المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



طيب الكلام  
  
294   03:06 مساءً   التاريخ: 2024-08-26
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص118ــ119
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-28 953
التاريخ: 13-1-2016 2260
التاريخ: 22-9-2020 3196
التاريخ: 2024-10-04 159

الزوج السعيد هو الذي يجعل كلامه طيباً مع زوجته في شتى أقواله الضرورية وغير الضرورية.

ذلك أن الكلمة الطيبة لها ثمارها المفيدة والتي تنعكس على الحياة الزوجية فتغسل الأحقاد والضغائن، وتزيد الألفة والمحبة تماماً كالشجرة الطيبة التي لها ثمارها الطيبة، فقد قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 24، 26].

وهنا دلالة واضحة على تأثير الكلمة الطيبة من قبل الزوج في الزوجة، علماً بأن الكلمة الطيبة هنا هي أهل البيت (عليهم السلام)، والكلمة الخبيثة هم آل أمية، ومع ذلك فإن انطباق الآيات على الكلام الطيب يصح أيضاً.

ومهما يكن من شيء فإن لطيب الكلام دخالة مهمة في رفد الحياة الزوجية بالسعادة، فقد قال بعض الحكماء: ((الكلام اللين يغسل الضغائن المستكنة في الجوارح))(1).

ويكفي في طيب الكلام مكرمة أن الزوج ـ وغيره ـ يتعود على ترك الكلام غير الطيب، وقد ورد أن النبي عيسى (عليه السلام) مر به خنزیر: فقال: مر بسلامة، فقيل له: يا روح الله تقول هذه للخنزير! فقال: أكره أن أعود لساني الشر))(2).

كما أن لطيب الكلام فضيلة التمكن من الوصول إلى الجنة ففي الخبر عن سيد البشر (صلى الله عليه وآله): ((يمكنكم من الجنة طيب الكلام وإطعام الطعام)(3)، وقال (صلى الله عليه وآله) بهذا الصدد: ((إن في الجنة لغرفاً يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم الطعام وأطاب الكلام))(4).

وإن أشد ما يكفي المرء فخراً في هذا المجال كون طيب الكلام صدقة يتصدق بها كل إنسان، وفي الحديث: ((الكلمة الطيبة صدقة))(5).

_____________________________

(1) جامع السعادات، ج2، ص71.

(2) م. ن.

(3) م. ن.

(4) م. ن.

(5) م. ن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.