أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
2872
التاريخ:
3328
التاريخ: 2-7-2017
3473
التاريخ: 5-11-2015
4336
|
1 - آخى النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) بين المسلمين ، واتخذ علياً ( ( ع ) ) أخاً له
كانت المؤاخاة مرتين في مكة والمدينة « فتح الباري : 7 / 210 » . وربما آخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المسلم وثلاثة فقد آخى بين سلمان الفارسي وأبي ذر ، وبينه وبين أبي الدرداء .
قال العلامة الحلي في كشف اليقين / 208 : « قال حذيفة بن اليمان « رحمه الله » : آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : هذا أخي . قال حذيفة : فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيد المرسلين وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين الذي ليس له في الأنام شبيه ولا نظير ، وعلي أخوه . والأخبار في ذلك كثيرة ، وهذه منزلة شريفة ومقام عظيم ، لم يحصل لأحد مثله » .
وقال ابن أبي حاتم في الدر النظيم / 250 : « قال أهل العدل : وجدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما آخى بين أصحابه ضم كل شكل إلى شكله وكل إنسان إلى مثله ، وكل نظير إلى نظيره ، فضم أبا بكر إلى عمر ، وعثمان إلى أبي عبيدة بن الجراح ، وطلحة إلى الزبير ، وسعد بن أبي وقاص إلى سعيد بن نفيل ، وآخى بينهم على هذا المثال . وآخى بينه وبين أمير المؤمنين ( عليه السلام ) » .
وفي الدر المنثور : 3 / 205 : « عن ابن عباس قال : كان رسول الله آخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار ، فآخى بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة ، وبين عمر بن الخطاب ومعاذ بن عفراء ، وبين الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود وبين أبي بكر وطلحة ، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع ، وقال لسائر أصحابه : تآخوا ، وهذا أخي . يعني علي بن أبي طالب » .
أما وقت المؤاخاة ، فقيل بعد الهجرة بثمانية أشهر وقيل بخمسة ، والصحيح أنها في ثاني عشر شهر رمضان في السنة الأولى لهجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) عند نزول قوله تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . ففي كتاب مسارِّ الشيعة للصدوق « رحمه الله » / 7 وفي طبعة / 32 : « وفي الثاني عشر نزل الإنجيل على عيسى بن مريم ، وهو يوم المؤاخاة التي آخى فيه بين أصحابه ، وآخى بينه وبين علي ( عليه السلام ) » .
وفي أمالي الطوسي / 587 : « عن عبد الله بن عباس قال : لما نزلت : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ، آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين المسلمين ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وبين عثمان وعبد الرحمن ، وبين فلان وفلان ، حتى آخى بين أصحابه أجمعهم ، على قدر منازلهم ، ثم قال لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : أنت أخي وأنا أخوك » .
وروى الجميع مؤاخاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بينه وبين علي ( عليه السلام ) ، ومن ذلك :
ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق : 42 / 53 : « إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما آخى بين المسلمين أخذ بيد علي فوضعها على صدره ، ثم قال : يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . أما تعلم أن أول من يدعى به يوم القيامة يدعى بي فأقام عن يمين العرش في ظلة فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة ، ثم يدعى بأبيك إبراهيم فيقام عن يمين العرش فيكسى حلة خضراء من حلل الجنة .
ثم يدعى بالنبيين والمرسلين بعضهم على إثر بعض فيقومون سماطين فيكسون حللاً خضرا من حلل الجنة . وأنا أخبرك يا علي أنه أول من يدعى بي من أمتي يدعى بك لقرابتك مني ومنزلتك عندي ، فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد ، يستبشر به آدم وجميع من خلق الله عز وجل من الأنبياء والمرسلين ، فيستظلون بظل لوائي ، فتسير باللواء بين السماطين الحسن بن علي عن يمينك والحسين عن يسارك ، حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش ، فتكسى حلة خضراء من حلل الجنة فينادي مناد من عند العرش : يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك وهو علي . يا علي إنك تدعى إذا دعيت ، وتحيا إذا حييت ، وتكسى إذا كسيت » .
هذا ، وفي مؤاخاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المسلمين وبينه وبين علي ( عليه السلام ) ، بحوث مهمة .
أسماء الذين آخى بينهم النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) )
قال ابن هشام : 2 / 351 : « آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال ، فيما بلغنا ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل : تآخوا في الله أخوين أخوين ، وأخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : هذا أخي ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين ، الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أخوين .
وكان حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله وعم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وزيد بن حارثة مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخوين . . وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة ، ومعاذ بن جبل أخو بني سلمة ، أخوين .
وكان أبو بكر الصديق . . وخارجة بن زيد . . . أخوين .
وعمر بن الخطاب . . وعتبان بن مالك . . أخوين . وأبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح . . وسعد بن معاذ بن النعمان . . أخوين . وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن الربيع . . أخوين . والزبير بن العوام ، وسلمة بن سلامة بن وقش . . أخوين . وعثمان بن عفان ، وأوس بن ثابت بن المنذر . . أخوين .
وطلحة بن عبيد الله ، وكعب بن مالك . . أخوين .
وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وأبي بن كعب . . أخوين .
ومصعب بن عمير بن هاشم ، وأبو أيوب خالد بن زيد . . أخوين .
وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، وعباد بن بشر بن وقش . . أخوين .
وعمار بن ياسر . . وحذيفة بن اليمان . . أخوين .
وأبو ذر . . والمنذر بن عمرو . . أخوين . .
وكان حاطب بن أبي بلتعة . . وعويم بن ساعدة . . أخوين .
وسلمان الفارسي ، وأبو الدرداء عويمر بن ثعلبة . . أخوين .
وبلال . . مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأبو رويحة . . أخوين .
فهؤلاء من سميَ لنا ممن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخى بينهم من أصحابه » .
وقال ابن عبد ربه في الدرر / 90 : « والصحيح عند أهل السير والعلم بالآثار والخبر في المؤاخاة التي عقدها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار في حين قدومه إلى المدينة ، أنه آخى بين أبي بكر الصديق وخارجة بن زيد بن أبي زهير ، وبين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك ، وبين عثمان بن عفان وأوس بن ثابت بن المنذر أخي حسان بن ثابت ، وآخى بين علي بن أبي طالب وبين نفسه ( صلى الله عليه وآله ) فقال له : أنت أخي في الدنيا والآخرة . . وآخى بين جعفر بن أبي طالب وهو بأرض الحبشة ومعاذ بن جبل . وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع . وبين الزبير وسلمة بن سلامة بن وقش . وبين طلحة وكعب بن مالك . وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ . وبين سعد ومحمد بن مسلمة . وبين سعيد بن زيد وأبي بن كعب . وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب ، وبين عمار وحذيفة بن اليمان حليف بني عبد الأشهل ، وقد قيل بين عمار وثابت بن قيس . وبين أبي حذيفة بن عتبة وعباد بن بشر . وبين أبي ذر والمنذر بن عمرو . وبين ابن مسعود وسهل بن حنيف . وبين سلمان الفارسي وأبي الدرداء . وبين بلال وأبي رويحة الخثعمي حليف الأنصار . وبين حاطب بين أبي بلتعة وعويم بن ساعدة . وبين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت . وبين عبيدة بن الحارث وعمير بن الحمام . وبين الطفيل بن الحارث أخيه وسفيان بن بشر بن زيد من بني جشم بن الحارث بن الخزرج . وبين الحصين بن الحارث أخيهما وعبد الله بن جبير . وبين عثمان بن مظعون والعباس بن عبادة . . . وآخى رسول الله بينه « أوس بن ثابت » وبين عثمان بن عفان » .
وهذه نصوص في المؤاخاة ، وطبيعي أن يكون بعضها ضعيفاً وبعضها مكذوباً :
« فآخى بين أبي بكر وعمر وبين طلحة والزبير ، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف » . الطبقات : 3 / 174 والإكمال / 177 .
« آخى بين عويم وعمر » . تاريخ بخاري : 1 / 69 .
« آخى بين عويم بن ساعدة وحاطب بن أبي بلتعة » . الطبقات : 3 / 459 .
« آخى بين أبي بكر وخارجة بن زيد الخزرجي » . تاريخ دمشق : 30 / 94 .
« آخى بين الزبير وطلحة . . آخى بين الزبير وبين كعب بن مالك » . الطبقات : 3 / 102 .
« وآخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بينه « الزبير » وبين سعد بن معاذ » . تهذيب التهذيب : 6 / 25 .
« آخى بين الزبير وبين عبد الله بن مسعود » . تاريخ دمشق : 33 / 76 وسيرالذهبي : 1 / 467 .
« آخى بينه « الزبير » وبين سلمة بن سلامة بن وقش » . أسد الغابة : 2 / 196 .
« آخى بين الزبير وبين عبد الله بن مسعود » . تاريخ بغداد : 9 / 57 .
« وآخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين عبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل » . الطبقات : 3 / 152 .
« وآخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين جعفر بن أبي طالب ومعاذ بن جبل » . الطبقات : 4 / 35 والإصابة : 1 / 592 .
« آخى بين عثمان بن عفان وأوس بن ثابت » . العثمانية / 161 .
« وآخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أبي سبرة بن أبي رهم وبين سلمة بن سلامة بن وقش » . الطبقات : 3 / 402 .
« آخى بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص . الطبقات : 3 / 125 .
فآخى بينه « ابن عوف » وبين سعد بن الربيع الأنصاري » . الإصابة : 4 / 290 ، صحيح بخاري : 4 / 222 ، الآحاد والمثاني : 3 / 388 .
« آخى رسول الله بين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص » . الطبقات : 3 / 120 .
« وآخى بين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري ، ويقال ذكوان بن عبد قيس » . الطبقات : 3 / 120 .
« وآخى رسول الله بين أبي أيوب ومصعب بن عمير » . الطبقات : 3 / 484 ، والإصابة : 2 / 200 .
« دعا سعد بن أبي وقاص وعمار بن ياسر . . . ثم آخى بينهما » . الآحاد والمثاني : 5 / 171 .
« آخى بين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان » . عمدة القاري : 1 / 197 ذيل الطبري / 14 .
« آخى بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء . . . آخى بين سلمان وحذيفة » . الطبقات : 4 / 84 وتاريخ دمشق : 21 / 440 .
« وآخى بين أبي الدرداء وعوف بن مالك الأشجعي » . الطبقات : 4 / 280 .
« آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أصحابه بين سلمان وأبي الدرداء . وآخى بين عوف بن مالك وصعب بن جثامة » . تاريخ دمشق : 47 / 48 ، الآحاد والمثاني : 5 / 171 .
« عن الصادق ( عليه السلام ) : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخى بين سلمان وأبي ذر ، واشترط على أبي ذر أن لا يعصي سلمان » . الفوائد الرجالية : 2 / 149 والصحيح من السيرة : 4 / 244 .
« آخى بين عوف بن مالك والصعب بن جثامة » . تاريخ دمشق : 47 / 48 .
« آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بينه « المنذر بن عمرو » وبين أبي ذر الغفاري » . الإستيعاب : 3 / 1449 .
« وآخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين المنذر بن عمرو وطليب بن عمير » . الطبقات : 3 / 555 .
« وآخى رسول الله بين طليب بن عمير والمنكدر بن عمرو » . تاريخ دمشق : 25 / 143 .
« وآخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بينه « سالم مولى أبي حذيفة » وأبي بكر » . تأويل ابن قتيبة / 285 .
« وآخى رسول الله بينه « سالم » وبين معاذ بن ماعص الأنصاري » . الطبقات : 3 / 88 .
« وآخى بين معاذ بن ماعص وسالم مولى أبي حذيفة » . الطبقات : 3 / 595 .
« آخى بين أبي الهيثم بن التيهان وعثمان بن مظعون » . الحاكم : 3 / 286 ،
« وآخى رسول الله بين الحارثة بن سراقة والسائب بن عثمان بن مظعون » . الطبقات : 3 / 510 .
« وآخى رسول الله بين السائب بن عثمان وبين حارثة بن سراقة الأنصاري » . الطبقات : 3 / 403 .
« وآخى رسول الله بين عبد الله بن مظعون وسهل بن عبيد الله بن المعلى الأنصاري » الطبقات : 3 / 400 ، الإستيعاب : 2 / 810 والإصابة : 7 / 365 .
« وآخى رسول الله بين أسيد بن حضير وزيد بن حارثة » . الحاكم : 3 / 387 .
« آخى بين حمزة وزيد بن حارثة » . الطبقات : 8 / 159 وتاريخ دمشق : 19 / 361 .
« آخى رسول الله بين عامر بن ربيعة ويزيد بن المنذر بن شريح الأنصاري » . الحاكم : 3 / 358 ، الطبقات : 3 / 387 و 3 / 575 والاستيعاب : 4 / 1580 .
« آخى رسول الله بين خباب وبين جبر بن عتيك » . الحاكم : 3 / 382 والطبقات : 3 / 166 .
« وآخى رسول الله بينه « محمد بن مسلمة » وبين أبي عبيدة بن الجراح » . الحاكم : 3 / 333 ، الطبقات : 3 / 410 و 443 ، تاريخ دمشق : 55 / 260 والإصابة : 6 / 28 .
« وآخى رسول الله بينه « شجاع بن وهب » وبين أوس بن خولي » . الطبقات : 3 / 94 و 542 والاستيعاب : 2 / 707 .
« وآخى رسول الله بين عمير بن عبد عمرو الخزاعي وبين يزيد بن الحارث بن فسحم » . الطبقات : 3 / 168 و 534 .
« وآخى رسول الله بين مسعود بن الربيع القاري وبين عبيد بن التيهان » . الطبقات : 3 / 168 ، الإستيعاب : 3 / 1392 والإصابة : 6 / 77 .
« وآخى رسول الله بين زيد بن الخطاب ومعن بن عدي بن العجلان » . الطبقات : 3 / 377 .
« وآخى رسول الله بين عاقل بن أبي البكير وبين مبشر بن عبد المنذر » . الطبقات : 3 / 388 و 553 .
« آخى رسول الله بين خنيس بن حذافة وأبي عبس بن جبر » . الطبقات : 3 / 393 و 450 .
« وآخى رسول الله بين معمر بن الحارث ومعاذ بن عفراء » . الطبقات : 3 / 401 و 492 .
« وآخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين عبد الله بن مخرمة وفروة بن عمرو بن وذفة » . الطبقات 3 / 404 و 599 .
« وآخى رسول الله بينه « المنذر أبا عبدة » وبين الطفيل بن الحارث بن المطلب » . الطبقات : 3 / 377 .
« آخى بين الطفيل بن الحارث وسفيان بن نسر بن عمرو بن الحارث » . الطبقات : 3 / 52 ، و 421 .
« وآخى رسول الله بين وهب بن سعد وسويد بن عمرو » . الطبقات : 3 / 407 .
« وآخى رسول الله بين الحارث بن خزمة وإياس بن أبي البكير » . الطبقات : 3 / 447 .
« آخى رسول الله بين عباد بن بشر وبين أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة » . الطبقات : 3 / 440 .
« آخى رسول الله بين صفوان بن بيضاء ورافع بن المعلى » . الطبقات : 3 / 416 و 601 .
« آخى رسول الله بين رافع بن عنجدة والحصين بن الحارث بن المطلب » . الطبقات : 3 / 461 .
« آخى رسول الله بين ثعلبة بن حاطب ومعتب بن الحمراء » . الطبقات : 3 / 460 .
« وآخى رسول الله بين عاصم بن ثابت وعبد الله بن جحش » . الطبقات : 3 / 462 .
« آخى رسول الله بين عمارة بن حزم ومحرز بن نضلة » . الطبقات : 3 / 486 .
« وآخى رسول الله بين عبادة بن الصامت وأبي مرثد الغنوي » . الطبقات : 3 / 546 . « آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أبي دجانة وعتبة بن غزوان » . الطبقات : 3 / 556 .
« آخى رسول الله بين عمير بن الحمام وعبيدة بن الحارث » . الطبقات : 3 / 565 .
« وآخى بين بشر بن البراء بن معرور وبين واقد بن عبد الله التميمي » . الطبقات : 3 / 570 .
« آخى رسول الله بينه « واقد بن عبد الله » وبين بشر بن البراء بن معرور » . الإستيعاب : 4 / 1550 .
« وآخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين جبار بن صخر والمقداد بن عمرو » . الطبقات : 3 / 576 .
« آخى رسول الله بينه « أحمد بن سلمة السلمي » وبين المقداد » . الإستيعاب : 1 / 228 .
« آخى رسول الله بين عائذ بن ماعص وسويبط بن عمرو العبدري » . الطبقات : 3 / 595 .
« آخى بين بلال وبين أبي رويحة الخثعمي » . الطبقات : 3 / 233 وتاريخ دمشق : 66 / 234 .
« آخى بين أبي بن كعب وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل » . الطبقات : 3 / 498 .
« آخى بين المقداد بن عمرو وعبد الله بن رواحة » . تاريخ دمشق : 60 / 157 .
« آخى بين الحارث بن الصمة وصهيب » . تاريخ الذهبي : 2 / 252 .
« آخى بينه « زيد بن الدثنة الأنصاري » وبين مسطح بن أثانة » . الوافي : 15 / 28 .
ومن مكذوباتهم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) آخى بين نوفل بن الحارث والعباس . الطبقات : 4 / 46 . مع أن العباس لم يهاجر ، وخرج في بدر مع المشركين وأخذ أسيراً .
وكذا روايتهم بأنه ( صلى الله عليه وآله ) آخى بين علي ( عليه السلام ) وعثمان ، وأن عثمان طالب بها علياً ( عليه السلام ) !
2 - النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) يرسي ميثاق الدولة الإسلامية ويحدد دستورها
نورد هنا خلاصة لما كتبه المحامي أحمد حسين يعقوب في كتابه القيم : « حقوق الإنسان عند أهل بيت النبوة والفكر المعاصر » :
« عندما وصل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى إقليم الدولة ومقر المجتمع الجديد ، آخى بين الأنصار ثم آخى بين المهاجرين والأنصار ، وآخى مرة ثانية بينه وبين الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فأصبح المسلمون « المهاجرون والأنصار » كعائلة واحدة تربطهم وشائج الإسلام والإيمان وأخوته ، وأصبح النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولي هذه العائلة مجتمعة بالنص الشرعي ، علاوة على رئاسته العامة لكل مواطني يثرب ، من أتباع الديانات الأخرى . .
أ . التعاقد بين رسول الله ( ( صلى الله عليه وآله ) ) وبين المسلمين
تم التعاقد الفعلي والقانوني بين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بصفته الولي ، أو السلطة ، أو القيادة المختارة إلهياً لقيادة المجتمع الجديد ، وبصفته أيضاً المتلقي للشريعة الإلهية والمؤتمن على تطبيق أحكامها في المجتمع الجديد ، وبين المسلمين كأعضاء في المجتمع الجديد . وقد حرص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على أن يتم الدخول في الإسلام والانتماء إلى المجتمع الجديد بموجب عقد حقيقي مع كل واحد يريد الدخول في الإسلام والانتماء لمجتمعه الجديد ، وأن يكون من بنود العقد القبول بقيادة الرسول للمجتمع ، والقبول بطبيعة أحكام الشريعة الإلهية باعتبار أن « قيادة الرسول وتطبيق الشريعة الإلهية » الضمانة العملية لحماية الإنسان وتمكينه من ممارسة حقوقه كاملة غير منقوصة .
فلم يرو راوٍ قط أن رجلاً أو أنثى دخل في الإسلام دون أن يبايع رسول الله ، فكل رجل كان يضع يده بيد الرسول كناية عن تمام التعاقد ، وكل أنثى كانت تبايع الرسول بالصيغة والشكل الذي حدده الرسول ( صلى الله عليه وآله ) . . . تلك حقيقة مطلقة لا يملك أحد إنكارها ، فالبيعة بين الطرفين كناية عن تمام التعاقد حسب الأعراف والأطر القانونية التي كانت سائدة آنذاك ، وكانت كل بيعة تتم بالرضا والطواعية التامين ، وبدون إكراه أو ضغط . .
ب . التعاقد لتحديد إقليم الدولة ومكان المجتمع الجديد
وقع الاختيار الإلهي على مدينة يثرب « المدينة المنورة » لتكون المكان الذي تقام فيه نواة المجتمع الجديد ، ومقر الدولة الإسلامية المباركة الجديدة ، وكلف الله نبيه أن يترجم هذه التوجيهات الإلهية ، فالتقى بعد أداء مناسك الحج بوفد مسلمي المدينة المنورة المكون من 73 رجلاً وامرأتين ، والذي كان يرأسه أسعد بن زرارة ، واتفق هذا الوفد المفوض مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتعاقد معه على ما يلي :
1 . أن يهاجر رسول الله وأهل بيته ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة المنورة .
2 . أن يقوم الأنصار متكافلين ومتضامنين بحماية رسول الله وأهل بيته ( صلى الله عليه وآله ) كما يحمي كل واحد منهم نفسه ونساءه وأولاده .
3 . أن تتاج الفرصة لمن يرغب من مسلمي مكة بالهجرة إلى المدينة والانتماء إلى المجتمع الجديد ، وأن يتولى الأنصار احتضان المهاجرين كأخوة لهم .
4 . أن لا يترك رسول الله المدينة المنورة عندما تعلو كلمة الله ويظهر أمره .
وبعد الاتفاق على المضمون الآنف لهذا العقد قام أعضاء الوفد والمرأتان بمبايعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ذلك فرداً فرداً ، كناية عن تمام العقد وإبرامه . . .
ج . التعاقد مع أتباع الديانات المقيمين في المدينة
بوصول النبي والمهاجرين إلى المدينة المنورة تكونت كل مقومات الدولة :
1 . السلطة : المكونة من الإمام وهو رسول الله وأهل شوراه أو حكومته الفعلية .
2 . الإقليم : وهو منطقة يثرب أو المدينة المنورة وما حولها .
3 . الشعب : من خلال البيعة العامة لرسول الله ، عندما استقر في المدينة تكوَّن شعب الدولة الإسلامية وتحدد عملياً من :
1 . المسلمين : وهم أمة واحدة من دون الناس ، ويتألفون من : المهاجرين والأنصار الأوس والخزرج ومواليهم .
2 . اليهود المتحالفين مع قبائل الأوس والخزرج ، وهم يهود بني النجار ، ويهود بني الحارث ، ويهود بني ساعدة ، ويهود بني جشم ، وبني الأوس ، وبني ثعلبة .
3 . من قبائل اليهود التي تعيش في أحياء خاصة بها حول المدينة .
4 . ممن بقي على الشرك من الأعراب المتواجدين داخل المدينة وحولها .
وكان المسلمون يعرفون الشريعة الإلهية كقانون نافذ في المجتمع ، ويرتبطون مع الرسول دائماً في الصلاة يومياً ، أو مرة واحدة في الأسبوع على الأقل .
أما العناصر الأخرى في مجتمع الدولة الإسلامية من أتباع الديانات الأخرى غير الإسلام ، فهي لا تعرف الحلال من الحرام ، وبتعبير آخر فهي تجهل القانون النافذ في المجتمع الجديد الذي بدأت الدولة الإسلامية بتطبيقه ، ولم ترتبط مع النبي بأي عقد . صحيح أن الكلمة العليا والقول الفصل في هذا المجتمع للنبي ( صلى الله عليه وآله ) وأن هذه العناصر قد استقبلته عند وصوله إلى يثرب ، وعبرت عن ترحيبها وفرحتها بقدومه ، لكنه ( صلى الله عليه وآله ) لم ير من المناسب أن يمتد سلطان دولته إلى هذه العناصر دون رضاها والتعاقد معها .
لذلك وضع صحيفة تنظيمية بمثابة ملحق دستوري لتنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع الجديد وفئاته ، ليعرفوا حدودهم فلا يتجاوزوها ، وتتكرس فكرة سيادة الشريعة الإسلامية على الأمة المسلمة ، وسيادة القانون .
د . تكييف هذا العقد
وهذا الملحق الدستوري عبارة عن كتاب من محمد ( صلى الله عليه وآله ) : 1 - للمؤمنين .
2 - لكافة فئات مجتمع المدينة . 3 - لمن تبعهم . 4 - لمن لحق بهم . 5 - لمن جاهد معهم .
ولا تثريب على النبي ( صلى الله عليه وآله ) لو قدم هذا الملحق كمواد نافذة على جميع المنتمين إلى المجتمع الجديد ، لكن روح الإسلام القائمة على الرضا والقبول ، وخُلُق النبي الرحيم اقتضت أن يكون بمثابة عقد خاص يشمل كل المسلمين الذين بايعوه ، وتعاقدوا معه بدخولهم في الإسلام .
ثم إن هذا الملحق الدستوري . . . عقدٌ حقيقي نظمه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ووافق عليه أتباع الديانات الأخرى داخل المجتمع الجديد ، الذين تربطهم بالأوس والخزرج علاقات القربى والموالاة . ويدل على ذلك المادة التي نصت على أن رسول الله هو المخول والمختص بفصل النزاعات الناتجة عن تطبيق هذه الصحيفة .
ه - . الخطوط العريضة لهذا الملحق أو العقد التنظيمي
1 . المؤمنون والمسملون من قريش وأهل يثرب ومن تبعهم ولحق بهم وجاهد معهم أمة من دون الناس .
2 . قريش عدوة للمجتمع اليثربي لا تُجَارُ أبداً .
3 . يشترك اليهود بالنفقات الحربية ويقتسمون الغنائم .
4 . يثرب للجميع وهي محرمة لا يقطع شجرها ولا يقتل طيرها ولايروع ساكنها .
5 . دين الدولة الجديدة هو الإسلام ، ورئيس الدولة هو محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو مختص بفصل النزاعات التي تنشأ في المجتمع الجديد .
6 . المجرم عدو للمجتمع لا يجوز إيواؤه . والقاتل يقتل ، ويتعاون الجميع على تنفيذ الحكم عليه ولو كان ابن أحدهم .
7 . الجريمة شخصية لا يسأل غير مقترفها ، والمجتمع كله ضد البغي .
8 . جار الإنسان كنفسه لا يضارّ .
9 . المجتمع مع المظلوم ضد الظالم .
10 . لا تجار المرأة إلا بإذن أهلها .
11 . من خرج من المدينة فهو آمن ، ومن قعد في بيته فهو آمن .
12 . وحتى يضمن الأمن لليهود ومنهم وضعت مادة : لا يجوز لأي يهودي أن يخرج من المدينة إلا بإذن محمد .
13 . على المسلمين سداد دين الغارم منهم .
14 . اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين .
15 . يهود بني عون أمة مع المؤمنين ، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم ، وكذلك يهود بني الحارث ، وبني النجار ، وبني ساعدة ، وبني جشم ، وبني الأوس ، وبني ثعلبة وبطانة الجميع كأنفسهم .
16 . الله ومحمد جارٌ لمن بَرَّ واتقى ، ومن ظلم فلا أمن له .
وقد تألف هذا العقد أو الملحق من 47 بنداً تعاقدياً ، وكرس البند التعاقدي رقم 21 الشريعة الإسلامية كقانون أعلى نافذ في المجتمع ، كما كرس بوضوح تام رئاسة محمد للدولة والمجتمع ، بإعطائه الحق بفصل النزاعات والخصومات . . .
وهذه عقود حقيقية تمت بين السلطة وأعضاء المجتمع ، وبين أعضاء المجتمع أنفسهم ، وليست عقوداً افتراضية كالتي تصورها روسو !
ونقول بكل موضوعية : إن مثل هذه التعاقدات سابقة إنسانية ، ليس لها مثيل في التاريخ البشري . .
كل هذه الأسباب دعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لاعتبار المدينة المنوّرة وطناً للجميع بما فيهم اليهود ، واعترف بالتحالفات القبلية السابقة لقدومه وتركها على حالها ، وأعطى تشكيلات المجتمع الحرية بإدارة شؤونها ، وعند اختلافها فهو المرجع لحل هذه الاختلافات ، وظهر اليهود بمظهر الموالين للنبي ( صلى الله عليه وآله ) والترتيبات التي أعلنها ، وقبلوا بالملحق الدستوري بدليل أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يذكرهم بالعقد كلما هموا بالخروج عليه » . انتهى .
3 . هل كانت حروب النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) دفاعية أم هجومية ؟
كان مجتمع المدينة مجتمعاً مقاتلاً ، لأن المسلمين كانوا مستهدفين .
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) « أمالي الطوسي / 174 » : « فلما آووا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأصحابه ونصروا الله ودينه ، رمتهم العرب عن قوس واحدة ، وتحالفت عليهم اليهود وغزتهم القبائل قبيلة بعد قبيلة ، فتجردوا للدين وقطعوا ما بينهم وبين العرب من الحبائل ، وما بينهم وبين اليهود من العهود ، ونصبوا لأهل نجد وتهامة ، وأهل مكة واليمامة ، وأهل الحزَن وأهل السهل قناة الدين والصبر ، تحت حماس الجِلَاد » .
وفي سيرة ابن إسحاق : 2 / 154 : « فمكث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمكة عشر سنين بعدما أوحى إليه ، خائفاً هو وأصحابه ، يدعون الله عز وجل سراً وعلانية ، ثم أمروا بالهجرة إلى المدينة وكانوا بها خائفين يمسون ويصبحون في السلاح ، فقال رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا رسول الله أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع السلاح ؟ فقال رسول الله : لن تعبروا إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم ، ليس فيه حديد » .
قالوا : لهذا ، فإن حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) كانت دفاعاً عن كيانهم ووجودهم ، أو وقاية من اعتداء متوقع . وقد تبنى هذا التحليل الكُتَّاب المسلمون المعاصرون ، دفاعاً عن الإسلام ونبيه ( صلى الله عليه وآله ) ورداً على الغربيين الذين اتهموا الإسلام بأنه دين توسعي دموي ، يتبنى القتال باسم الجهاد ، وأنه انتشر بالقوة في جزيرة العرب ، ثم في البلاد التي هاجمها وفتحها .
كما اتهم الغربيون نظام الحكم الإسلامي بأنه نظام ديكتاتوري « ثيوقراطي » يعطي الخليفة صلاحيات مطلقة ، ويقمع الرأي المخالف له باسم الله تعالى .
فأجابهم الكتَّاب المسلمون بأن نظام الحكم الإسلامي يقوم على الشورى ، وحاولوا أن يجدوا تطبيقاً للشورى في السقيفة وغيرها ، فلم يوفقوا !
4 - حقائق غابت عن المُتَّهمين والمدافعين
استند المنتقدون للإسلام على العاطفة والدعاية ضد الإسلام ، وأجابهم بعض المسلمين بالقول إن جميع حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) دفاعية واحتج ببعضها ، وبآية : لا إكراه في الدين ، وجوابهم أن آيات فريضة الجهاد صريحة في تشريع القتال للدفاع والهجوم ، وكذا ما دوَّنه الفقهاء في أبواب الجهاد في مصادر الفقه ، كالكافي : 5 / 13 ، مبسوط الطوسي : 2 / 2 ، الجواهر : 21 / 3 ، المجموع : 19 / 265 والمغني : 10 / 364 .
والجواب الحقوقي في هذه المسائل : أن المالك المطلق للأرض والكون وكل المخلوقات هو الله تعالى ، فهو خالقها وصاحبها ومديرها عز وجل ، وهو الذي يملك جميع الحقوق القانونية ، وكل ملكية وصلاحية لمخلوقاته من ملائكة وبشر وغيرهم ، لا بد أن تكون بتمليكه وإعطائه . وبما أنه عز وجل عادل حكيم ، فهو لا يعطي حق دعوة الناس وحكمهم إلا للمطهرين المعصومين من أنبيائه وأوصيائه « عليهم السلام » .
1 - قال الله تعالى في بيان خلقه وملكيته المطلقة للكون : « ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَايَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ » .
« قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأرض وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ » .
« إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لايَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ » .
2 - وقال تعالى في تسليط رسله « عليهم السلام » : « وَمَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلارِكَابٍ وَلَكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَئٍْ قَدِيرٌ » .
3 - وقال تعالى في الإذن لرسوله وأوصيائه « عليهم السلام » : « أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرض أَقَامُوا الصَّلَوةَ وَآتَوُا الزَّكَوةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ » . الحج : 39 - 41 .
4 - وقال تعالى يأمر المؤمنين بالقتال بقيادة نبيه وأوصيائه المعصومين « عليهم السلام » : « قَاتِلُوا الَّذِينَ لايُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ . وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا . الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا » . النساء : 75 - 76 .
وقد حصرت أحاديث أهل البيت « عليهم السلام » المأذون لهم بالدعوة والقتال بالمعصومين الذين اختارهم الله تعالى وهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة « عليهم السلام » « تهذيب الأحكام : 6 / 131 » ولا تشمل الذين اختارهم الناس ، أو فرضوا حكمهم بقوة السلاح .
لذلك كتب فقهاء مذهبنا بحوثاً فقهية مفصلة في حق الحكم في عصر غيبة النبي والإمام « عليهم السلام » ، وهل يكون بالشورى ويتم تطبيقه بالإنتخابات المعروفة ، أم هو حق للمعصوم فقط ، فإن غاب فالناس في حالة فراغ ، والحكم غير شرعي ، والمؤمنون يتعايشون مع الحكومات الموجودة ، ويعملون لتحسين أدائها وتقليل ظلمها . وقال القليل منهم إن حق الحكم للناس لمن ينتخبونه ضمن الشروط الشرعية ، وإن لم يصح وصفه بأنه خليفة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وقال بعضهم كالسيد الخميني « رحمه الله » إن الحكم في عصر الغيبة للفقيه الجامع للشرائط « المرجع أو المجتهد » وله الولاية المطلقة على الناس شبيهاً بالمعصوم ( عليه السلام ) ، لكنه « رحمه الله » قبل بنظام يعتمد الانتخابات ، بشرط أن يمضي نتيجتها الفقيه ولي الأمر .
وأما فقهاء مذاهب السلطة فقالوا يجب على المسلمين أن يبايعوا حاكماً ويصير خليفة شرعياً للنبي ( صلى الله عليه وآله ) بمجرد أن يصفق على يده بالبيعة شخص واحد ، فيجب على الباقين بيعته ، ويجوز إجبارهم بالسيف عليها ! فإن قام ضده أحد وجب قتاله لأنه باغ معتد بخروجه على الإمام ، لكن إذا غلب الباغي تحول إلى خليفة شرعي ووجبت بيعته ! وبهذا تكون الشرعية عندهم لمن غلب وتسلط ، ويكون الله تعالى مع من غلب !
5 - أذن الله لرسوله ( ( صلى الله عليه وآله ) ) بقتال المشركين
في الكافي : 8 / 341 ، بسند صحيح عن ابن المسيب ، عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قال : « لما ماتت خديجة قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب . . حزن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حزناً شديداً ، وخاف على نفسه من كفار قريش فأوحى الله إليه : أخرج من القرية الظالم أهلها ، وهاجر إلى المدينة ، فليس لك بمكة ناصر ، وانصب للمشركين حرباً . فعند ذلك توجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من مكة إلى المدينة » .
وفي تفسير القمي : 1 / 71 : « قوله : كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَكُرْهٌ لَكُمْ . نزلت بالمدينة ونسخت آية : كُفُّوا أيْدِيَكم . . التي نزلت بمكة » .
وفي جواهر الكلام : 21 / 57 : « فلما أرادوا ما هموا به من تبييته ، أمره الله بالهجرة وفرض عليه القتال ، فقال : أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا . . » .
وفي الكافي : 5 / 13 ، عن أبي عمرو الزبيري ، أنه قال للإمام الصادق ( عليه السلام ) : « أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله ، أهو لقوم لا يحل إلا لهم ولا يقوم به إلا من كان منهم ، أم هو مباح لكل من وحد الله عز وجل وآمن برسوله ( صلى الله عليه وآله ) ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عز وجل وإلى طاعته وأن يجاهد في سبيله ؟
فقال : ذلك لقوم لا يحل إلا لهم ولا يقوم بذلك إلا من كان منهم . قلت : من أولئك ؟ قال : من قام بشرائط الله عز وجل في القتال والجهاد على المجاهدين ، فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عز وجل ، ومن لم يكن قائماً بشرائط الله عز وجل في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله ، حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد .
قلتُ : فبيِّن لي يرحمك الله . قال : إن الله تبارك وتعالى أخبر نبيه في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضاً ويستدل بعضها على بعض فأخبر أنه تبارك وتعالى أول من دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته واتباع أمره فبدأ بنفسه فقال : وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . ثم ثنى برسوله فقال : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . يعني بالقرآن . . ثم ذكر من أذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال : وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ . .
ثم أخبر عن هذه الأمة وممن هي وأنها من ذرية إبراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط ، الذين وجبت لهم الدعوة ، دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . . . ثم أخبر تبارك وتعالى أنه لم يأمر بالقتال إلا أصحاب هذه الشروط فقال عز وجل : أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ . .
وذلك أن جميع ما بين السماء والأرض لله عز وجل ولرسوله ولأتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة ، فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والمولي عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات وغلبوهم عليه مما أفاء الله على رسوله ، فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم ، وإنما معنى الفيئ كل ما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان قد غُلب عليه أو فيه ، فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء . . وإن لم يكن مستكملاً لشرائط الإيمان فهو ظالم ، ممن يبغي ويجب جهاده حتى يتوب ! وليس مثله مأذوناً له في الجهاد والدعاء إلى الله عز وجل ، لأنه ليس من المؤمنين المظلومين الذين أذن لهم في القرآن في القتال . .
فليتق الله عز وجل عبدٌ ولا يغتر بالأماني التي نهى الله عز وجل عنها ، من هذه الأحاديث الكاذبة على الله التي يكذبها القرآن ، ويتبرأ منها ومن حملتها ورواتها » .
وقال اليعقوبي في تاريخه : 2 / 44 : « وأقام رسول الله يتلوَّم ويتهيأ للقتال حتى أنزل الله ، عز وجل : أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . والآية التي بعدها . وقال : فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لا تُكَلَّفُ إِلا نَفْسَكَ . إلى آخر الآية . فكان الرجل من المؤمنين يعد بعشرة من المشركين حتى أنزل الله عز وجل : الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ . وأنزل الله عليه سيفاً من السماء له غمد ، فقال له جبريل : ربك يأمرك أن تقاتل بهذا السيف قومك حتى يقولوا : لا إله إلا الله وإنك رسول الله ، فإذا فعلوا ذلك حرمت دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله . فكان أول سرية سارت ولواء عقد في الإسلام لحمزة بن عبد المطلب » .
وقال ابن هشام : 2 / 320 : « أذن الله عز وجل لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) في القتال والانتصار ممن ظلمهم وبغى عليهم ، فكانت أول آية أنزلت في إذنه له في الحرب وإحلاله له الدماء والقتال لمن بغى عليهم ، فيما بلغني عن عروة بن الزبير وغيره من العلماء ، قول الله تبارك وتعالى : أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ » .
وفي الكافي : 5 / 7 و 2 قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « إن الله عز وجل بعث رسوله بالإسلام إلى الناس عشر سنين ، فأبوا أن يقبلوا حتى أمره بالقتال ! فالخير في السيف وتحت السيف والأمر يعود كما بدأ . قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الخير كله في السيف وتحت ظل السيف ، ولا يقيم الناس إلا السيف ، والسيوف مقاليد الجنة والنار » .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|