المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



أن يكون حب الزوجة شفيعاً لدى الزوج من الأخطاء  
  
159   09:18 صباحاً   التاريخ: 2024-10-04
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص400ــ401
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-15 254
التاريخ: 2024-04-04 800
التاريخ: 16-10-2020 2832
التاريخ: 7-6-2018 2257

الزوج السعيد هو الذي يجعل حبه لزوجته حباً عملياً بحيث أنه يترجم صبراً، وتحملاً وشفاعة لها من أخطاء قد ترتكبها.

والزوج الذي يتزوج زوجته إنما يتزوجها لأجل تعلقه بها إما لحب، أو لصفة من الصفات، أو لشيء آخر.

والزوج المحب لزوجته تارة يحبها من دون ضميمة أي صفة من الصفات، وأخرى يحب زوجته مع ضميمة صفة من صفاتها، فإذا أحبها من دون أي صفة فأي شيء يراه شيئاً فيها فإن حبه لها يشفع لكل أمر يراه سيئاً، وإذا أحبها مع ضميمة صفات معينة فإن حبه مع الصفات الأخرى الموجودة فيها يكون أشفع للزوجة في حال رأى فيها سوءاً.

فالحب على جميع الأحوال يشفع ويجبر الأخطاء، أما مع عدم الحب فلا من شفيع اللهم إلا العشرة والخوف من الله عزّ وجل والرغبة إلى ما عنده عز وجل من الأجر هذا إذا كان الزوج مؤمناً ويحسب للآخرة حساباً.

ونحن فهمنا أن حب الزوجة وهواها من قبل الزوج له هذه الشفاعة والجبر للأخطاء الأخرى من حديث للإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) حين قال: ((ولكن خير الجواري ما كان لك فيها هوى وكان لها عقل وأدب فلست تحتاج إلى أن تأمر ولا تنهى ودون ذلك ما كان لك فيها هوى وليس لها أدب فأنت تحتاج إلى الأمر والنهي، ودونها ما كان لك فيها هوى وليس لها عقل ولا أدب فتصبر عليها لمكان هواك فيها، وجارية ليس لك فيها هوى وليس لها عقل ولا أدب فتجعل فيما بينك وبينها البحر الأخضر))(1).

ولفظ الجارية الموجود في الرواية هو لفظ كان يطلق على الإماء في تلك العصور، ولكن تطبيق الفكرة على الزوجات ناجح بامتياز، فإنه وبالفعل فقد لا تكون الزوجة مرضية عند الزوج بالنسبة إلى مواصفاتها وتصرفاتها لكن حبها وهواها يجبر كل ذلك.

فالتقسيم هنا رباعي كما لا يخفى:

1- زوجة محبوبة ولها عقل وأدب: مرضية .

2- زوجة محبوبة ولها عقل وليس لها أدب: شبه مرضية.

3- زوجة محبوبة وليس لها لا عقل ولا أدب: الضمانة الوحيدة هو الحب.

4- زوجة غير محبوبة وليس لها عقل ولا أدب: عشرتها صعبة جداً.

_______________________________

(1) وسائل الشيعة، ج20، ص27. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.