المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Lexeme formation the familiar
14-1-2022
تعيين الشكل الهندسي للجزيئات نظريا: Conformational analysis
2023-10-01
شجاعة مالك الأشتر (رض).
2023-10-31
الزواج أول مرحلة للخروج من النفس الفردية
22-4-2021
الاحرام واحكامه
2024-11-10
Osborn,s Rule
14-10-2019


تعدّد الزوجات وعوامله / الزواج المعقد  
  
265   12:32 صباحاً   التاريخ: 2024-09-16
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : الأخلاق البيتية
الجزء والصفحة : ص207ــ210
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

إن لكل إنسان رغبات قد تُرضي حيناً، وقد لا تُرضي حيناً آخر، وإن الرغبات غير المرضية تنتقل من ضمير الشعور إلى ضمير اللاشعور، أي عندما يعجز ضمير الشعور عن إرضاء رغبة معينة، وتمر الأيام على تلك الرغبة بدون إرضاء تنسى تلك الرغبة لكنها في الوقت ذاته تنتقل من ضمير الشعور إلى ضمير اللاشعور بشكل عُقدة تتفاقم يوماً بعد يوم حتى تبلغ الزمن الذي تنفجر فيه بشكل خطير ويقول علماء النفس إن الرجل أو المرأة قد يصبحان من كبار الجناة حينما تنفجر هذه العقدة، خصوصاً إذا بلغ الفرد مقاماً علمياً أو دنيوياً، وعندها يتمكن ذلك الفرد من إخلاء عقدته بسهولة ليحرق الأخضر واليابس مثلما فعلت ذلك المذاهب الصهيونية القائمة إلى يومنا هذا.

قد تتقاعس إحدى النساء بوظائفها البيتية، فبدل أن تستقبل زوجها القادم متعباً من عمله بابتسامة تراها تستقبله - على سبيل المثال ـ بهيئة غاضبة، وفي اليوم الثاني يسمعُ منها زوجها مقولة متدنية من مثل: أمـات الله أبناءك الذين ما فتئوا يؤذونني، لقد مللتهم حتى وصل بي الأمر إلى تمني موتهم والخلاص من شرّهم، وفي اليوم الثالث تصرّ على شراء ملابس ثمينة في الوقت الذي لا يمتلك زوجها إلا مقداراً من المال لا يوصلهم إلى آخر الشهر، وفي اليوم الرابع تفتعل حادثة أخرى، وهكذا على مرور الزمن تنمو في ضمير الرجل عقدة جرّاء رؤية زوجته وأبناءه، وبعد فترة يكون فيها الرجل قد نسي كلام امرأته - لكن ضمير اللاشعور لم ينس ذلك، تبرز حـالـة البحث عمن يرفع عنه ذلك الحيف، فينبه ضمير اللاشعور ضمير الشعور إلى أن الحل موجود وهو: انتخاب زوجة ثانية، فيتزوج الرجل ظانا بأنه سيتمكن من إرضاء رغباته المكبوتة، ولكنه يفاجأ بأن الثانية لا تفرق عن الأولى كثيراً، وإن الشفرة العالقة في روحه لم تتمكن الزوجة الثانية من إخراجها، فيتزوج الثالثة علها تستطيع إخراج تلك الشفرة من روحه التي لا زالت تئن من الألم، ولكن هيهات، فالثالثة أيضاً، لم تتمكن من فعل شيء له، وعندها يضحى رويداً رويداً من الرجال البصاصين الباحثين عن شيء ضائع في وجوه وأبدان النساء - والعياذ بالله - ليصل به الأمر إلى أفعال وأعمال مخالفة للعفة.

عندما نسأل إحدى النساء عن سبب تعدد الزواجات تلك، وعن سبب بروز عقدة الزواج ينبغي لها أن تجيب بأنها هي السبب الأساس في بروز تلك الظاهرة كونها لم ترض رغبات زوجها بشكل يستند إلى العقل والشرع.

قال الإمام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام):

((ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمه وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتطيعه في جميع أحواله))(1).

إن تعدد الزوجات الضروري قليل جداً، فما هو إذن كثيره؟ ومن هو الذي يأتي بزوجة ثانية لزوجته الأولى؟ إن الذي يأتي بالثانية هو عمل المرأة الوضيع وعدم فهمها واتعاظها، وتقصيرها وسذاجتها!.

كان في زمان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) امرأة تدعى أم سليم، وهي من الأنصار، وكان زوجها عاملاً متديناً ملتزماً بالشرع الإسلامي الحنيف، حاله كحال زوجته الملتزمة المنسجمة معه، رزقهما الله تعالى غلاماً داهمه المرض بعد مرور سنتين أو ثلاث على ولادته.

وفي أحد الأيام وحينما خرج الزوج إلى عمله، توفي ابنه فبكت أم سليم لوفاة ابنها الوحيد كثيراً، ثم جلست تفكر بما ستقوله لزوجها الذي سيعود إليها بعد ساعة؟ هل تستقبل زوجها بخبر وفاة ابنه، وهو متعَبٌ من أجل رفعة منزلهما وابنهما؟ أم ماذا تفعل؟.

أخفت أم سليم ابنها في مكان لا يقع تحت نظر زوجها، ثم تزينت وتهيأت له وحينما طرق زوجها الباب فتحته له وتبسمت في وجهه كعادتها، وحينها سأل الوالد عن ولده فقالت: الحمد لله لقد تحسن حاله، صادقة وهي لأن الأطفال الذين يموتون يسقون لبناً من شجرة طوبى.

جلس الزوجان يتحدث أحدهما للآخر، فضحكا، وتداعبا حتى بلغ وقت العشاء، فعرضت أم سليم نفسها عليه، ليقوما جميعاً قبل أذان الصبح للغسل والصلاة.

وعند الأذان وحينما كان أبو سليم يتهيأ للذهاب إلى المسجد للصلاة خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت له زوجه - وهنا مربط الفرس: إذا ائتمنك أحد على شيء، ثم جاء بعد مدة يريد أمانته ماذا تفعل؟ هل تمتنع عن ردّها؟ أم تسلّمها إليه؟ فأجاب: إن الخيانة من كبائر الذنوب، بل أردها له متى ما طلبها!.

فقالت: إذا كان الأمر هكذا فهل تذكر أمانة الباري تعالت أسماؤه قبل ثلاثة سنوات، إنه استردها بالأمس وهو العظيم الرحيم، يا أبا سليم إن ابنك قد مات، وما عليك اليوم إلا أن تخبر أصحابك ليأتوا معك إلى دفنه، فاذهب إلى صلاتك خلف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولا تنسَ هذا الأمر! فقال: الحمد لله رب العالمين.

إنني لا أعلم السبب في حمده لله، ومهما كان السبب فالأمر يقتضي ذلك ولكن من الأفضل أن نقول إنه حمد الله تعالى على إعطائه هكذا زوجة مؤمنة وعاقلة.

أيها السيدات والسادة، يا من تؤمنون بما جاء في كتاب الله المجيد إن الباري تعالى يقول:

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].

فالعامل في سبيل الله تعالى يهديه الله إلى سبل النجاة، ولقد بلغ ذلك الرجل وامرأته بصبرهما وجهادهما أسمى المقامات ويقال إن أبا سليم وحين وصوله إلى المسجد وجد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بانتظاره ليبشره بحمل زوجته في الليلة الماضية، وإن الله سيمنحه غلاماً نابغة يتحدث عنه العلماء والأصفياء والأولياء، وأن الباري تعالت أسماؤه أخذ الغلام الأول ليمنحه أفضل منه.

وعليه لا بد من أن أسأل النساء وأقول: لو كانت إحداكن مثل أم سليم هل يتأتى لزوجها أن يتزوج عليها؟.

كلا، لن يفعل ذلك، وأنتن تعرفن هذا الأمر جيداً، لذا فالمقصرات أنتن لا غيركن! أنتن، يا من تجلسن صباحاً عند باب الدار لتأكلن لحوم الميتة، ويا من توزعن الابتسامات على الرائح والغادي، وعند الظهر وحينما يأتي الزوج لا يرى في المنزل إلا القذارة والبعثرة فتحدثه نفسه بالإتيان بامرأة قد تكون نظيفة ومرتبة تعرف كيف تدير المنزل، وكيف تهتم بالأولاد، وعلى حد قول العامة - ضربت برأسه - وعندها سيشتري لك ولنفسه مشكلة عويصة يصعب حلها، وحينها ستئنين وتقولين:

إن من حيكت سجادة حظه بخيوط سوداء

                                            لا يمكن أن تبيض بماء زمزم والكوثر

أيتها السيدة! من هو الذي حاك سجادة بختك بخيوط سوداء؟ إنه كان أبيضاً وأنت التي صيرتيه أسوداً، وإذا ما كانت سجادتك قد حيكت بخيوط سوداء فما عليك أنت إلا أن تبيضيها بأخلاقك، وبنظافتك، وبأدبك، وبإدارة منزلك وفق العرف والشرع.

أيتها السيدة عليك أن تكوني ربة بيت جيدة، وأن تهتمي بالأولاد تربية ونظافة، ولا تجعلي زوجك يتجه إلى الزواج ثانية بتقصيـر منـك أو قصور فتخلقي بذلك لهذا المسكين عقدة حقيرة تنعكس إفرازاتها السلبية عليك وعلى الزوجة الجديدة التي يمكن أن يبحث عنها إذا ما استسهلت الصغار الكبار.

_______________________

(1) بحار الأنوار ج 103، ص 253. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.