام تَحالُف قوي بين النخبة الحاكمة الفرثية والجماعة اليهودية التي قام أعضاؤها بنشاط تبشيري فيها وازدهرت داخلها. وظهرت وظيفة رأس الجالوت (المنفى) في تلك الفترة، وتم تأسيس حلقة سورا التلمودية التي كانت تُعدُّ مركز الحياة الفكرية والدينية لليهود لمئات من السنين، وذلك حتى بعد التمرد اليهودي الثاني (132 ـ 135) ضد الرومان (بركوخبا). كما أسَّس اليهود السنهدرين ليحل محل سنهدرين فلسطين، أملين أن ينتقل مركز السلطة من فلسطين إلى بابل، ولكنهم فشلوا في ذلك، إذ استعاد سنهدرين فلسطين مكانته.
ومن الحقائق الجديرة بالذكر أن يهود بابل لم يكترثوا كثيراً في هذه الفترة للتمرد اليهودي الأول (66 - 70) ضد الرومان، فقد كان الهيكل وحده محط اهتمامهم. وبعد هدمه، استخدم الرومان يوسيفوس كي يبرئهم أمام جماهير اليهود. وقد توجَّه هو إلى «إخوتنا عبر نهر الفرات » أي يهود بابل. وكذلك لم يؤيد يهود بابل التمرد اليهودي الثاني (132 ـ 135). ولكن، أثناء حملة تراجان، ثار ضده يهود بابل ربما بسبب انتمائهم إلى الإمبراطورية الفرثية.
وقد استفاد أعضاء الجماعات اليهودية من وجودهم في كلٍّ من الإمبراطوريتين الرومانية والفرثية بتكوين شبكة تجارية عالمية، فاشترك أمير اليهود (ناسي) في فلسطين مع رأس الجالوت في فرثيا في تجارة الحرير، وقد كانت واحدة من أهم السلع في التجارة الدولية.
ومن إمارات الدولة الفرثية، إمارة حدياب التي تهوَّدت أسرتها المالكة. ولم تكترث الجماهير لذلك، أما النبلاء فقد قاوموا هذا التهود الذي كان يعني تحولاً في سياسة الإمارة. وأصبحت الإمارة ساحة للصراع بين الرومان والفرثيين، كما ألف أخوان يهوديان هما أسيناي وأنيلاي عصابة من المتشردين وقطاع الطرق في زمن أرطبان الثالث (11 ـ 40) وبنيا قلعة وأخذا يجمعان الإتاوات من أصحاب الأغنام في المناطق المجاورة مقابل حمايتهم. وأخذ نفوذهما يتَّسع في المنطقة حتى أسسا ما يشبه دولة العصابات. وقد استمرت هذه الدولة مدة خمسة عشر عاماً (25 ـ 40). وفي نهاية الأمر، تَمرَّد البابليون ضد العصابة اليهودية وقضوا على زعيمها وجماعته، بل هاجوا ضد الجماعة اليهودية ككل، ففرَّ خمسة آلاف يهودي إلى سلوقية، وفرَّ الباقون إلى طيسفون ثم إلى نهر دعه وغيرها من المدن التي كانت تضم كثافة سكانية يهودية.
هذا فيما يتصل بالجماعات اليهودية داخل الدولة الفرثية. أما فيما يتصل بعلاقة الدولة الفرثية بيهود فلسطين، فقد حاول الفرثيون، شأنهم شأن كثير من القوى الكبرى في الشرق الأدنى القديم، أن يكسبوا يهود فلسطين إلى صفهم في صراعهم ضد السلوقيين والرومان فأعادوا أنتيجـونوس ماثياس (الحشـموني) لعرشـه في يهودا عام 40 ق.م. ولكن الرومان قبضوا عليه وأعدموه عام 37 ق.م.
وعلق اليهود الآمال على الفرثيين. وقد قال أحد الحاخامات إنه إذا رأى إنسان حصاناً فرثياً مربوطاً بجوار شاهد قبر في فلسطين لوجب عليه أن يُصغي لخطوات الماشيَّح. ولكن، نظراً لانعدام مركزية الدولة، رفض الأمراء الفرثيون تمويل حملة ضد فلسطين. ولذا، مني الحزب اليهودي الموالي للفرثيين بالهزيمة في فلسطين وأحكم الرومان هيمنتهم. ثم سقطت الأسرة الفرثية حوالي عام 224م على يد أردشير الأول (226ـ 240) الذي أسس الإمبراطورية الساسانية التي ورثت جميع ممتلكات الإمبراطورية الفرثية.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|