أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1572
التاريخ: 30-01-2015
1928
التاريخ: 6-12-2015
2868
التاريخ: 12-10-2014
1629
|
أما الباحثون وكتاب العصر الذين لهم بحوث حديثة في الأديان والمذاهب ، فيعتقدون في وحي القرآن والنبوة أنه :
كان نبي الاسلام نابغة عارفا بالأوضاع الاجتماعية ، وسعى في خلاص البشرية من مهوى الوحشية والانحطاط الخلقي ورفعها إلى أوج المدنية والحرية ، فدعى الناس إلى اعتناق آرائه الطاهرة التي تجلت بشكل دين جامع كامل.
يقولون : كان النبي يحمل روحا نزيهة وهمة عالية ، عاش في بيئة يسودها الظلام وتتحكم فيها القوة والأراجيف والهرج الاجتماعي وتتسم بحب الذات والسيطرة غير المشروعة على الأموال وتتجلى فيها كل مظاهر الوحشية المقيتة.
كان النبي في ألم نفسي دائم من هذه البيئة الفاسدة ، فكان كلما بلغت الآلام في نفسه الكريمة مبلغها يأوي إلى غار في احدى جبال تهامة ، فيبقى فيه اياما ليخلو إلى نفسه ، وكان يتوجه بكل حواسه إلى السماء والارض والجبال والبحار والأودية والآجام وما وضعته الطبيعة تحت تصرف البشرية من سائر النعم ، وكان يأسف على الانسان المنهمك في الغفلة والجهل وقد أبدل حياته السعيدة الهانئة بحياة نكدة تضاهي حياة الحيوانات الوحشية.
كان النبي إلى حوالي اربعين سنة من عمره يدرك تلك المفاسد الاجتماعية ويتألم من جرائها بالآلام النفسية ، ولما بلغ الأربعين من عمره وفق إلى كشف طريق للإصلاح يمكن بواسطته ابدال تلك الحياة الفاسدة بحياة سعيدة فيها كل معاني الخير ، وذلك الطريق هو «الاسلام» الذي كان يتضمن أرقى الدساتير التي كانت تناسب مزاج ذلك العصر.
كان النبي يفرض ان افكاره الطاهرة هي كلام الهي ووحي سماوي يلقيها الله تعالى في روعه ويتلكم بها معه. كما كان يفرض روحه الخيرة التي تترشح منها هذه الأفكار لتستقر في قلبه هي «الروح الأمين» و«جبرئيل» والملك الذي ينزل الوحي بواسطته.
وسمى النبي بشكل عام القوى التي تسوق إلى الخير وتدل على السعادة بـ«الملائكة» ، كما سمى القوى التي تسوق إلى الشر بـ«الشياطين» و«الجن». وقد سمى ايضا واجبه الذي املاه عليه وجدانه بـ«النبوة» و«والرسالة».
***
الرأي الذي ذكرناه باختصار هو للباحثين المعتقدين بالله تعالى وينظرون إلى الدين الاسلامي بنظرة فيها شيء من الانصاف والتقييم. أما الملحدون الذين لا يعتقدون بالله تعالى فانهم
يعتبرون النبوة والوحي والتكاليف الالهية والثواب والعقاب والجنة والنار سياسات دينية بحتة ، وهم يذهبون إلى أن هذه كلها أكاذيب قيلت لمصالح خاصة ضرورية في حينها.
يقولون : ان الأنبياء كانوا مصلحين جاؤوا ببرامج اصلاحية في اطار ديني. ونظرا الى أن الناس كانوا في العصور السالفة منهمكين في الجهل والظلمة والخرافات وضع لهم الأنبياء النظم الدينية في ظل سلسلة من العقائد الخرافية تتمثل في مسائل المبدأ والمعاد.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
مكتبة العتبة العباسية.. خدمات رقمية متطورة وجهود لتلبية احتياجات الباحثين
|
|
|