أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016
10226
التاريخ: 10-12-2015
7085
التاريخ: 10-12-2015
9490
التاريخ: 24-7-2022
1833
|
مقا- سوق : أصل واحد ، وهو حدو الشيء ، يقال ساقه يسوقه سوقا.
والسيّقة : ما استيق من الدّواب. ويقال سقت الى امرأتي صداقها ، وأسقته. والسوق : مشتقّة من هذا ، لما يساق اليها من كلّ شيء ، والجمع أسواق. والساق للإنسان وغيره ، والجمع سوق ، إنّما سمّيت بذلك لأنّ الماشي ينساق عليها. ويقال امرأة سوقاء ، ورجل أسوق : إذا كان عظيم الساق.
مصبا- سقت الدابّة أسوقها سوقا ، والمفعول مسوق ، وساق الصداق الى امرأته : حمله اليها ، وأساقه : لغة. وساق نفسه وهو في السياق أي في النزاع. والساق من الأعضاء : أنثى وهو ما بين الركبة والقدم ، وتصغيرها سويقة. والسوق : يذكّر ويؤنّث ، والنسبة اليها سوقيّ على لفظها. وقولهم رجل سوقة : ليس المراد أنّه من أهل الأسواق كما تظنّه العامّة ، بل السوقة عند العرب خلاف الملك ، وتطلق على الواحد والمثنّى والمجموع ، وربّما جمعت على سوق مثل غرفة وغرف. والسويق ما يعمل من الحنطة والشعير معروف.
مفر- سوق الإبل : جلبها وطردها. والسيقة : ما يساق من الدّواب. وسقت المهر الى المرأة ، وذلك أنّ مهورهم كانت الإبل.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو حثّ على سير من خلف ، في ظاهر أو معنى. وسبق في السحب أن الجلب هو السير به بالقهر- راجعه.
فالسوق في الظاهر ، كما في : . {فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ} [فاطر : 9].
والسوق المعنويّ ، كما في : . {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة : 30].
والسوق في ما وراء المادّة ، كما في : . {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ} [الزمر : 71].
{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ} [الزمر : 73].
فكما أنّ السحاب يساق الى بلد ميّت ، لحفظ النظم وتتميم اللطف والفضل :
كذلك يساق الكافر الى جهنّم ، ويساق المؤمن الى الجنّة ، حفظا للنظم وإجراء للعدل وإعطاء لما تقتضيه الطبائع وتطلبه النفوس من لوازم الضلال والهداية-. {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة : 36]... ، . {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } [الزلزلة : 7].
{وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق : 21].
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم : 42].
وهذان الأمران لإتمام الحجّة عليهم ، فانّ كلّ سائق معه شاهد يشهد بالعلم الشهوديّ الحضوريّ على ما في ظاهره وباطنه ، ويرى ما في حاله ومضيّه.
مضافا الى هذا الشاهد : فيدعى الى السجود للّٰه تعالى ، ولا تستطيع نفسه ولا تتمكّن في العمل بهذا الأمر ، فانّه من المستكبرين الغافلين.
فتتّم الحجّة بذلك من نفسه عليه.
وأمّا كشف الساق : فيراد كشف الحجب والأستار عن حقيقة الساق.
وأمّا الساق : فهو ما به الانسياق والسير من عضو القدم ، ظاهريّا أو معنويّا وهو ما به يتحقّق السير الى هداية أو ضلالة. وهذا المفهوم يدلّ عليه حرف الألف المبدل من الواو للتخفيف ، فيدلّ الساق على ظهور السوق وما به يتحقّق.
فيشاهد باطن انسياقه وحقيقة ساقه الذي كان مظهر الانسياق والسير ، ويعرف مسيره ويتعيّن مسلكه المخالف للسجود والعبوديّة.
{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} [القيامة : 28 - 30].
قلنا أنّ الساق ما به يساق ، وينساق السائر ، وهو في السلوك الى الدنيا من جهة المعنى هو الحبّ للدنيا والعلاقة لحياتها ، والى الآخرة هو الشوق والحبّ للحياة الآخرة ، وهذان الشوقان هما قدما السلوك ووسيلتا السعادة والشقاوة- حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة.
فالمحتضر لمّا يظنّ ويدرك آثار الفراق من الحياة الدنيا ، ويدرك أيضا آثارا من عالم الآخرة وبعد الموت : فتلتفّ حينئذ الساقان ويتنازع الشوقان وتتداخل العلاقتان ، ولكنّ المساق الى اللّٰه والى جانبه قهرا.
فظهر أنّ السوق باقتضاء الساق وعلى وفق مسيره وجريانه الباطنيّ الواقعيّ-. { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } [القلم : 42].
وأمّا السوق : فالظاهر أنّه في الأصل اسم مصدر من السوق كالغسل من الغسل ، ثمّ يطلق على كلّ محلّ معدّ لأن يساق اليه ما يحتاج اليه الناس من أيّ جنس وينساق اليه الناس لبيع أو شراء.
{ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان : 7].
يريدون أنّ الرسول كأحد منّا ، ولا فرق بينه وبيننا ، وهو يتغذّى كما نتغذّى ، ويمشي الى الأسواق لأخذ ما يحتاج اليه كسائر الناس.
{كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} [الفتح : 29].
السوق جمع ساق. والشّطء : ما يتفرّع ويثبت من الزرع. والزرع : جريان طرح البذر في الأرض. والاستواء : يراد استقامته على أصله.
والتعبير بالسوق : فانّ المحصولات للزرع كالسنابل وغيرها ، تساق في غالب الأوقات بسوقها.
{رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص : 33].
قال سليمان (عليه السلام) ردّوا الصافنات الجياد عليّ ، فأخذ أن يمسح بسوقها وأعناقها حبّا لها وتعلّقا بها ، وكان حبّها حبّ خير لا للدّنيا.
_________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ١٣٣٤ هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|