المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تحديـد عوامـل النجاح الحاكمـة للاستراتيجيـة
25-4-2019
اعداد السطوح - اعمال الردم
2023-09-11
تحديد دائرة حجية الاخبار
5-9-2016
الميرزا محمد الكازروني
18-8-2020
الكرنك.
2024-06-13
كيف نشأت اللهجات؟
18-7-2016


الوسواس  
  
2479   01:08 مساءً   التاريخ: 11-10-2017
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجية للمرأة في الاسلام
الجزء والصفحة : ص86ـ90
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-7-2022 1639
التاريخ: 2023-02-08 1864
التاريخ: 2023-02-21 1114
التاريخ: 23-3-2021 2122

يجب أن لا يصل الاعتناء بالنظافة الى حد الوسواس. فالإسلام يقول بأن كل ما تستطيع القسم على نجاسته فهو نجس، وإلا فهو طاهر. والمعيار في طهارة ونجاسة الأشياء هو ما أقرته الشريعة الإسلامية، وكل ما يُوقن من نجاسته يجب تطهيره بالماء على النحو الوارد في الأحكام الشرعية. وكل من يعلم بأن التطهير بالماء مرتين يكفي، وطهره أكثر من ذلك يكون كمن يقال له اذهب الى العراق فيذهب الى الشام.

كنتُ في أحد الدروس أتحدث في مبحث طهارة الماء وعندما وصلت في حديثي الى الدعاء المأثور: (الحمد لله الذي جعل الماء طهورا. ولم يجعله نجسا) سألني أحدهم: إذا قلنا: جعل الماء طهورا، فما الداعي الى القول بأنه ليس نجسا؟ فقلت له: إن عبارة (لم يجعله نجسا) خاصة بأولئك المصابين بداء الوسواس.

يراجعني بين الحين والآخر في عيادتي الطبية آباء أو أزواج تعاني بناتهم او زوجاتهم من ظاهرة الوسواس. ومن الواضح أنهم قد ضاقوا ذرعا بهذه الحالة وجاءوا يلتمسون لها العلاج. وهم محقّون طبعا لان المرأة المصابة بالوسواس تضيق الخناق على أسرتها، وتخلق فوضى في الموازين والمعادلات. وأذكر على سبيل المثال لو أنها أرادت تقديم قدح شاي لزوجها، فإنها تأتي بقدح كانت غسلته قبل ساعة وتضعه في المغسلة وتأتي بخرطوم الماء، وتملأ المغسلة الى

حد الكر وتبقى تطهر وتشطف الى ما شاء الله. فإذا كان وقت الزوج ضيقا يأخذه الغضب. هذا فضلا عن تبذير الماء، والأهم من كل ذلك هو تجاهل الأحكام الشرعية التي يجب ان تكون سببا لتقوية روح إطاعة القانون لدى الإنسان. بينما نراها تتحول لدى المصابين بالوسواس الى نزعة للتمرد على القانون.

من الطبيعي ان الوسواس الفكري مضر أيضا. فقد تفضي الوساوس بالمرأة الى الشك بزوجها؛ فلو تحدثت امرأة بواسطة الهاتف، يلاحظ ان مثل هذه الزوجة تقيم الدنيا ولا تقعدها. والمرأة المصابة بالوسواس تتصور على الدوام بأن زوجها يخونها بشكل شرعي او غير شرعي. ولو تأخر عن القدوم الى البيت تتهمه بأنه كان عند عشيقته. وإذا رن جرس الهاتف ورفع  السماعة ووجد ان امرأة اتصلت عن طريق الخطأ، وقال لها عفوا يا سيدتي هذا الرقم خطأ، لاحظ ان زوجته تهول الأمر كثيرا وتدعي ان هذه القضية تثير الشك، ولا بد ان الزوج قد قصد في كلمته هذه رمزا او معنى معينا، ولم يكن هناك من داع لذكر كلمتي عفوا يا سيدتي. وإذا لاحظت ان امرأة أبدت الاحترام لزوجها في محفل ما، تثير ضجة عند العودة الى الدار. وإذا قدم معونة الى أرملة في مؤسسة خيرية، لا تتورع الزوجة عن توجيه التهمة له بأنه يميل الى تكوين علاقات مع النساء. وإذا وجدت في سيارته شعرة او خيطا او زرا تظن أنها حصلت على دليل دامغ. وإذا كانا في جولة وقالت لها امرأة: ما أروع زوجك، تراودها الهواجس بأن هذه المرأة تعشق زوجها. وهكذا فهي على الدوام تقرأ رسائله وتراقب هاتفه، وتستنطق كل من يطلبه في الهاتف استنطاقا دقيقا لئلا يكون وسيطا بينه وبين امرأة أخرى ـ إن كان رجلا ـ او لئلا تكون عشيقة زوجها ـ إن كانت امرأة ـ مثل هذه المرأة تعيش على الدوام متوترة الأعصاب وقلقة. وهكذا تهدم حياتها، وتقصر عمرها، وتحب على الدوام التحدث عن خيانات الأزواج وعدم وفائهم.

ومن الطبيعي ان أمثال هذه الأمور تقضي على أسباب المودة والألفة بين أعضاء الأسرة.

يكمن سر نجاح المرأة في حياتها الزوجية في عدة عوامل سبقت الإشارة إليها. وهناك عامل آخر يمكن تلخيصه في انسجام المرأة مع عيال زوجها وأقاربه وخاصة مع أمه وأخته، فالأم ـ من ناحية – ولدت وربت وأرضعت وتعبت وستهرت الليالي وأرسلت ابنها الى المدرسة حتى كبر وبلغ، وهي تسلمه الآن الى فتاة غريبة. والآن بعد ان وصل ابنها الى مرحلة الكمال الجسمي والمالي من الناحيتين الكمية والكيفية، وهو الابن الذي ادخرته لكبرها وعجزها وأيام شيخوختها أصبح الآن من نصيب زوجته، ولهذا فهي تخاف من المستقبل خشية ان ينساها ولدها، وعندما يتزوج ابنها تريد ان تكون هذه الفتاة كنة لها، لا زوجة لابنها. ومن هنا ينبغي ان تدرك الزوجة مخاوف الام، وتعمل على إبعاد هذه المخاوف عنها، وتتصرف معها على نحو توقن معه الام بأن ولدها سيكون الى جانبها في شيخوختها، وحتى لو أراد التهاون في أمرها؛ فلن تتركه زوجته يقصر في حقها. ووجود مثل هذا الشعور لدى الحماة كفيل بتبديد مخاوفها. ومن الطبيعي ان أخوات الزوج يتبعن آراء والدتهن، فإذا كان الكنة على علاقة حسنة مع الوالدة، يتخذن نفس موقفها. هذا على العكس من المرأة التي تحاول الهيمنة على زوجها واستملاكه بحيث لا تبقي له أية علاقات مع أمه وذويه وأقاربه، وتستخدم حتى أساليب النميمة والكذب والتهمة لتشويه علاقة الزوج مع والدته وذويه، فتضطر الحماة على أثر ذلك الى النيل من الفتاة وتشويه صورتها من أجل ان لا تفقد ابنها كليا.

وفي ختام المطاف تتبلور العلاقة بين كل زوج وزوجته على أربعة صور: أحمدها عاقبة ان تكون الزوجة ووالدة الزوج كلاهما مؤمنتان فلا يقع بينهما خلاف، بل يكفي ان تكون إحداهما مؤمنة، فيمنعها إيمانها عن النزاع والاختلاف. أما الحالة الثانية فهي ان يكون الزوج مؤمنا وعاقلا ومدبرا بحيث لا يدع أي مجال لوقوع الاختلاف والنزاع بين والدته وزوجته. والحالة الثالثة ان يكون والد الفتاة أو والدتها على درجة من الإيمان بحيث يوجهان ابنتهما توجيها حسنا، والحالة الرابعة هي ان تكون إدارة الأمور بيد الشيطان فيوقعهم في نار جهنم.

يتّسم كل اختلاف بسمات معينة؛ وأبرز ما يظهر في مثل هذا الاختلاف ويؤثر فيه سمتان: الجهل والعناد ولو كان هناك إيمان لما كان لأي من هاتين السمتين أي تأثير. والنتيجة الطبيعية لاختلاف الزوجة وحماتها هي قصر عمر الزوج وكثرة معاناته؛ لأن هذا النوع من النزاع تجيده النساء ولا يستهدفن من ورائه إلا الوصول الى نتيجة معينة، ولا يشعرن بتعب عميق منه. وأكثر ما يؤلم الزوج هو الصفة النسائية لمثل هذه النزاعات. ومثل هذه النزاعات تترك تأثيرا واضحة في جميع جوانب حياة الأسرة. فالرجل يستطيع ان يحمل عشرة أكياس من الأرز وينقلها الى موضع آخر ولا يشعر بالتعب، ولكنه يشعر بالتعب لو اضطر الى تنظيف ثياب المولود مرتين او ثلاث.

فالرجل يكره هذا النوع من النزاعات من جهة، ومن جهة أخرى لا يدري الى جانب أي منهما ينحاز. ولو كانت إحداهما معتدية فالأمر واضحة. ومن تكون لديه حرية في اتخاذ القرار لا يلقى مثل هذا العناء. أما الرجل الذي يعجز عن اتخاذ مثل هذا القرار فهو يحترق في داخله، وهذا العناء يؤدي الى قصر عمره.

تشعر الزوجة في بعض الحالات بأن حياتها مع زوجها رهينة بورقة قديمة وهي عقد الزواج، وبإمكانه اتخاذ زوجة أخرى غيرها بكل سهولة، في حين ان الأم لا يمكن استبدالها. والحقيقة هي ان الزوجة يجب ان تتنازل بعض الشيء، ولا تفقد أقارب زوجها بعنادها وتؤذي زوجها بأنانيتها. وهذا ما يوجب عليها احترام والدة زوجها، والانسجام مع ذويه لنيل رضا الله وسرور زوجها ولتوفير أسباب المودة بين الأسرتين. ولتعلم المرأة بأنها كلما تذللت لحماتها كبرت في عين زوجها، والرجل مجبول حتى إذا كان أميا على إكبار زوجته كلما كانت على علاقة حسنة بوالدته.

ذكرت في ما سبق عدة أسباب ترغم الزوج على ذم زوجته أمام أصدقائه. واشير هنا الى حالة معاكسة، وهي أن الزوج إذا وجد علاقة زوجته مع أمّه حسنة لا بدّ له أن ينوّه أمام أصدقائه إلى ما تحمله زوجته من أخلاق وفضائل. وتبلغ هذه الحالة ذورتها من بعد وفاة الأم – التي تقع عادة قبل وفاة الزوجة – لأن أكثرية الناس تسمع عادة عن الحوادث السيئة والحالات السلبية، ولا بد ان كل زوج يتوقع مسبقا حصول مشاجرات بين زوجته ووالدته. فإذا ما شاهد – خلافا للمتوقع – بأن العلاقة بين والدته وزوجته وكأنها علاقة بين أم وأبنتها، يبدي لزوجته احتراما خاصا، ولاسيما بعد وفاة والدته. لأنه يعتبر سلوكها مع والدته عملا إعجازيا، ويتصور أن زوجته تعيش في حالة عزاء لفقد والدته. أما إذا كانت الحماة على خلاف مع الكنة، فإنها إذا توفيت يشعر الابن وكأن زوجته سُرَّت لوفاة والدته، بل وتذهب به الظنون الى إلقاء تبعة وفاة والدته على عاتق زوجته بسبب ما كانت تسببه لها من الأذى. ولهذا السبب يبدأ الخصام بين  الزوج وزوجته من بعد وفاة الام مباشرة. وإذا وُجدت هناك حالة شاذة فلا بد من البحث عن أسباب شاذة لها من قبيل الدوافع الجنسية او حب المال أو حب الجاه فضلا عما تنم عنه هذه الحالة من عدم تديّن إحداهما أو كليهما.

من المدهش ان الخصام بين الكنة وحماتها يؤثر أيضا في عمل الزوج ، بل ويؤثر حتى في شرائه للهدايا للزوجة والأولاد؛ إذ أن الرجل يرى في مثل هذه الحالة عدم وجود حوافز للعمل في ظل ما يعيشه من نزاع في البيت بين زوجته ووالدته.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.