المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05

Majorization
1-11-2020
مصادر حظر التعذيب على المستوى العربي
9/12/2022
دور منظمة التجارة العالمية في تسوية المنازعات الدولية
7-3-2017
التجمل والتزين ـ بحث روائي
14-4-2016
معنى كلمة تجر
19-1-2016
النطاق التشريعي للاكراة
24-3-2016


أعجز الناس  
  
246   11:01 صباحاً   التاريخ: 2024-08-30
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 95 ــ 96
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

عن الامام علي (عليه السلام): (أعجز الناسِ من قدر على أن يزيل النقص عن نفسه ولم يفعل) (1).

(يقول الدكتور اوستاس شيسر: إنه من الممكن أن تكون في مرحلة الطفولة، ونتيجة لعوامل مؤثرة في النمو والشخصية، قد اصبت بنقص ومشاكل، ولكن لحسن الحظ هذه النقائص والمشاكل ليست دائمة لا يمكن إزالتها، بل بالعكس إننا نستطيع غالباً، وبجدية وإرادة، أن نزيل الآثار الضارة لفترة الطفولة، عن أنفسنا، خاصة أنه يجب علينا في مرحلة الشباب أن نسعى لإزالة النواقص التي تكون قد أصابت أجسامنا أو نفوسنا نتيجة تلك الوقائع) (2).

(إذا كنت قد زرعت (قرعاً) في حديقة بيتك، وأردت يوماً أن تنتخب ثمرة صغيرة من هذا القرع وتكتب عليها بعود ثقاب اسمك، في هذه الحالة فإنك تعلم أن تلك الثمرة كلما كبرت فإن الأثر الذي وضعته عليها سيكبر أيضاً، وعندما يكمل نمو الثمرة ويحين موعد جنيها، فإن الكتابة لن تكون واضحة كما كانت في الأول، رغم ذلك فإنها تكون قد شغلت مساحة أكبر، كذلك فإن الآثار التي ترتسم على نفسية الطفل تبقى ومن الممكن أن تكون هذه الآثار والذكريات تضعف، ولكن يتسع ميدان فعاليتها ونفوذها، وتظهر آثارها على الأخلاق والتصرفات. نحن نعلم أن (القرع) لا تملك تلك القدرة التي تستطيع بها أن تمحو الآثار المرسومة عليها، ولكننا نحن إذا أردنا وصممنا فإننا نستطيع أن نمتلك تلك القدرة ولا ندع تلك الآثار والذكريات الخفية تبقى في باطن أذهاننا وتؤثر تأثيراً سيئاً وضاراً في حياتنا) (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الوسائل، ج 2، ص 310.

2ـ النمو والحياة، ص 16.

3ـ المصدر السابق، ص 170. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.