أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
2105
التاريخ: 2023-11-19
1013
التاريخ: 14-1-2023
1631
التاريخ: 2023-06-25
875
|
الحُبُّ: نقيض البُغض. والحُبُّ: الوداد والمحبّة، وقال تعالى: (فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) أي لا يغفر لهم وقوله تعالى: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) قيل محبة الله للعباد إنعامه عليهم وأن يوفقهم لطاعته ويهديهم لدينه الذي ارتضاه، وحب العباد لله أن يطيعوه ولا يعصوه.
وقيل: محبة الله صفة من صفات فعله، فهي إحسان مخصوص يليق بالعبد، وأما محبة العبد لله تعالى فحالة يجدها في قلبه يحصل منها التعظيم له وايثار رضاه والاستئناس بذكره.
وعن بعض المحققين: محبة الله للعبد كشف الحجاب عن قلبه وتمكينه من أن يطأ على بساط قربه، فإن ما يوصف به سبحانه إنما يؤخذ باعتبار الغايات لا المبادئ، وعلامة حبه للعبد توفيقه للتجافي عن دار الغرور والترقي إلى عالم النور والانس بالله والوحشة ممن سواه وصيرورة جميع هماً الهموم واحداً، وفي الحديث: «إذا أحببتُ عبدي كنت سمعه الذي يسمع به...» سيأتي ذكره.
قال في الكاشف: وعن الحسن زعم أقوام على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنهم يحبون الله فأراد أن يجعل لقولهم تصديقاً من عمل، فمن ادعى محبته وخالف سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو كذاب وكتاب الله يكذّبه ([1])، قول الإمام الصادق (عليه السلام) في هذه الزيارة «السلام على ولي الله وحبيبه» يدل على أن الإمام الحسين (عليه السلام) قد وصل من القرب الالهي بحيث صار مظهر حب الله تعالى وهذا الكمال التام حاصل للإمام الحسين (عليه السلام) وكذلك لجميع الأئمة (عليهم السلام)، حيث انهم تامون في ذواتهم وصفاتهم، وفي أعمالهم وفي أفعالهم وهذا الكمال الحاصل لهم إنما هو لاجل كونهم متصفين بكمال المحبة لله تعالى وبالعكس فهم مظاهر محبته تعالى، وكيف لا والمؤمن هو محل لمحبته تعالى؟! فعن أُصول الكافي بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث ... إلى أن قال (عليه السلام): وذلك قول الله عزّ وجل: (إِنَّ اللَّـهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ) فالحبّ طينة المؤمنين التي القى الله عليها محبته والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير، وإنما سمي النوى من أجل أنه ناىٰ عن كل خير وتباعد منه، وفيه عن تفسير العياشي عن المفضل، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله: (إِنَّ اللَّـهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ) قال: «الحبّ المؤمن وذلك قوله: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي) والنوى الكافرين الذي ناى عن الحق فلم يقبله». فالاستشهاد منه (عليه السلام) بهذه الآية لبيان المصداق من أن المؤمن مَن القيت عليه المحبة منه تعالى، فهم (عليهم السلام) محل لمحبته تعالى وهم تامون في تلك المحبة، كما ورد في زيارة الجامعة «وَالتَّامينَ في مَحبَّةِ الله» أي لا يكون منهم ما ليس في المحبة، بل أفعالهم وذواتهم وصفاتهم متصفة بالمحبة ومن آثارها وليس للمحبة شيء من الواقع إلّا وهو فيهم (عليهم السلام) كما لا يخفى، ثم إنهم (عليهم السلام) -كما هو ثابت في محله-علة الإيجاد، علة فاعلية، ومادية، وصورية، وغائية.
بيانه: أنه تعالى إنما خلق الخلق، لكي يعرف كما دلّ عليه الحديث القدسي المشهور من قوله تعالى: « كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أُعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف»، فالمعرفة هي العلة للخلق وكما دلّ عليه قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)([2])، وعن الإمام الحسين (عليه السلام) كما تقدم: « أيها الناس إنّ الله ما خلق الخلق إلّا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة غيره، قيل: يابن رسول الله ما معرفة الله؟ قال: معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي تجب عليهم طاعته»، الحديث، فعلم منه : أن الغاية للخلق هو المعرفة التي تترتب عليها العبادة، التي ينبغي أن يعبد الله تعالى بها، فالغاية هو المعرفة والعبادة عن معرفة، وهذه المعرفة بصريح قوله (عليه السلام) ليست إلّا معرفة الإمام (عليه السلام) وذلك كما تقدم ليس إلّا لأجل أنهم (عليهم السلام) محال المعارف الإلهية، بل هم نفسها كما علمت، فيعلم من المجموع أنهم (عليهم السلام) متعلق الحب الإلهي ومظاهره، لما هم عين معارفه حيث إنهم (عليهم السلام) عين أسمائه الحسنى التي عرف الله تعالى بها، فهم (عليهم السلام) المحبوبون له تعالى ومظاهر الحب له تعالى ومعنى أنهم مظاهر حبّه أن المحبة التي هي العلة الذاتية للخلق، فإن المعرفة وإن كانت هي العلة إلّا أنها بما هي محبوبة له تعالى تكون علّة وإلّا فلا ، كما لا يخفى، وكيف كان إن المحبة بحقيقتها هي العلة للخلق ولا ريب في أن وجود أي موجود يقوم بالعلة الفاعلية والمادية والصورية والغائية كما حقق في محلّه، فمعنى كون المحبة علة للخلق بأقسامها أن العلة الفاعلية ليست إلّا مظهراً للمحبة وهكذا البقية، وحينئذٍ نقول: فهم (عليهم السلام) بما هم حقيقة المحبة له تعالى، ومظهرها العلة الفاعلية للخلق، بمعنى أن كل موجود وجدت بالمشية والمشية ظرفها قلوبهم (عليهم السلام) وهي شأن من شؤون المحبة ، فالمحبة الإلهية اقتضت المشية القائمة بنفوسهم (عليهم السلام)، فالمشية وإن كانت علة فاعلية بمظاهرها إلّا أنها بالدقة تكون شأناً للمحبة، فالمحبة هي العلة الفاعلية في الحقيقة، وهي ليست إلّا قلوبهم المطهّرة فهم (عليهم السلام) العلة الفاعلية للخلق، غاية الأمر بإذن الله تعالى حيث إنهم (عليهم السلام) بجميع شؤونهم لا يفعلون إلّا ما يشاء الله ، وما أمرهم الله تعالى في الأفعال الجزئي والكلي كما لا يخفى، وأيضاً هم (عليهم السلام) العلة المادية، أما بالنسبة إلى أرواح الشيعة فقد علمت أنها خلقت من فاضل طينتهم النورانية المتقدم شرحها، وأما بالنسبة إلى أبدانهم وكذلك بالنسبة إلى ساير المخلوقين بل وساير الموجودين في الكون، فلأجل أن جميع الموجودات خلقت من أنوار وجودهم حيث إنهم الأسماء الحسنى له تعالى، ثم ان الحب عبارة عن الميل إلى الشيء الملذّ، وكلما كان الملذّ أقوى في اللذاذة كان الميل أقوى إلى أن يصل حدّ الافراط فيسمى عشقاً، ولذا قيل ان الافراط في كل شيء مذموم إلّا في الحب وهذا الميل إنما يحصل بعد المعرفة بذلك الشيء الملذ الجميل، وهذه المعرفة إما بالحواس الظاهرة أو بالعقل، وكلما كان الدرك والمعرفة أقوى كان الحب أقوى والبصيرة الباطنة أقوى من البصر الظاهري لأن القلب أشد إدراكاً من العين كما لا يخفى ولذا كانت المعاني الجميلة المدركة بالعقل أعظم من جمال الصور الظاهرة فلا محالة تكون لذة القلوب بما تدركه من الأُمور الشريفة الجميلة الإلهية التي تجل عن ان تدركها الحواس أتم وأبلغ ولذا نرى أن الطباع السليمة والعقول الصحيحة أكثر ميلاً إلى مدركات العقل، وإذا علمت هذا فاعلم أن أجل اللذات وأعلاها معرفة الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم فمن شاهد جمال وجهه وجلال عظمته وادركها بعقله وشاهدهما ببصيرته القلبية لا تكاد تؤثر عليه لذة أُخرى إلّا من حرّم هذه اللذة ولذلك ورد في الأحاديث والآيات الحث على معرفة الله تعالى وحبّه.
أما الآيات فقوله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ) وقال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ) إلى قوله: (أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ) ([3])، وهكذا غيرها.
وأما الأحاديث: فكثيرة جدّاً نذكر بعضها فمنها: ما عنه (صلى الله عليه وآله): «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما»، وقال (صلى الله عليه وآله) في دعائه: «اللهم ارزقني حبّك وحبّ من يحبّك، وحبّ ما يقربني إلى حبّك، واجعل حبّك أحبّ إليّ من الماء البارد».
وفي الخبر المشهور: أن إبراهيم (عليه السلام) قال لملك الموت إذ جاء لقبض روحه: «هل رأيت خليلاً يميت خليله؟ فأوحى الله إليه: هل رأيت محباً يكره لقاء حبيبه؟ فقال: يا ملك الموت الآن فاقبض».
وفي مناجاة موسى: «يابن عمران كذب من زعم أنه يحبني، فإذا جنّه الليل نام عني، أليس كلّ محبّ يحب خلوة حبيبه؟ أنا ذا يابن عمران مطّلع على أحبائي، إذا جنّهم الليل حولت أبصارهم إليّ من قلوبهم، ومثلت عقوبتي بين أعينهم، يخاطبونني عن المشاهدة، ويكلمونني عن الحضور، يابن عمران هب لي من قلبك الخشوع، ومن بدنك الخضوع، ومن عينك الدموع في ظلم الليل فإنك تجدني قريباً»، وروي: أن عيسى (عليه السلام) مرّ بثلاثة نفر قد نحلت أبدانهم، وتغيّرت ألوانهم، فقال لهم: «ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا: الخوف من النار، فقال: حقّ على الله أن يؤمن الخائف، ثم جاوزهم إلى ثلاثة أُخرى، فإذا هم أشدّ نحولاً وتغيّراً فقال: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: الشوق إلى الجنة، قال: حقّ على الله أن يعطيكم ما ترجون، ثم جاوزهم إلى ثلاثة أُخرى، فإذا هم أشدّ نحولاً وتغيّراً، كأن على وجوههم المرايا من النور فقال: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: حبّ الله عزّ وجل، فقال: أنتم المقربون أنتم المقربون».
وعن علل الشرائع، عن نبينا (صلى الله عليه وآله): «إن شعيباً (عليه السلام) بكى من حبّ الله عزّ وجل حتى عمي، فردّ الله عليه بصره، ثم بكى حتى عمي، فردّ الله عليه بصره، ثم بكى حتى عمي، فردّ الله عليه بصره، فلما كانت الرابعة أوحى الله إليه: يا شعيب إلى متى يكون هذا أبداً منك؟ إن يكن هذا خوفاً من النار فقد أجرتك، وإن يكن شوقاً إلى الجنة فقد أبحتك، فقال: إلهي وسيدي أنت تعلم أني ما بكيت خوفاً من نارك، ولا شوقاً إلى جنتك، ولكن عقد حبّك على قلبي فلست أصبر أو أراك، فأوحى الله جلّ جلاله: أما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران (عليه السلام)»، وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في دعاء كميل: «فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربّي صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك»، وعن الحسين (عليه السلام) في دعاء عرفة: « أنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجأوا إلى غيرك، وقال: يا من أذاق أحباءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملقين»، وفي المناجاة الانجيلية المنسوبة إلى السجاد (عليه السلام):«وعزّتك لقد أحببتك محبة استقرت في قلبي حلاوتها وآنست ببشارتها ، ومحال في عدل أقضيتك أن يسدّ أسباب رحمتك عن معتقدي محبتك»، وفي المناجاة الثانية عشرة للسجاد (عليه السلام): «إلهي فاجعلنا من الذين ترسخت أشجار الشوق إليك في حدائق صدورهم، وأخذت لوعة محبتك بمجامع قلوبهم»، الدعاء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|