أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2022
1766
التاريخ: 2024-09-30
206
التاريخ: 2024-09-17
139
التاريخ: 20-3-2022
2008
|
تحتل الجبال الالتوائية الحديثة الجزء الأكبر من أوربا الجنوبية ، وتنتظم تلك الجبال في شكل سلاسل عدة تبدأ من العقدة المركزية الكبيرة - الألب-. والألب نفسها تتخذ شكلاً مقوساً من الغرب والجنوب الغربي إلى الشرق والشمال الشرقي ، والمكان الذي تشكلت فيه مجموعة الجبال الألبية كان مقراً لبحر قديم هو بحر تيتس Tethys ، وما البحر المتوسط الحالي سوى بقية باقية منه ، وكان بحر تيتس يقع بين كتلتين قاريتين قديمتين هما ؛ قارة لوراسيا في شماله ، وقارة عندوانا في جنوبه ، وقد تراكمت في هذا البحر كميات كبيرة من المواد المعراة والمنقولة من تلك الكتلتين ، وخاصة الرسوبات الكلسية، وبفعل تحرك الكتلتين القاريتين باتجاه بعضها بعضاً أخذت الرواسب بالانضغاط والالتواء متخذة شكل طيات رفعت وبرزت فوق سطح البحر مكونة سلاسل من الجبال ، وهذا ما حدث فعلاً في أواخر الزمن الثاني وأثناء الزمن الثالث ،وتتنوع مظاهر السطح داخل نطاق المرتفعات الألبية ، فقد تتخذ شكل سلاسل عالية من الجبال ، أو شكل كتل جبلية كثيرة التمزق والتقطع ، وأحياناً تحصر بينها هضاب وأحواض ، وتنتظم المرتفعات الألبية في مجموعتين رئيسيتين من السلاسل : فالمجموعة الأولى مكونة السلاسل الشمالية ، وتبدأ من الجانب الشمالي لمضيق جبل طارق حيث تبدأ سلسلة جبال سييرا نيفادا الاسبانية ،ولنجد بعد ذلك جبال كنتر بريان في شمال اسبانيا ، وجبال البيرنية عند الحدود الاسبانية - الفرنسية ، ثم تمتد إلى الشرق من وادي الرون سلاسل جبال الألب الرئيسية في جنوب شرق فرنسا وفي سويسرا والنمسا ، وإلى الشرق من المنخفض الذي يشغله وادي الدانوب تظهر جبال الكربات والألب الترنسلفانية وجبال البلقان - جنوب الدانوب الأدنى - ، ومن ثم جبال يايلا في شبه جزيرة القرم ، ومن ثم جبال القوقاز، وتستمر هذه المجموعة شرقاً في قارة آسيا في سلاسل شمال البامير ، وسلاسل تيان شان . أما المجموعة الثانية ، وهي مجموعة السلاسل الجنوبية ، فتبدأ إلى الجنوب من مضيق جبل طارق في شمال إفريقية حيث سلاسل حبال الأطلس، والتي يليها جبال جزيرة صقلية ، ومن ثم جبال الابنين وسلاسل جبال الألب الجنوبية في إيطاليا ، وبعدئذ تظهر سلاسل الألب الدينارية في يوغوسلافيا ، واستمرارها جنوباً جبال بندوس Pindus في اليونان ، وجبال جزيرة كريت ، وفي آسيا الصغرى تبرز جبال طوروس ، وتتمها جبال زاغروس في إيران وجبال جنوبي آسيا . وتبدو المجموعتان الجبليتان مقتربتان جداً من بعض في شمال إيطاليا ، حيث تتخذان شكل كتلة واحدة ذات نظام التوائي معقد تكثر فيها الالتواءات الزاحفة نحو الشمال نتيجة كون قوة الضغط الآتية من الجنوب أكثر من قوته الآتية من الشمال ، كما وتنحصر بين تلك السلاسل الجبلية العديد من الهضاب والسهول والأحواض البينية ، كما هو الحال في هضبة المزيتا الاسبانية ، وهضبة رودوب في بلغاريا ، وهضبة بوهيميا في تشكوسلوفاكيا ، وفي جنوبي فرنسا ترقد الهضبة الوسطى غرب الألب . ومن الأحواض يمكن ذكر حوض المجر هنغاريا والذي هو عبارة عن منخفض سهلي تحيط به الجبال من جميع الأطراف ويشقه وادي نهر الدانوب متجهاً شرقاً نحو البحر الأسود ، وهناك أيضاً سهل (البو سهل لومبارديا ) الذي هو عبارة عن حوض تكتوني ينحصربين جبال الألب في الشمال وجبال الابنين في الجنوب ، وكان هذا السهل جزءاً من البحر الادرياتي حيث عملت حركات الرفع على رفعه قليلاً ، ثم ردم بكميات هائلة من الرواسب المستمدةالألب والابنين .
وتتصف المرتفعات الألبية بأنها غير مستقرة تماماً بعد ، بدليل الزلازل والبراكين التي تصيبها في كثير من الأحيان ، وهذا ما يتضح بوجه خاص في نطاق المجموعة الجنوبية حيث يكثر حدوث الزلازل المدمرة ، كما أن الاندفاعات البركانية النشطة مازالت تقذف بحممها بين الحين والآخر ، ويتجلى ذلك بصورة خاصة في صقلية وإيطاليا وتركيا .
وتتمثل أعلى أجزاء أوربا في هذه الجبال، كما في قمة جبل مونت بلان ( القمة البيضاء ) في فرنسا التي تصل إلى 4810 م وقمة مونتي روزا ( أقصى شمال إيطاليا عند الحدود مع سويسرا ) بارتفاع قدره 4640 ، وقمة م ماترهورن ( 4505 م ) وقمة فينستر آرهورن ( 4278 م ) وكلتاهما في سويسرا ، ورغم عظم ارتفاع هذه الجبال إلا أنها تتضمن العديد من الممرات الجبلية التي مكنت من عبورها ، كما حفر الإنسان العديد من الأنفاق، تلك السلاسل لتسهيل حركة التجارة والمواصلات عبروإلى الشمال من نطاق الجبال الألبية تظهر مجموعة من الكتل الهضبية التي هي بقايا كتل جبلية قديمة نشأت بفعل حركة الالتواءات الهرسينية في الزمن الأول وفعلت فيها عوامل التعرية فعلها مقطعة إياها إلى كتل عديدة ، ومحولة بعضها إلى سهول حتية ، وخافضة البعض الآخر مانحة إياه شكل هضاب ، كما نمت في منخفضاتها وأحواضها غابات قديمة تحولت مع مرور الزمن إلى تكوينات فحمية تتمثل في حقول فحم الدونتز، وسيليزيا العليا ، والرور ، وويلز ، ولقد أدت الضغوط الهائلة التي تعرضت لها تلك الكتل المتآكلة بفعل الحركات الألبية إلى تكسرها ، فارتفعت أجزاء منها ، وهبطت أجزاء أخرى ، وشكلت الكتل المرتفعة هضاب انكسارية ( هورستات ) والمنخفضة شكلت ودیان انکسارية ( غرابنات ).
وتتمثل أهم المرتفعات الهرسينية في هضبة المزيتا الإسبانية ، وهضبة فرنسا الوسطى ، وجبال الفوج والغابة السوداء حيث يجري بينهما نهر الراين في وادي انهدامي ، ثم هضبة الراين ، وهضبة الأردن Ardennes - حيث حقل الفحم البلجيكي - ، وكذلك هضبة بوهيميا ، وجبال السوديت ، وهضبة بريتاني في فرنسا ، وجنوب غربي إيرلندا ، وجنوبي ويلز، ومنطقة الدونتز وجبال الأورال في روسيا .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|