المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17508 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


نسْخ الحُكم دون التلاوة  
  
1693   07:41 مساءاً   التاريخ: 12-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص437-439 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الناسخ والمنسوخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-31 1423
التاريخ: 4-1-2016 4974
التاريخ: 12-10-2014 5144
التاريخ: 27-04-2015 2116

​بأن تبقى الآية ثابتة في الكتاب يقرأها المسلمون عِبر العصور ، سوى أنّها من ناحية مفادها التشريعي منسوخة ، لا يجوز العمل بها بعد مجيء الناسخ القاطع لحُكمها .

هذا النوع من النسْخ هو المعروف بين العلماء والمفسّرين ، واتّفق الجميع على جوازه إمكاناً ، وعلى تحقّقه بالفعل أيضاً ، حيث توجد في القرآن الحاضر آيات منسوخة وآيات ناسخة .

نعم ، كانت لهذا النوع من النسْخ أنحاء ثلاثة ، وقع الكلام في إمكان بعضها ، نعرضها فيما يلي :

الأوّل : أن يُنسَخ مفاد آية كريمة بسُنّة قطعية أو إجماع محقّق ، كآية الإمتاع إلى الحَول بشأن المتوفّى عنها زوجها (1) ؛ فإنّها ـ بظاهرها ـ لا تتنافى وآية العِدد والمواريث ، غير أنّ السُنّة القطعية وإجماع المسلمين أثبتا نسخها بآية العدد والمواريث .

واستشكل بعضهم نسْخ القرآن بالسنّة ؛ نظراً لأنّ الأوّل قطعي ، والثانية ظنيّة . والجواب : أنّ مفروض الكلام ما إذا كانت السنّة متواترة وقطعية الصدور أيضاً ، ودَعمها إجماع الأمّة في جميع العصور .

الثاني : أن يُنسخ مفاد آية بآية أخرى ، بحيث تكون الثانية ناظرة إلى مفاد الأُولى ورافعة لحُكمها بالتنصيص ، ولولا ذلك لم يكن موقع لنزول الثانية وكانت لغواً ، وهذا كآية النجوى (2) أوجبت التصدّق بين يدي مناجاة الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ، ونَسخَتها آية الإشفاق : { أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة : 13].

وهذا النحو من النسْخ لم يختلف فيه أحد .

الثالث : أن تُنسخ آية بأخرى من غير أن تكون إحداهما ناظرة إلى الأخرى ، سوى أنّهم وجدوا التنافي بين الآيتين ، بحيث لم يمكن الجمْع بينهما تشريعياً ، ومن ثمّ أخذوا من الثانية المتأخّرة نزولاً ناسخة للأُولى .

ويجب أن يكون التنافي بين الآيتين كلّياً ـ على وجه التباين الكلّي ـ لا جزئيّاً وفي بعض الوجوه ؛ لأنّ الأخير أشبه بالتخصيص منه إلى النسْخ المصطلح ، وقد تسامح بعض الباحثين ، فأخذ من ظاهر التنافي ـ ولو جزئيّاً ـ دليلاً على النسْخ ، فقال بنسْخ العامّ بالخاصّ ونسْخ الإطلاق بالتقييد ، ولكن عمدة عُذره هبوط مستواه العلمي في مبادئ علم الأصول .

ملحوظة : يشترط في هذا القسم الثالث ، وجود نصٍّ صحيح وأثر قطعيّ صريح يدعمه إجماع القدامى ، إذ من الصعب جدّاً الوقوف على تاريخ نزول آية في تقدّمها وتأخّرها ، ولا عِبرة بثبْت آية قبل أخرى في المصحف ، إذ كثير من آيات ناسخة هي متقدّمة في ثبْتها على المنسوخة ، كما في آية العِدد (3) وهي ناسخة لآية الإمتاع إلى الحول (4) ، وهذا إجماع .

كما أنّ التنافي ـ على الوجه الكلّي ـ لا يمكن القطع به بين آيتين قرآنيّتين سوى عن نصّ معصوم ؛ لأنّ للقرآن ظاهراً وباطناً ومحكَماً ومتشابهاً ، وليس من السهل الوقوف على كُنه آية مهما كانت محكَمة .

هذا ، وقد أخذ سيّدنا الأستاذ ( دام ظلّه ) من هذا الأخير مستمسكاً لنكران هذا النحو الثالث من النسْخ ، قال : والتحقيق أنّ هذا القسم من النسْخ غير واقع في القرآن ، كيف وقد قال الله عزّ وجلّ : {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء : 82] (5) .

لكن سنبيّن : أن لا تنافي بين الناسخ والمنسوخ في متْن الواقع ، وإنّما هو تنافٍ ظاهري ، إذ الحكم المنسوخ هو في الحقيقة حكم محدود في عِلم الله من أوّل تشريعه ، غير أنّ ظاهره الدوام ، ومن ثمّ كان التنافي بينه وبين الناسخ المتأخّر شكلياً محْضاً.

_____________

(1) البقرة : 240 .

(2) المجادلة : 12 .

(3) البقرة : 234 .

(4) البقرة : 240 .

(5) راجع البيان : ص 306 ، الطبعة الثانية .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .