أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-5-2022
1988
التاريخ: 18-7-2016
1422
التاريخ: 18-7-2016
1343
التاريخ: 18-7-2016
1597
|
الإخلاص لله هو غاية الدين كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): "الإخلاص غاية الدين"[1]، وهو أفضل العبادات، بل هو روح العبودية لله وجوهرها كما أخبر عن ذلك إمامنا الصادق (عليه السلام): "أفضل العبادة الإخلاص"[2]. وهو سرّ من أسرار الله استودعه الله تعالى في قلوب من اجتباهم لقربه وولايته كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مخبراً عن جبرئيل (عليه السلام) عن الله عزّ وجلّ أنّه قال: "الإخلاص سرٌّ من أسراري، استودعته قلب من أحببت من عبادي"[3].
وحقيقة الإخلاص تخليص نيّة الإنسان وعمله من شائبة غير الله تعالى، وهو لا يتصوّر إلّا ممّن كان محبّاً لله عزّ وجلّ، ومستغرق الهمّ في الآخرة بحيث لا يبقى لحبّ الدنيا وشهواتها وملذّاتها وسمعتها وجاهها ومناصبها في قلبه قرار، فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "إنّ لكلّ حقّ حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يُحمد على شيءٍ من عمل لله"[4].
فالمخلص هو الذي لا يطلب من وراء أيّ عملٍ يقوم به سوى الله تعالى، ولا يكون له مقصد أو دافع سوى رضاه، والتقرّب إليه، ونيل الزّلفى لديه.
فالأعمال مرهونة بالنيّات وإذا لم تكن النوايا خالصةً، فهذا يعني أنّه يشوبها الشرك والله تعالى لا يغفر أن يشرك به ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ﴾[5]، لأنّ الشّرك ظلم عظيم ﴿يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾[6]، والله تعالى لا يهدي القوم الظالمين ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[7]، لذا لا يقبل الله تعالى إلا ما كان له خالصاً، كما في الحديث القدسيّ المرويّ عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: "قال اللَّه عزّ وجلّ: أَنا خير شريك, من أَشرك معي غيري في عملٍ عمله، لم أَقبله إلّا ما كان لي خالصاً"[8]، وإذا لم يكن العمل مقبولاً عند الله فلا قيمة له على الإطلاق.
فالله تعالى قد اختار لنفسه الدين الخالص حيث قال: ﴿أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾[9]، فإذا كان لشيءٍ من الأهواء النفسيّة والحظوظ الدنيويّة دخلٌ في الدين فلا يكون خالصاً، وما كانت فيه شائبة الغيريّة والنفسانيّة فهو خارج عن حدود دين الحقّ.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لكلّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر اليه"[10].
وعليه نستشفّ من هذه الآيات والروايات أنّ الإخلاص أساس الدين ودعامته التي يرتكز عليها في عمليّة بناء الإنسان على خطّ الإيمان بالله والتوجّه الدائم إليه وتوحيده، وهو رأس الفضائل، والمناط في قبول الأعمال وصحتها، فلا قيمة لعملٍ لا إخلاص معه، كما ورد عن مولى الموحّدين الإمام عليّ (عليه السلام): "من لم يصحب الإخلاص عمله لم يقبل"[11]، لذا قال (عليه السلام) في شأن المخلصين: "طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أعطي غيره"[12].
[1] الآمدي، غرر الحكم، 1340.
[2] العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج67، ص249.
[3] م. ن، 214.
[4] العلّامة المجلسي، بحار الأنوار، ج8، ص304.
[5] سورة النساء، الآية: 48.
[6] سورة لقمان، الآية: 13.
[7] سورة الصف، الآية: 7.
[8] الشيخ الكليني، الكافي، ج2، ص 295.
[9] سورة الزمر، الآية: 3.
[10] الميرزا النوري، مستدرك الوسائل، ج1، ص90.
[11] الآمدي، غرر الحكم، ص155..
[12] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج1، ص60.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|