3- أسس عامة ترتبط بالمشروع الصغير وريادة الأعمال

تتطلب كفاءة التأسيس والتشغيل المشروعات الصغيرة المعرفة ببعض الأسس المرتبطة بهذه المشروعات هذا بجانب مهارة التفاعل مع تلك الأسس العامة بمهارات ريادية معينة ويتضح ذلك ما يلي :

(1) من المناسب البدء يرأس مال غير كبير ، وقد يكون ضئيل، ثم تأتي زيادة رأس المال بعد ذلك وفق معدلات النمو المستهدفة والمخططة لحجم المشروع من خلال برنامج زمني محدد.

(2) من الأهمية أن يكون إحتفاظ صاحب المشروع لنفسه بالملكية و الإدارة مؤقتاً وليس منهجاَ دائماَ، فإن كان الاحتفاظ بهما مناسباً ومطلوباً مع تأسيس المشروع وبدء تشغيله في مراحله الأولى، فإن هذا الاحتفاظ له عيوبه ومخاطرة عند الاستمرار فيه بشكل دائم.

(3) ما نراه بشأن الاحتفاظ بالملكية والإدارة معاً يطبق ولكن بشكل أقل، على الاحتفاظ بمهام التخطيط والرقابة، حيث من الطبيعي أن يحتفظ بالملكية والإدارة، وعلى صاحب المشروع أن يبادر بمشاركة الآخرين في المشروع في مهام التخطيط والرقابة.

(4) حيث أن المشروع الصغير يبدأ بعدد محدود من الموظفين، فإنه يفترض هنا الأخذ بتوزيع الأنشطة والمهام والمسؤوليات التي يقوم بها الفرد الواحد، بمعنى توسيع نطاق الوظيفة وتأجيل الأخذ بمبدأ التخصص العميق، ويتطلب ذلك تعزيز مفهوم العمل الجماعي داخل المشروع.

(5) من الطبيعي أن صاحب المشروع يهدف إلى أن يتحول المشروع الصغير إلى منشأة كبيرة، من حيث حجم الأعمال والعمالة والإيرادات وغيرها. تلك طموحات طبيعية ومطلوبة، ولكن يجب أن تكون متدرجة وأن يتحقق النمو والتوسع بشكل طبيعي مدروس مخطط.

(6) المشروع الصغير يتولد وينشأ على فكرة، وكل إنسان لديه القدرة أن يتوصل إلى أفكار جديدة وأن غالبية الناس قد يكون لديهم رصيد من الأفكار، ويعني هذا أنه أمام كل إنسان فرصة أن ينشئ مشروعاً صغيراً ... وتبقى القضية المحورية هي تقييم الفكرة والتأكد من قابليتها للتحول إلى مشروع تجارى وأنها ذات جدوى اقتصادية واجتماعية.

4- رائد الأعمال ... لا يشترط أن يكون ثورياً في التفكير. من التصورات الخاطئة الشائعة إشتراط أن تكون الفكرة الإبداعية أو الابتكارية فكرة ثورية تختلف اختلافاً جذرياً عن ما هو معروف أو متعارف عليه، وأن هذه الفكرة الابتكارية والثورية لابد أن تحدث تغييراً جوهرياً وجذرياً فيما هو قائم ومألوف، هذا تصور خاطئ، كما أن الإفراط في هذا التصور بشأن ثورية الفكرة الابتكارية، عادة ما يواجه باحتمالات قوية للفشل لأسباب عديدة أهمها الأسباب الثلاثة التالية :

(1) أن ثورية الفكرة الابتكارية تؤدي الى تصعيد عداء المنافسين بصورة تنمي لديهم المهارات الإبتكارية في إستخدام أدوات تلحق الضرر بالفكرة الريادية أو المشروع الريادي.

(2) أن ثورية الفكرة الابتكارية تتطلب أحداث نقلة نوعية وتحول جذري من العملاء المستهدفين وتغيير غير طبيعي في سلوكهم ...وهذا ما قد يصعب تحقيقه وقد يواجه تحديات بضعف إستعداد العملاء لإحداث تغييرات ثورية قوية، مما يتطلب أن تكون الفكرة الابتكارية قريبة من توقعات العملاء ومحفزة لهم لإحداث التغيير الطبيعي الممكن لإستيعاب المنتجات الجديدة التي يقدمها المشروع الجديد، والواقع يؤكد على أن الأفكار والمنتجات الإبتكارية التي تستمر وتنمو هي التي تقتضي تغييراً متدرجاً معقولاً ولا تتطلب تغييراً جوهرياً ثورياً لدى العملاء.

(3) أن ثورية الفكرة الإبتكارية ترفع من مستوى عدم التأكد في بيئة تطبيق الفكرة الإبتكارية بما يرفع مستوى المخاطرة التي يتعرض لها المشروع ويقوى من احتمالات تعثره .